منشطات وأجهزة طبية محظورة تباع “علنا” بـ”بسطات” جدة
انتشرت مؤخراً ظاهرة بيع أجهزة ذات استخدامات طبية ومواد عشبية محظورة الاستعمال في الأسواق وعلى البسطات العشوائية، كما انتشرت إعلانات تلك المواد على صفحات صحف التوزيع المجاني.
وفي جولة بأحد أسواق منطقة البلد تم رصد عدد من البائعات المفترشات في الشوارع وبعض محال العطارة، يبعن خلطات عشبية وكريمات تبييض البشرة ومنشطات مجهولة المصدر.
تقول البائعة أم ياسين “من جنسية أفريقية” إن الرجال يقدمون على شراء بعض ما نعرضه من مواد منشطة تشتريها هي من المندوبين ويكثر بيعها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتفسر أم ياسين إقدام المشترين على مبيعاتها برخص ثمنها، وتؤكد أنها تجهل ما تتكون منه تلك المواد وما تحتويه من أضرار على صحة مستخدميها.
وفي اتصال هاتفي بأحد الأرقام التي ترافق إعلانا عن أجهزة خاصة بتكبير الصدر للنساء، أكد المندوب أن تلك الأجهزة تهرب عبر منافذ الحدود بالقطعة وتصلهم من أفراد يخفونها داخل حقائب السفر الخاصة بهم. وأضاف أن تلك المنتجات تصنع خارج المملكة وتعرض صورها على صفحات الصحف المجانية التي توزع بالمحال التجارية والمراكز الكبرى، ويحصل الزبائن على بضاعتهم من خلال الاتصال على أرقام الجوال المرفقة بالإعلان.
ويشير الدكتور منصور الطبيقي الاستشاري في تخصص الأدوية والمعالجة بمستشفى المساعدية للأطفال بجدة إلى أن الجمعية الأميركية للقلب أصدرت مؤخراً توصيات للأطباء والممارسين الصحيين مبنية على دراسات موثقة، وذلك لمساعدتهم لإعطاء معلومات عن الأدوية الضارة التي يتعاطاها الأفراد الذين يجهلون أضرارها من المصابين بمرض القلب وكبار السن، ومنها أن يتم فحص وتقييم الحالة الصحية للمريض الذي يرغب في تعاطي منشطات بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري الشامل له، وإجراء اختبار تمرين التحمل والجهد، ويتم هذا للمرضى الذين يشكل بذل الجهد خطورة عليهم أو مضاعفات مثل زيادة ضربات القلب أو الذبحة الصدرية. والغرض من هذا منع تداول وترويج أي مواد ضارة بالصحة. وأضاف الطبيقي أن العلاقة بين الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض القلب والأوعية وما تسببه من حدوث ”ضعف ” للرجال معروفة، لكن من المتعارف عليه طبياً أن بعض الأدوية المخلوطة بطرق بدائية والتي تجد إقبالاً كبيراً تكون أشد ضررا من مقفلات مستقبلات بيتا الأدرينالين وبعض مدرات البول. وينصح الدكتور الطبيقي أصحاب الأمراض القلبية بمزاولة التمارين الرياضية المنتظمة كالمشي الذي يعتبر مفيد جدا خاصة لكبار السن.
ويؤكد المدير التنفيذي للتراخيص في قطاع الدواء بهيئة الغذاء والدواء، الدكتور هاجد بن محمد هاجد، أن هناك لجانا دائمة مشكلة من إمارة منطقة مكة المكرمة وهيئة الغذاء والشؤون الصحية والبلديات والجهات ذات العلاقة، تجوب الأسواق والمراكز التجارية وتمر على محال بيع العطارة والبسطات. وعند تسجيل أي مخالفة تسرع بسحب العينات المخالفة، وتسجل اللجنة أي مخالفات يتم ضبطها، وللجنة كامل صلاحيات المصادرة والإغلاق، ويخول لإدارة البلديات أمر الإغلاق.
وعن الصحف التي تروج لإعلانات مثل تلك المواد قال الدكتور هاجد إن الهيئة خاطبت رؤساء تحرير الصحف لمنع طباعة أي إعلانات ترويجية مماثلة، وتتولى الإدارة التنفيذية بالهيئة مخاطبة وزارة الإعلام لمنع قبول أي إعلانات تضر بصحة المواطن والمقيم. وبين أن معامل الهيئة حللت بعض المضبوطات وتبين أن بعضها مخلوط بمواد خطرة محظور استخدامها وقد تؤدي إلى تلف الأعضاء أو نزف في المعدة، ومنها ما يؤدي للوفاة وانفجار بالمخ ومرض سرطان الجلد والفشل الكلوي وجلطات بالقلب.
من جهته أكد مدير الشؤون الصحية بجدة، الدكتور سامي باداود، أن لجان ضبط المخالفات تقوم يوميا بضبط الكثير من الأدوية المغشوشة، وتعمل على إتلاف المضبوطات، وتحويل الأشخاص المضبوطين إلى قسم الرخص الطبية للتحقيق معهم، ومن يثبت عليه الترويج لأي ممنوعات يحول للجهات المختصة، وتوقع اللجان التفتيشية التي تشارك فيها الشرطة ووزارة التجارة والبلدية والصحة غرامات قد تصل إلى 100 ألف ريال على المخالفين مع تكرار المخالفة، ويرحل أي من الوافدين المضبوطين بالجرم.