فتاة الحذاء لأعضاء الهيئة: التسامح ثقافتكم
قضت المحكمة الجزائية في مكة المكرمة يوم أمس الأول، بالسجن يوماً و30 جلدة على فتاة تلفظت على أعضاء بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقذفت أحدهم بحذائها، وجاء حكم السجن على رمي الحذاء والـجلد على ألفاظ نعتتهم بها.
وفي التفاصيل، أن الهيئة استوقفت شابا وشقيقته في حي «النكاسة» بمكة المكرمة إثر احتكاك بسيط بين مركبتيهما، ظن عقبها أعضاء الهيئة وجود أمر مريب بين الشاب ومن معه، وطلبوا منه إبراز البطاقة الشخصية، الأمر الذي تسبب في مشادة كلامية فترجلت شقيقته من المركبة وقذفت أحد رجال الحسبة بحذائها.
وأكدت الفتاة المدانة أمس بعد صدور الحكم، احترامها لرأي القضاء، وقالت: بالرغم من كل الأحداث التي صاحبت القضية، إلا أنني آمل أن يتعامل رجال الحسبة بثقافة التسامح لا ثقافة العداء، فكل ما جرى كان في لحظات غضب وانفعال أدى إلى تصرفات غير مقبولة.
وزادت: أحسب لرجال الهيئة حرصهم على الستر في القضايا قدر المستطاع، وأملي أن نجد ثقافة التسامح ماثلة في مثل هذه القضايا خاصة، وأن القضاء قال كلمته فيها لصالحهم. ووفقا لمعلومات فإن الفتاة موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، ولم تسجل عليها سابقا أي مشاكل داخل أروقة عملها، كما عُرف عنها الانضباط في العمل، وهي لديها الرغبة في تدخل شفاعات أهل الخير لتسوية هذه القضية مع رجال الحسبة ولا تمانع من وجود أي مساع للتنازل عن الحق الخاص بعد إبداء ندمها معتبرة ما حدث لحظة شيطانية.
من جانبه بين الناطق الرسمي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة الشيخ عبدالرحمن الجابري، أن القضية انتهت لصالح رجال الحسبة بحكم قضائي، والجميع بلا شك يميل صوب ثقافة التسامح وإصلاح ذات البين، ولكن القضية التي أمامنا تخص في المقام الأول رجال الهيئة الميدانيين المعنيين بهذه القضية، وسنعمل على التشاور معهم في ما صدر من أحكام، وبما أن الاعتراف بالخطأ فضيلة فلا بد لنا من تحرك صوب هذا الأمر.
يذكر هنا أن المحكمة الجزائية في مكة المكرمة، قضت يوم أمس الأول بسجن أسرة 10 أشهر وجلدها 255 جلدة لتلفظها على عدد من أعضاء الهيئة.