تعدت منافع الابتعاث البرامج التعليمية والدراسية، حيث شكل نقطة فارقة في حياة كثير من الطلاب والطالبات، خاصة المبتعثات السعوديات، بعد أن كانت المرأة في السعودية مخدومة من قِبل ولي أمرها، ولا تستطيع القيام بالمراجعات في الدوائر الحكومية، أو البنوك إلا بحضور ولي أمرها، وتعيش بعضهن حياة سطحية تشوبها الرتابة والملل.
انضباط وجدية
وباتت معظمهن اليوم في بلد الابتعاث هي من تقوم بقضاء حوائجها وتعتمد على نفسها في كل صغيرة وكبيرة، متمسكة بدينها وحجابها، راسمة أروع الأمثلة للمرأة المسلمة، وهذا ما شكل تغيراً كبيراً في سلوكهن وأصبحن يعشن حياتهن بكل جدية وانضباط، حيث حققن عديداً من الإنجازات التي عجز كثير من أقرانهن الرجال عن تحقيقها، فالأنظمة مختلفة تماماً في بلد الابتعاث ويتحتم على كل شخص أن يقوم هو بخدمة نفسه سواء أراد خدمات صحية أو تعليمية أو مراجعات لبعض المصالح العامة.
تقول أم عبدالله إحدى المبتعثات إن نظرة المجتمع مختلفة تماماً، فالمرأة هنا تقوم بكل شيء، وهي من تخدم نفسها، فأنا من يقوم بإيصال أولادي إلى الحضانة، وأنا من يقود السيارة، وأنا من يذهب بقضاء وشراء حاجات المنزل طبعاً بالتناوب مع زوجي، حيث نتعاون على قضاء وتسيير أمور العائلة المكونة من أربعة أشخاص.
مساواة تامة
من جهة أخرى، تحدثت المبتعثة سارة بأنها قدمت مع شقيقها حيث تدرس هي في جامعة وهو في جامعة أخرى، وتقوم بركوب الباص وأحياناً القطار بمفردها للذهاب إلى الجامعة، وهي من تقوم بشراء حاجياتها وأغراض المنزل دون التعرض لمضايقات البائعين أو نظرات المتسوقين، فالحياة هنا مختلفة تماماً، فالمرأة كالرجل في كل شيء بعيداً عن الوصاية، وتمضي قائلة إن الحياة هنا عملية وأكثر جدية، وتحدث شقيقها أمجد عن أنه لا يمكن أن يسمح لأخته بالقيام بهذه الأمور في السعودية نظراً لنظرة المجتمع، بينما الأوضاع هنا مختلفة تماماً، فالكل يحترم المرأة والجميع هنا يعيش حياة منضبطة، نظراً لصرامة القوانين وسريانها على الجميع دون استثناء.
جهل بالقوانين
من جهتها، تقول المبتعثة أم أحمد بأنها قدمت مع والدها للدراسة وكانت متخوفة بعض الشيء، فوالدي كان يقوم بكل شيء بعد قدومي إلى أمريكا نظراً لجهلي بالقوانين، أم اليوم فقد تغير الوضع فأصبح والدي يعتمد علي لقضاء حوائج المنزل وقضاء حوائجي، فأنا من أذهب إلى البنك لإنهاء معاملتي، وأنا من يقوم بقيادة السيارة والاهتمام بأموري الشخصية والمنزلية، فبعد قدومي إلى هنا تغيرت نظرتي عن الحياة تماماً، مشيرة إلى أن الطالبات الخليجيات يأتين إلى أمريكا دون محرم، مستشهدة ببرنامج الابتعاث لدولة الكويت، حيث المرأة تأتي بمفردها وتعتمد على نفسها في كل شيء بعيداً عن تسلط الرجل، على حد وصفها.
أما والدها أبوأيمن، فيقول إذا كانت المرأة متمسكة بحجابها فلا توجد مشكلة إذا قامت بقضاء حوائجها بنفسها، مشيراً إلى أن المبتعثات السعوديات يرسمن لوحة جميلة رائعة ومشرفة لبلدهن بتمسكهن بدينهن واندماجهن في المجتمع.
