أمير القصيم :انتهى زمن كل شيء تمام
مع يقيني وعلمي أن الصحافة ووسائل الإعلام ترصد وتسجل، إلا أنني أقول وبلا تحرج أو مواربة، إن زمن المكاشفة في الغرف والمكاتب المغلقة قد ولى، وجاء عهد المحاسبة على القصور والإهمال”.
بالنص السابق استهل أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وبحضور نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، حديثه خلال اللقاء المفتوح معه على خلفية فعاليات يوم أمانة المنطقة الخامس، الذي عقد مساء أول من أمس في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة.
وقال: “إن مقترحي بتنسيق الأعمال الخدمية في بريدة حورب من قبل مديرين ورؤساء الجهات الحكومية في وقت مضى، كما أن عددا من الخدمات المقدمة لا ترضي ولا تسر، ونحن ننتظر المقترحات والأفكار، ولا نرغب المديح ولا الثناء، ويبدو أننا ننتظر وقوع كارثة على المواطن حتى نفطن إلى مواضع الخلل والتقصير”.
ولم تكن كلمات أمير القصيم هي التي ميزت هذا اللقاء المفتوح، وإن كانت قد انعكست على القاعة وتجهيزها، فإلقاء البشوت على المقاعد، والورد الأصفر، والأرائك الصفر، والديكور الأصفر في محيط القاعة، ومنع عبارات الثناء والمديح، كانت نذيرا بأن هناك لقاء عاصفا ينتظر عددا من رؤساء ومديري الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالخدمات المقدمة للمواطن، وعلى رأسها أمانة منطقة القصيم، وهذا ما حصل.
فقد كسر أمير المنطقة البرنامج الخطابي المعد، بعد أن استدنى لاقط الصوت معلقا على الفقرة الخطابية الأولى التي تناولها المهندس صالح السويلمي، وعرض من خلالها نتائج وتوصيات ورشة عمل ضبط جودة مشاريع الطرق الحضرية في المنطقة، بأن أعلن عن انزعاجه وعدم رضاه تجاه الكثير من الخدمات المقدمة للمواطن من قبل أمانة المنطقة والجهات ذات العلاقة.
واستشهد الأمير فيصل بن بندر، بعشوائية إنارة وسفلتة وتشجير الطرق في بريدة، إضافة إلى غياب التنسيق بين الجهات الحكومية، وهو ما دعاه لأن يستذكر إحدى وعشرين سنة قضاها حاكما إداريا لمنطقة القصيم؛ ليكشف من خلالها للحضور بأنه واجه حربا ضروسا مع بداية تقلده لمهامه في المنطقة من قبل بعض الجهات الحكومية في ذلك الوقت، وتحديدا ما يخص مقترحه تشكيل “لجنة تنسيق الأعمال بين الجهات الحكومية” بسبب كثرة العوائق والمشاكل بين الجهات الخدمية المنفذة لمشاريعها، وهو ما دعا عددا من الجهات الحكومية إلى محاربة تلك اللجنة حتى وئدت في مهدها، نظير عدم التعاون والتفاعل معها.
وأكد علمه بوجود الصحافة والإعلام في القاعة، وأنه يدرك أن تقييمه وتعليقه القاسي على الخدمات المقدمة لمدينة بريدة ستصل للجميع، ليعلن بأنه وبلا حرج سيناقش ويحاسب المقصر أمام الإعلام وفوق الطاولة، وعلى مرأى من الكل، لأن زمن الغرف والمكاتب المغلقة قد ولى وانتهى.
وأشار أمير القصيم إلى أن الكثير من الجهات الحكومية في المنطقة تنتظر حدوث كارثة ، يروح ضحيتها المواطن حتى تفطن إلى أن هناك تقصيرا وخللا منها، وهذا ما لن نسمح به.
كما أكد الأمير فيصل بن بندر، أن أمراء المناطق يحاسبون من قبل ملك البلاد، ومن قبل وزير الداخلية، تجاه أي تقصير يخص خدمات المواطن، وإذا لم يكن صاحب المسؤولية على قدر من تحملها والقيام بها، فهذا أمر لا يرضي ولا يسر.
عقب ذلك تناول رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم الدكتور حمد الغنيم المنجزات التي قدمها المجلس لمدينة بريدة خلال الفترة السابقة، مؤكدا أنه وكافة زملائه أعضاء المجلس يجتهدون وفقا لصلاحياتهم إلى تقديم كل ما من شأنه أن يوفر للمواطن حقه من الخدمات.
ثم استعرض استشاري إستراتيجية الأمانة الدكتور عبدالله البريدي، الإستراتيجية التي تقوم على تطبيقها أمانة المنطقة، لإنجاز المشاريع والخدمات المقدمة للمواطن.
وفي نهاية اللقاء تحدث أمين أمانة منطقة القصيم المهندس أحمد آل سلطان، عن الرؤية والخطط والتحديات وأبرز الملامح العامة للفترة القادمة، التي ستعمل على إنجازها وتحقيقها الأمانة.