شهدت قضية الطفلة “رنيم” التي ترقد في غيبوبة بمستشفى “عرفان” بجدة، تطورات سريعة أمس، حيث علمت مصادر مطلعة بالشؤون الصحية بمحافظة جدة، أنه تم تشكيل لجنة للبدء في استدعاء الفريق الطبي المعالج للطفلة رنيم، وسط انتشار إشاعات تفيد بهروب الطبيب الذي أجرى عملية للطفلة ويتهمه والدها بارتكاب خطأ طبي تسبب في دخولها بغيبوبة مستمرة منذ أشهر.
وكشفت المصادر أنه لو ثبت فعليا تهريب الطبيب فإن الشؤون الصحية بجدة ستبدأ على الفور في التحقيق مع المتهمين بتهريبه، خاصة وأن الشؤون الصحية كانت قد وجهت المستشفى قبل نحو أسبوعين، عبر خطاب عاجل بمنع الطبيب ومساعديه المسؤولين عن عملية الطفلة “رنيم” من السفر، وعدم منحهم تأشيرة مغادرة إلا بعد الانتهاء من حيثيات التحقيق في القضية، طالبة تزويدها بما يثبت هويات الطبيب ومساعديه، والأوراق التي تثبت تسجيلهم في هيئة للتخصصات الصحية والتصنيف المهني لهم.
إلا أن مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود نفى ، صحة هروب الطبيب قائلا إنه أجرى اتصالا بإدارة المستشفى للتأكد من صحة معلومات مغادرة الطبيب، وأن المستشفى نفى مغادرته. وأضاف باداود أنه خاطب المديرية العامة للجوازات رسميا أمس للتأكد من إفادة المستشفى، وأن تأكيد معلومات مغادرة أو بقاء الطبيب ستتضح نهائيا اليوم.
وكان قرار موجه من صحة جدة إلى مستشفى عرفان يقضي بمنع أعضاء الفريق الطبي من غير السعوديين من السفر، خاصة الذين باشروا حالة الطفلة رنيم محمد الحداد البالغة من العمر 12 عاما والمنومة في المستشفى بسبب الخطأ الطبي. كما علمت المصادر أن موظفين بإدارة المستشفى حاولوا مساعدة الطبيب للخلاص من مشكلته، وحاولوا أيضا إنهاء إجراءات منحه تأشيرة مغادرة أول من أمس، رغم وجود قرار المنع بإدارة المستشفى منذ أسبوعين، إلا أن المصادر تأكد لها مساء أمس أن الطبيب المتهم لا يزال موجودا في المملكة، ولم يغادر ولم يمنح تأشيرة مغادرة بسبب هذه القضية، رغم محاولاته الخروج.
من جهته، أكد والد “رنيم” أنه تقدم بشكوى إلى مدير الشؤون الصحية برقم (890/100) وعلى هذا أصدرت الشؤون الصحية بجدة قرارا رسميا بمنع السفر في تاريخ 5 / 1/ 1434، كما طال ذلك كافة أعضاء الفريق الطبي بمستشفى عرفان الذي باشر إجراء العملية الجراحية لأخذ خزعة من ورم المخ.
وأشار إلى أن وضع ابنته في تدهور، محملا المستشفى والشؤون الصحية تبعات ما سيحدث لها، لافتا إلى أنه رفع بشكوى لوزير الصحة ومدير الشؤون الصحية يستعلم فيها عن دورها في تجاهل شكواه وعدم التحقيق حتى الآن مع الفريق الطبي مما سهل تهريب الطبيب المسؤول إلى خارج المملكة.
