دعوة كبار العلماء لأول مهرجان سينمائي في السعودية
يترقب الوسط الفني والإعلامي المحلي حدثاً ثقافياً وفنياً ينظم لأول مرة في السعودية، ويتمثل في انطلاق المهرجان السعودي السينمائي لأفلام التلفزيون القصيرة مطلع العام المقبل في جدة، حيث كشفت معلومات أن المنظمين للمهرجان وجهوا دعوات رسمية إلى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام وأن الأخير أبدى موافقته على رعاية وزارته لهذا المهرجان.
ويمثل ذلك حدثاً استثنائياً بالنظر إلى افتقاد السعودية لتلك المهرجانات، وتعذر إقامة بعضها تبعاً لمعارضة فئات من المجتمع لإقامتها، أو عرض أي أفلام سينمائية في البلاد، في الوقت الذي يسعى فيه القائمون إلى دعم الكوادر السعودية الناشئة في هذا المجال، وتكريس الثقافة السينمائية وفق عادات وتقاليد المجتمع، وتعاليم الدين الحنيف.
وكان منظمو المهرجان قد رفعوا خطابا إلى وزارة الثقافة والإعلام يتضمن فكرة إقامة المهرجان السعودي للأفلام القصيرة الروائية والوثائقية، وردت الوزارة بالموافقة على إقامته تحت إشراف إدارة الإعلام الجديد بتقنية المعلومات وفق الخطة التفصيلية للمهرجان دون أن يترتب على الوزارة أي التزامات مالية، على أن يتم تزويدها بالموعد النهائي لإقامته وبقائمة بأسماء المشاركين والأعمال المشاركة واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة والتنسيق مع الوزارة في كل الترتيبات.
وكشف رئيس المهرجان عبد العزيز الفرحة أنه لم يتحدد حتى الآن الموعد النهائي لإقامة المهرجان، إلا أنه سينظم بداية عام 2013 وحول عدد الأفلام المشاركة أوضح أن عدد الأفلام المتوقع عرضها سيكون حسب مشاركة الشباب السعودي، فالمهرجان من أجلهم ونستعد للإعلان النهائي لإقامة المهرجان بعد الانتهاء من تكاليف المهرجان كاملة.
المهرجان الفيلمي يعد الأول من نوعه في السعودية ويحمل شعار (أبناء وطن واحد) وتقرر إقامته في مركز الملك عبد العزيز الثقافي في جدة الذي سيحتضن على مدى خمسة أيام فعاليات وأنشطة المهرجان.
مركز الملك عبد العزيز الثقافي مجهز بقاعة عرض للأفلام وتستوعب أكثر من ألف مشاهد من الرجال و500 من النساء في دوره العلوي، إضافة إلى قاعات واسعة ومجهزة لإقامة المعارض وورش العمل والعروض الفنية المصاحبة وثلاثة معارض مصاحبة له تختص في وسائل الإعلام الحديثة وشركات الإنتاج وما وصل إليه من استخدام أدوات تقنية حديثة.
وأضاف رئيس المهرجان أن الجمهور السعودي سيتمكن من حضور عرض الأفلام المعروضة في المهرجان، ويساهم في اختيار الفيلم الفائز بالجائزة عبر التصويت الإلكتروني من داخل قاعة العرض التي تتميز بالفصل بين الجنسين، حيث يشاهد الرجال الأفلام المعروضة من الدور السفلي، في حين تتمكن النساء من المشاهدة في الدور العلوي، إضافة إلى التصويت عن طريق الرسائل القصيرة والتصويت عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان، وستكون الدعوة عامة للحضور ما عدا يومي الافتتاح والختام اللذين ستكون فيهما الدعوات خاصة بالمهتمين بالمجال الفني والإعلامي والفكري، مضيفاً أن اللجنة المنظمة ستتقدم لوزارة الإعلام بقائمة المدعوين لأخذ الموافقة الرسمية عليها.
ويسعى مهرجان الأفلام السينمائي إلى تطوير وترسيخ الإنتاج الفني المحلي، ومنح الفرص أمام المبدعين السعوديين لعرض أفلامهم، وتطوير مشاريعهم المستقبلية والاحتفال والاحتفاء بالأعمال الإبداعية المتميزة على مستوى الأفلام السعودية لتصبح محطة يتجه إليها مجتمع المنتجين لاكتشاف الأفلام السعودية، وللاشتراك بفعاليات المهرجان، وللاحتكاك بمبدعي الحركة، كما يهدف إلى الاحتفاء بالموهوبين السعوديين في مجال صناعة الأفلام وإيجاد الكوادر المساندة من الشباب الموهوب والمبدع للإنتاج الدرامي والوثائقي في السعودية.
وأبان الفرحة أن فكرة المهرجان السعودي للأفلام تهدف إلى اكتشاف المواهب والكوادر التي يحتاج إليها الإنتاج في السعودية، حيث إن هناك فئة من الشباب لديهم مواهب مختلفة في المجال السينمائي مثل كتابة السيناريو والتمثيل والإخراج والتصوير والمونتاج وغيرها من التخصصات في هذا المجال، كما أن بعضهم لديهم أعمال على مواقع الإنترنت وتنال في طرحها إعجاب الجميع لأنها تخاطب جيلهم بأسلوب طرح جديد يتواكب مع ما وصل إليه المشاهد السعودي من ثقافة ومعرفة بالإعلام الجديد وأساليب التشويق الحديثة في طرح المعلومات.
وأوضح رئيس المهرجان أنه سيخصص اليوم الثاني لملتقى ثقافي وإعلامي يقام على هامش المهرجان، ويضم ممثلا عن هيئة كبار العلماء، وكذلك ممثلا عن وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، إضافة إلى المشرف العام على إدارة الإعلام الجديد في وزارة الثقافة والإعلام.
يأتي ذلك حرصاً على نشر ثقافة المجتمع وقيمه وتقاليده والحديث عن أهم التطورات في سبيل الدعوة إلى الإسلام.
وأضاف: “إن تقدير الجوائز المادية سيتم حسب الرعاة، وتم تحديد جائزة أفضل فيلم بـ100 ألف ريال، و75 ألف ريال للمركز الثاني، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ترعى المهرجان دون أن تتحمل أي تكلفة مالية، كما أن المنظمين والرعاة لم يتحددوا بعد ولم يتم التواصل حتى الآن إلى جهة تنظيمية تستطيع تطبيق الخطة المرسومة للمهرجان بشكل كامل والفكرة شاملة وكبيرة، والمجتمع لم يتقبلها حتى الآن لقصر النظر تجاه الفن والسينما”.
وقال رئيس المهرجان: “اجتمعنا مع وزير الإعلام وأكدنا له عزمنا على تأسيس ورعاية اللبنة الأولى التي قام عليها الإعلام القديم، ونحن الآن نواجه الإعلام الجديد، ونملك الأدوات الكافية، إلا أن الكفاءات الوطنية لم يتم دعمها ولم تأخذ فرصتها بعد، ونسعى إلى توفير شباب منتج لقطاع الإنتاج في السعودية، والمهرجان موجه للشباب الموهوبين نسعى لعدم المجاملة على حساب الشباب، خصوصاً أن ما نسبته 90 في المائة ممن يقفون خلف الكاميرات في الأعمال السعودية هم من الأجانب في الوقت الذي تذهب فيه 70 في المائة من كلفة الإنتاج الحقيقية للأعمال السعودية إلى السوق السورية والمصرية والأردنية”.
وحول دور القطاع الخاص أكد الفرحة تنصله من مسؤولياته تجاه دوره في دعم الشباب السعودي، مضيفاً أن اللجنة المنظمة وصلت إليها العديد من العروض من جهات ترغب في تنظيم المهرجان، إلا أنه ليست لديها القدرة على تنظيمه بشكل كامل وترغب في تنظيم جزء معين منه، وعند استعراض التفاصيل مع الجهات التي تريد تنظيم المهرجان نفاجأ بأنه ليست لديها القدرة الفنية على تنظيمه، وما زلنا نعاني هذه المشكلة، فمعظم الشركات التي تقدمت بعروضها تبحث عن السمسرة فقط لا غير دون أي إضافة فنية.
وقال: “تمت مخاطبة عدة جهات لكن لم يصل أي رد حتى الآن بخصوص تولي تنظيم المهرجان، فمعظم من تواصلنا معهم يبحثون عن العائد المادي قبل أن يتحلوا بالمسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعهم ووطنهم وبعض الشركات احتجت بعدم رعاية المهرجان وتنظيمه بالخوف من منعه، على الرغم من أنه صدرت موافقة رسمية من وزارة الإعلام بتنظيمه والتصريح له وتفاجأنا بعدم رغبة الشركات الكبرى في تولي رعاية وتنظيم المهرجان، حيث لم نتحدث معهم إلا بعد أخذ التصاريح اللازمة كي يتم الأمر بشكل رسمي”.
وأضاف: “ثقافة شبابنا وأطفالنا يجب أن تكون بأيدينا وليست مستوردة، ودليل ذلك انتشار الأفلام والمسلسلات التركية وغيرها، بينما الأفلام القصيرة في اليوتيوب نجحت بجهود شباب سعوديين.