“سراج”.. بانتظار من يشعل “الأمل”
يخفي خلف تقاسيم وجهه معاناة لم تُكتب نهايتها حتى الآن، سنتان ونصف السنة قضاها في رحلة طويلة من الركض بحثا عن الأمل، حتى وإن كان خارج الحدود ليداوي به طفله سراج حين راح ضحية تهور أحد المهربين الذي تسبب في حادث مروري مروع أصابه في الحبل الشكوي.
يقول موسى بكري والد سراج “في 17/ 4/ 1431 تعرضت لحادث مروري أثناء توجهي برفقة أسرتي من منزلنا بقرية أم الحجل بجازان إلى مقر عملي بمنطقة نجران، وأثناء سيري بطريق الحزام الشمالي الشرقي لمدينة أبوعريش اصطدم بنا أحد المهربين الذي كان يسير بسرعة عالية بالاتجاه المعاكس”.
ويضيف بكري: “تعرضنا نتيجة ذلك لكسور مضاعفة، وجروح مختلفة لكن الأقسى والمؤلم في الحادث هو إصابة ابني سراج في الحبل الشوكي من الفقرة الأولى إلى الفقرة الخامسة، وتمزق في الكبد، وتجمع دموي في الفقرة الرابعة”. مؤكدا أن تفاقم الحالة يعود “للخطأ الطبي الذي أحدثه مستشفى أبو عريش أثناء نقل ابنه ليلة الحادث إلى مستشفى الملك فهد بجازان دون وضع طوق عنقي للرقبة وهو ما أكدته التقارير الطبية”.
وبلغة مشوبة بالحسرة والألم يسرد بكري تفاصيل المعاناة بقوله “بعد نقله لمستشفى الملك فهد أفادونا بأن حالة سراج ليس لها علاج فعال لديهم، فتمت مخاطبة المستشفى التخصصي بالرياض فرفض استقبال الحالة فخاطبت المقام السامي لأجل علاجه في مستشفى متخصص في علاج إصابات العمود الفقري، فأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعلاجه في التخصصي على نفقة الدولة، ولم يتم قبوله لعدم توفر علاج فعال وهو رد الكثير من المستشفيات كالتخصصي ومدينة الملك فهد الطبية ومدينة الملك فهد بجدة”.
وعن تطورات بحثه عن الأمل لابنه سراج قال بكري “لم أفقد الأمل في علاج ابني فخاطبت مكاتب طبية في الخارج وأرفقت لهم صورا للأشعة والتقارير”، مؤكدا أنهم أفادوه بتوفر العلاج في ألمانيا بنسبة نجاح تتراوح ما بين 50-70% إلا أن ذلك العلاج مكلف ماديا. مضيفا قمت بعدها وأنا مكسور الساقين بالسفر للرياض للقاء سلطان الخير يرحمه الله الذي وجه أمرا لوزير الصحة برقم /1/3/21098 وتاريخ 16/ 8/ 1431 بعلاج ابني في ألمانيا ما لم يتوفر علاج له بالداخل. مشيرا إلى أنه فوجئ برد الهيئة الطبية العليا ومكاتب الصحة ببقائه في المستشفى لعدم توفر علاج بالداخل.
وتساءل موسى بكري “أين غاب الشق الثاني من أمر سلطان الخير يرحمه الله بعلاج ابني في ألمانيا؟”. ويمضي بكري في سرد رحلته في البحث عن الأمل بالقول “إنه تواصل مع زملائه في الخارج بإرسال تقارير لمعرفة إمكانية العلاج في دول كفرنسا وأميركا وبريطانيا إلا أن المستشفيات في تلك الدول طلبت الحصول على صور جديدة لأشعة الرنين المغناطيسي”.
وأكد بكري طلبه من مستشفى الملك فهد بجازان في شهر محرم من عام 1433، إجراء تلك الأشعة لابنه إلا أنها لم تتم حتى الآن، رغم مرور 10 أشهر على ذلك الطلب كما قال.
من جانبه أوضح مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور عواجي النعمي أن أشعة الرنين المغناطيسي لا تؤخر ولا تقدم في مثل هذه الحالات المتقدمة. مؤكدا أن جهاز الرنين المغناطيسي بمستشفى الملك فهد يحتاج لقطعة خاصة لمن تتطلب حالتهم الصحية عدم الاستغناء عن جهاز التنفس الاصطناعي لحظة إجراء الأشعة. وبين النعمي أن المستشفى قد عمّد لتوفير تلك القطعة. وأضاف بأنه لم تطلب منا مدينة الملك فهد الطبية أو أي من الأطباء المعالجين إجراء أشعة رنين مغناطيسي.
وعن الحالة الصحية لسراج قال النعمي: يعاني سراج إصابة في الحبل الشوكي، ويعيش حاليا على أجهزة التنفس الصناعي، وأشار إلى أن فريقا مختصا من مدينة الملك فهد الطبية زار الطفل سراج بناء على خطاب من وزارة الصحة، موضحا أن حالته تتم دراستها بمدينة الملك فهد الطبية بهدف استمكال العلاج والنظر في إمكانية استغنائه عن جهاز التنفس الصناعي.