الأخبار المحلية

«الكعبة» تكتسي ثوبها الجديد وسط تظاهرة سنوية …غداً

يترقب حشد كبير من حجاج ضيوف الرحمن أن تفوح رائحة العود داخل أرجاء الحرم المكي في يوم عرفة المشهود عندما يكتسي البيت العتيق بحلته الجديدة، خصوصاً وأن كثيراً من ضيوف الرحمن قد اعتادوا في كل عام متابعة مراحل استبدال ثوب الكعبة القديم بثوب جديد تتم حياكته في كل عام على أيدي 140 فنياً سعودياً داخل مصنع كسوة الكعبة في مكة المكرمة خلال ثمانية أشهر من العمل المتواصل.

ويتحدث المدير العام لمصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة عن مراحل استبدال ثوب الكعبة القديم بالجديد، وأشار إلى أن ثوب الكعبة يتكون من أربعة جوانب وعند استبداله يتم رفع كل جانب على حدة، بداية من الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وقال باجودة : «بعد تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله، ثم الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود، التي تقدر بحوالى 3.3 متر عرضاً حتى نهاية الثوب». موضحاً أن كلفة الكسوة تبلغ 20 مليون ريال.

وتمر صناعة الكسوة بمراحل عدة تبدأ بمرحلة الصباغة، وتتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل بالألوان الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ثم مرحلة النسيج الآلي واليدوي والتي يتم فيها تحويل هذه الشلل إلى قماش حرير سادة ليطبع عليها، ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة. تبدأ بعد ذلك مرحلة الطباعة حيث تطبع جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين لتطريزها.

وفي المرحلة قبل النهائية يتم تطريز الخطوط والزخارف تطريزاً يدوياً بأسلاك الفضة والذهب، وفي المرحلة النهائية يتم تجميع القماش ليشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليها قطع الحزام والستارة تمهيداً لتركيبها.

وأفاد الدكتور محمد بأن «الثوب الواحد يستهلك 670 كيلو غراماً من الحرير، في حين تبلغ مساحة مسطح الثوب 658 متراً مربعاً، وتتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب والحزام من 16 قطعة، ويبلغ مجموع أطوالها ما يقارب 47 متراً». مضيفاً: «وتشتمل الكسوة على أربع قطع صمدية توضع على الأركان، وست قطع تحت الحزام، و14 قنديلاً توضع بين أضلاع الكعبة المشرفة».

يذكر أن كسوة الكعبة نسيجاً وحياكة وتطريزاً تتم سنوياً على يد أكثر من 140عاملاً فنياً متخصصاً من السعوديين، ويستغرق العمل نحو ثمانية أشهر لإنجاز المهمة.