نساء يدخلن عالم النصب من بوابات المطاعم
انتشر في الآونة الخيرة وعلى نطاق واسع نوع جديد من أنواع النصب والاحتيال داخل مطاعم ومنتزهات جدة، ألا وهو «الهروب من دفع الفواتير الخاصة بتناول المأكولات والمشروبات في تلك المطاعم»، والمثير أن أغلب القائمين على هذا العمل هم من السيدات، مستغلات عملية التموية، وذلك لأن عملية التمويه من قبل السيدة أسهل وطرق تنفيذها أوسع، إما بتغطية الوجه أو كشفه وبالتالي يصعب على إدارة المكان التعرف على الشخصية، وفقا للمصادر التي رصدت بعضًا من عمليات الاحتيال «النسائية»:
بداية تتحدث مجموعة من السيدات التي واجهن إحدى تلك المحاولات، وتقول، أمل العريفي، سارة المولد وهما من اللاتي تعرضتا لعملية نصب مع مجموعة من الصديقات: أثناء تناولنا طعام الغداء في إحدى منتزهات جدة المعروفة، فوجئنا بفتاة شابة تقتحم جلستنا طالبة الجلوس معنا ولم نرفض خشية إحراجها، وبعد فترة قصيرة من جلوسها، وإحضارها مستلزماتها ومشروباتها، ارتبنا فيها وقمنا نحن بإبلاغ موظف المطعم أنها ليست معنا وإنما «تطفلت» بوجودها وذلك بعد تشككنا في طريقة عرضها للانضمام لنا، وبالفعل، هرع الموظف إلى البوابة مسرعًا للإمساك بها، وبعد سؤالها، اكتشفنا أنها لم تدفع فاتورة المطعم وجلست معنا حتى يتم ضم فاتورتها لفاتورتنا وذلك للتمويه ولكي يعتقد الموظف أنها معنا..
ويذكر أحمد فتحي الموظف بنفس المنتزة: أنه حصل أن زارت المطعم سيدتان وقد قضتا ما يقرب من نهار كامل بالمنتزه، وقد صدرت فاتورتهن بمبلغ يزيد عن 600 ريال، فذهبن إلى دورة المياه النسائية وعند انتظارنا لم نجدهن واكتشفنا أنهن غادرن المكان بعد أن غطين فلم نعد نميزهن، وقد كانت النتيجة أن تحملت أنا ثمن الفاتورة التي اقتطعت من راتبي في ذات الشهر التي حدثت به الواقعة.
لجنة الضيافة والسياحة
ومن جهته أخرى أكد رئيس لجنة الضيافة بالغرفة التجارية بجدة الدكتور خالد الحارثي تلقيه عددًا من الشكاوى من أصحاب المطاعم حيال وجود حالات تتمكن من الهرب من دفع الفواتير مشيرًا إلى إن الأمر هنا تتولاه الجهات الأمنية لمتابعة مثل تلك الأمور. كما أوضح أن مثل تلك الظواهر بدأت تظهر حديثًا لكنها قليلة ونادرة ولا تعد ظاهرة لأنه سلوك دخيل على مجتمعنا وغالبًا ما يتحمل المطعم وإدارته تكاليف الفواتير غير المدفوعة.
ويضف لا نستطيع أن نقول سوى إنها مسألة ثقافة دخيلة على المجتمع السعودي وابتلينا بها، لأنه ليس من الممكن أن تكون أسرة تقبل على نفسها وأبنائها دخول أحد المطاعم وتناول الطعام فيه دون دفع قيمته.
ويذكر عسيري لهذا لابد من أخذ قيمة الطعام المطلوب مقدمًا لمنع حدوث مثل تلك الأمور.
مشكلة اجتماعية
وتؤكد الأخصائية الاجتماعية سماح عبدالرحمن إن مثل تلك الأمور وارد حدوثها في جميع المجتمعات موضحة إن تلك التصرفات كالسرقة ومحاولات الاحتيال مشكلة اجتماعية آخذة في الازدياد مع انتشار حالات البطالة، ولكن ما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة دخول العديد من النساء وقد يدخل أيضا استغلال الأطفال وتذكر الأخصائية الاجتماعية: إن السبب وراء دخول السيدات عالم السرقة قد يكون من خلفه عصابات منظمة وقد يكون من ترتيب فردي لأن المرأة لدينا عرف عنها البعد عن المشاكل وفي الوقت نفسه من السهل جدًا على المرأة تغيير شكلها وقدرتها على التخفي. فقد تحضر عباءة أخرى ترتديها وقد تدخل دورة المياه كاشفة الوجه وتخرج مغطاة دون أن تثير حولها أدنى شكوك. وهو أمر ينذر بالخطر. لهذا لابد من أخذ الحيطة من تلك الممارسات التي تنم عن وجود خلل لدى شخصيات مريضة داخل المجتمع قد تسيء له. وتوضح لابد لتلك الأماكن من وضع أجهزة مراقبة كالكاميرات عند المداخل والمخارج، مع الاستعانة بموظفات أمن من السيدات للتدخل إن استدعى الأمر.
حالات قليلة ونادرة:
من جهته أكد الملازم أول نواف البوق الناطق الإعلامي باسم شرطة جدة أن في حال ورود أي شكوى مقدمة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من التوجه إلى مكان الواقعة وتحرير محاضر ومن ثم التوجه إلى قسم شرطة المنطقة ولا بد من وجود إثباتات تؤكد نية الهروب، ويؤكد البوق أن الحالات الواردة للشرطة والمبلغ عنها تعتبر قليلة نسبيًا وتكون حالات منفردة لأن أغلب المطاعم والمنتزهات تتخذ إجراءات الأمن اللازمة.