قررت عائلة سعودية في حائل الإشراف على تربية ابن عاملتهم المنزلية الفلبينية، واعتباره فردا من أفراد العائلة، لا يقل عن أبنائها، وأن توفر له معيشة كريمة، انطلاقا من التعاليم الإسلامية بحسن معاملة الأجير، والتقاليد السعودية المحبة للخير.
وأبدت العاملة الفلبينية سارة راموس سعادتها تجاه تعامل تلك الأسرة معها ومع ابنها، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب في التعامل ليس حالة فردية، ولكنه حالة منتشرة في العديد من الأسر التي تعتبر الخادمة فردا من أفراد العائلة.
تحكي العاملة قصتها بداية من إسلامها، وفترة الحمل والولادة، وسبب تسمية طفلها بـ”عثمان”، وعن تكفل تلك الأسرة بمصروف ورعاية طفلها “عثمان هيرمواسيلا” والذي أكمل شهره السادس عشر بين أبناء الأسرة، وتقول إنها قدمت للسعودية قبل خمس سنوات قضت منها ثلاث سنوات في الرياض مع زوجها، ومن ثم انتقلت إلى حائل بعد سفر زوجها للفلبين لتعمل خادمة في مدينة حائل لسنتين مضت.
وتضيف “راموس” “كنت مسيحية في السابق، ولكن من لطف وإحسان الأسرة معي اعتنقت الإسلام، ومنذ أن علمت بالحمل أصابني القلق، فقد خشيت من فشلي في التوفيق بين تحمل أعباء الحمل والولادة، وعمل البيت”.
وتضيف بأن العائلة خففت عنها العمل فترة الحمل، وحرصت على اصطحابها إلى الطبيب في مراجعاتها الشهرية لمتابعة الحمل، إلى أن حدد لها الأطباء موعد عملية الولادة.
وأشارت راموس إلى أنها توقفت عن العمل لفترة أربعين يوما كما يحصل مع السيدات السعوديات فترة ما بعد الولادة، وتصفها بأنها أشبه بفترة نقاهة، حيث جهز لها مكانا للراحة، ولم تكلف في تلك الفترة بأي عمل، فضلاً عن تقديم كل ما تحتاجه من مأكل ومشرب لها ولطفلها.
وأوضحت أنها حظيت بزيارات متعددة من أقارب الأسرة، وبهدايا مالية، وعينية، مما حدا بها إلى تسمية طفلها على اسم رب الأسرة.
وتعبّر “راموس” عن سعادتها بالعيش مع تلك الأسرة، وعن راحتها من التقدير الذي تجده والرعاية التي يلقاها ابنها من أفراد الأسرة، إضافة لتكفلهم بمصروفه كاملا، مؤكدة أنها لا تشعر بالغربة وسطها.
وعلق الابن الأكبر للأسرة السعودية “عبدالسلام”، والتي تحفظت عائلته على ذكر اسمها، وقال إن “ما قامت به عائلته تجاه “سارة” وطفلها واجب ديني وإنساني، إضافة إلى تقديم سمعة جيدة عن المملكة العربية السعودية بلد الخير والتقاليد العريقة.
وأشار إلى أن ما وجدته “سارة” في منزلهم من رعاية ليس غريبا، وقد يجده الكثير من العاملين والعاملات في المملكة، ويضيف قائلا “إننا شعب لازال يحتفظ بفطرته السليمة المنطلقة من تعاليم ديننا السمح، والشعب السعودي عاطفي يحرص على الخير”، مبينا أن ذلك يجعل الكثير من المقيمين يعاملون باحترم داخل المجتمع.
