الأخبار المحلية

الجمعيات والشؤون الاجتماعية تنفي.. وشرعيون: تأخير زكاة الفطر إلى بعد صلاة العيد جائز

بعد أن تناولت مواقع الإنترنت وبعض الأشخاص التشكيك في إخراج الجمعيات الخيرية لزكاة الفطر تواصلت مع القائمين على هذا المشروع ونفوا التأخير، فيما أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها تابعت الجمعيات الخيرية خلال الأيام الماضية، وأن جميعها قامت بإخراج الزكاة قبل صلاة العيد، فيما يرى شرعيون أن تأخير الزكاة إلى بعد صلاة العيد فيه اختلاف بين علماء المذاهب الفقهية لكنهم يؤكدون أفضلية إخراجها قبل أداء صلاة العيد وحول هذا الموضوع يقول الأستاذ عبدالله بن دخيل الله المحمدي نائب رئيس مجلس إدارة المستودع الخيري بجدة الذي نفى ما تردد حول هذا الموضوع موضحا أن في المستودع الخيري لديه برنامج عبر الكمبيوتر مسجل فيه أسماء الأسر الفقيرة ومقابل كل أسرة اسم الشخص الذي يقوم باستلام الزكاة ويكون هذا الشخص اما أحد أفراد الأسرة أو وكيلًا عنها وأنهم قاموا بتسليم جميع ما لديهم من زكاة قبل صلاة العيد وحول هذا الموضوع قال معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي نحن الآن نوجه تهمة إلى الجمعيات الخيرية بدون دليل ولا يجوز أن نشكك في عمل اخواننا وأخواتنا في هذه الجمعيات وأنا اذكر كل من ينسبون الأخطاء علنا إلى العاملين في الجمعيات الخيرية بالله عز وجل وألا يكونوا عونا للشيطان عليهم فيجب التأكد من تأخيرهم لإخراجها وإذا حصل التأخر ما هي الظروف لأنهم ربما حصلوا على وكالات من الفقراء فلو فرض أن شيئا من ذلك قد وجد فالجمعيات الخيرية يمكن لها أن تأخذ وكالات من الفقراء لحفظ بعض حقوقهم حتى يعودوا إليها فبعض الفقراء الآن يسافرون لأداء صلاة العيد عند أهاليهم اما في الشمال أو الجنوب وهم يستحقون زكاة الفطر فهو لا يمر بعضهم على الجمعيات الخيرية ويقول لهم خذوا نصيبي فبذلك هم جعلوا الجمعية وكيلة عنهم في استلام الزكاة الموجودة لديهم وبهذا قد حلت الإشكالية لدى الجمعية ولدى المستحقين لزكاة.
والأمر يحتاج إلى إثبات لأن الجمعيات الخيرية من واقع خبرتها السنين الماضية قد وضعت حلولا لمثل هذه المشكلات ولها خبرة متراكمة.
وذكر معاليه أن كثيرا من علماء المذاهب الفقهية الأخرى يرون أن يوم العيد بكامله وقت لإخراج الزكاة وليس وقت إخراج الزكاة إلى صلاة العيد فهي إذا أخرجت في يوم العيد بعد الصلاة تعتبر مؤداة في وقتها هكذا يرى كثير من العلماء لكنه من الأفضل ألا تتأخر إلى بعد صلاة العيد.
أما الدكتور الشيخ محمد النجيمي رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية وأستاذ المعهد العالي للقضاء وعضو مجمع الفقه الإسلامي فقد قال: على الجمعيات أخذ الزكاة قبل يوم العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر فكثير من الفقهاء المعاصرين يرون هذا هو الأفضل بالنسبة للجمعيات التي تقبض زكاة الفطر ويرون أنه ينبغي على المفتين أن يوضحوا للناس ذلك ولو أخذنا رمضان هذا العام على سبيل المثال فمن المفترض أن تبدأ الجمعيات الخيرية في استقبال الزكاة من الناس من يوم الخميس ولا تنتظر إلى يوم الثلاثين من رمضان لأن هذا اليوم ربما يكون الأول من شوال، فعليهم أن يحددوا وقتا لناس بعدهم يتم إغلاق باب استقبال الزكاة فمثل هذا العام يكون آخر وقت لاستقبال الزكاة الساعة العاشرة صباحا يوم الجمعة لكي يسهل على الجمعيات توزيع الزكوات، وذكر أن التأخير في إخراج الزكاة إلى بعد صلاة العيد مسألة خلافية بين الفقهاء فمنهم من يقول ان يوم العيد وقت إخراج بأكمله ومنهم من يرى أن انتهاء وقت إخراج الزكاة ينتهي بوقت انتهاء صلاة العيد فاذا المسألة خلافية فعلى الجمعيات الخيرية إخراج زكاة الفطر في وقت مبكر لكي يخرجوا عن الخلاف أو قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة أيام.
فيما ذكر أن على الجمعيات حرج في إخراج الزكاة بعد صلاة العيد لأن الناس في المملكة يقلدون قول الحنابلة ومن وافقهم الذين يقولون فيه أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يجعلها صدقة من الصدقات ولا تصح أن تكون زكاة فطر والجمعيات تأثم في ذلك لأن ما عليه الناس وعليه الفتوى في بلدنا هذا هو ما قاله الحنابلة لذا يجب على الجمعيات الخيرية وجوبا أن تبكر قبل صلاة العيد.
فيما ذكر مدير إدارة الجمعيات الخيرية بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ بدر السحاقي أن اتهام الجمعيات في تأخير توزيع الزكاة إلى بعد صلاة العيد أمر غير صحيح وأن الجمعيات قامت بتوزيع جميع الزكاة وفق آلية منظمة وعبر برنامج الكتروني منظم ولم تخرج في توزيعها عن الإطار الشرعي.
وقال ان الجمعيات الخيرية حريصة جدا على إخراج الزكاة وفق الضوابط الشرعية التي أمر بها الدين الإسلامي، وأن الجمعيات لديها فتوى شرعية تجيز لها استلام الزكاة عن الفقراء والمحتاجين وتسليمها لهم بعد أيام العيد.
مطالبا بدعم مشروع زكاة الفطر وتسليمها إلى الجمعيات الخيرية للقضاء على ظاهرة بيع الزكاة في الشوارع بطريقة عشوائية خاصة أن كل جمعية خيرية لديها قائمة بالأسر المحتاجة.
وذكر أنهم بمنطقة مكة المكرمة انطلقوا هذا العام بمشروع جديد «فطرة» وخصص هذا المشروع لتوزيع زكاة الفطر وأنه برنامج الكتروني جيد ودقيق وسوف يعمم على الجمعيات الخيرية في المملكة كافة.