منتجات صينية رديئة تباع تحت شعار صنع في مكة !
منذ ثلاث سنوات، والحديث الدائر في الأوساط التجارية في مكة المكرمة يركز على ضرورة تبني صناعات محلية تطلق تحت مسمى «صنع في مكة»، وتختص بصنع الهدايا التي يرغب الحجاج والمعتمرون في اقتنائها بعد الانتهاء من أداء مناسك العمرة والحج، ورغم إطلاق الفكرة طوال الفترة الماضية، بيد أنه ما زال الاعتماد على بضائع تكتب عليها العبارة السابقة، لكنها في واقع الحال مصنعة في الصين.
وسرت أنباء في الآونة الأخيرة، تتحدث عن إيقاف أمانة العاصمة المقدسة مشروع «صنع في مكة» الذي ظل حبيس الاجتهادات الشخصية من مؤسسات المجتمع المدني وبعض مبادرات المناقشات الصغيرة في القطاع الخاص منذ إطلاق فكرته قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن الأمانة في تواصل دائم ومستمر لتنفيذ مشروع «صنع في مكة» مع رجال الأعمال والغرفة التجارية والصناعية، موضحاً أن الأمانة لم ولن تعطل أو تعلق المشاريع التي تخدم مكة وأهلها.
وأوضح أن إدارته نسقت مع هيئة المدن الصناعية بشأن تسليمها أراضي وفرتها الأمانة لإقامة مشاريع صناعية عدة في مكة المكرمة.
وقال: «إن هذه المشاريع التي وصفها بالحضارية تحظي بدعم جميع المسؤولين في الأمانة والغرفة التجارية والصناعية وهيئة المدن الصناعية».
وقدر خبراء اقتصاد أن أكثر من ثلاثة بلايين ريال سنوياً ينفقها الحجاج والمعتمرون على سلع ومنتجات يتم استيرادها من دول كالصين من الممكن صناعتها محلياً، إذا ما توافرت الإرادة والدعم الحقيقي لمثل هذه المشاريع تتمثل في سلع كالسبح والسجاجيد والهدايا بمختلف أشكالها وبعض أنواع العطور.
من جهته، شدد رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمكة طلال مرزا على ضرورة توفير أراض جديدة لإنشاء مدينة صناعية متخصصة في مكة المكرمة تكون بديلة عن الموقع الحالي المحاصر من النطاق العمراني، وتختص بتصنيع المنتجات التي تستحق أن تحمل اسم العاصمة المقدسة.
وأوضح مرزا أن التقديرات تشير إلى أن موسم الحج يشكل العصب الرئيسي لاقتصاد وإيرادات القطاع الخاص بمختلف انتماءاته الصناعية والعقارية والتجارية في مكة المكرمة سنوياً.
بدوره، لم يخف المستثمر التجاري إبراهيم عباد أن غالبية السلع المباعة في مكة سلع صينية الصنع يعكف التجار على استيرادها بمعدل موسمي وشهري، مضيفاً «وتعد سلعاً رديئة الصنع في غالبيتها». ودعا عباد الغرفة التجارية وأمانة العاصمة المقدسة إلى ضرورة تفعيل مشروع صنع في مكة الذي ظل على مدى السنوات الماضية، حبيس الأدراج، ولم يخرج من بوتقة الاجتهادات الشخصية والمبادرات الخاصة.
وعزا السبب إلى افتقار المشروع لأي دعم حقيقي من القطاعات الحكومية سوى إمارة المنطقة التي وجهت بضرورة إقامة المشروع الذي وصفه بـ «الحلم».
وقال: «إن المشروع تحول إلى فكرة لدعم منتجات الأسر المنتجة وخلافه وهو أمر أضعف المشروع وقضى عليه فالكل يدعم تلك الأسر، ولكن أن تقوم صناعة حقيقية تستطيع منافسة السلع المستوردة هو مطلب رئيسي لدعائم المشروع، خصوصاً وأن السلع المنتجة هي سلع من الموروث الثقافي والتجاري لأهالي مكة المكرمة لا تدخل التقنية كثيراً في صناعتها».
ويرى أنه من المفترض أن يكون بيعها حصراً على المنتجات الوطنية المدعومة وذات الجودة العالية التي تمكنها من منافسة السلع المستوردة، موضحاً أن الإقبال كبير على السبح والهدايا التذكارية التي تحمل كل ما يمت لمكة بصلة من قبل الحجاج الذين يتساءل بعضهم عن الصناعة الوطنية عندما يرى أن المنتج صنع في الصين ويحمل شعار مكة.
ويقبل الحجاج بكثافة على شراء السلع التذكارية في أيامهم الأخيرة بعد انقضاء موسم حج هذا العام.
وبحسب بائعين فإن الحجاج يتساءلون حقيقة عن وجود سلع مكتوية الصنع عندما لا يرون أنها متوافرة فيضطرون لشراء سلع مستوردة رديئة الصنع تحوي شعار مكة أو مجسم لمعالمها الشهيرة ليبتاعوه بأسعار تعتبر عالية إذا ما تمت مقارنتها مع جودة المنتج ذاته.