مشاريع الإسكان أولوية في الميزانية المقبلة
توقع مختصون واقتصاديون أن تحظى مشاريع الإسكان بالأولوية في الميزانية المقبلة للمملكة لعام 2013م (1434هـ) لتلبية احتياجات المواطنين في المملكة في تملك مساكن عصرية مزودة بالخدمات.
وقال عقاريون إن سوق العقار في المملكة يشهد تناميا ملحوظا في الفترة الأخيرة في كافة مدن ومحافظات المملكة، نتيجة تزايد الطلب على المساكن ونتيجة الدعم المتنامي الذي تقدمه الصناديق العقارية والاستثمارية للمواطنين، عطفا على ما تقدمه الدولة من دعم لشركات الأسمنت والحديد، واستمرار هذا الدعم مؤشر إيجابي من شأنه أن تتواصل مشاريع البناء والإعمار بنسب مرتفعة خلال ميزانية العام المقبل.
ودعا المختصون إلى ضرورة الاستمرار في الدعم والمساندة لهذه القطاع الحيوي، الذي يساهم في تأمين المساكن وتواؤمها مع النمو المتصاعد للسكان في المملكة، بحيث يكون هناك توازن بين الكثافة السكانية ومشاريع الإسكان والتنمية.
وبين المختصون أن الصندوق العقاري يضخ قرابة 30 مليار ريال لمشاريع الإسكان في المملكة، وهذا من شأنه مواكبة الاحتياج للإسكان، إذا ما وضعنا في الاعتبار مساهمة القطاع الخاص في إنشاء مشاريع إسكانية مستقبلية.
وأكد المهندس عبدالرحمن السعيد مدير الصندوق العقاري في مكة المكرمة أن المملكة أصبحت تعيش نهضة عمرانية في كل قرية ومحافظة ومدينة، وهذا نتيجة الدعم المتنامي من قبل الدولة للصندوق العقاري وقروض الإسكان، مضيفا أن الصندوق العقاري ساهم مساهمة فاعلة في التنمية الحضارية، حيث يعلن الصندوق في العام 6 دفعات على مستوى المملكة تشمل أكثر من 60 ألف قرض عقاري، ولا شك أن هذه النهضة العمرانية يلمسها المراقب في كل محافظات ومدن المملكة، وهي تأتي لتؤكد نهج القيادة الرشيدة في تحقيق الرفاهية للمواطن أينما وجد، مبينا أن مشاريع التنمية التي تشهدها كافة مناطق الوطن متنوعة، تشمل الإسكان وبناء البنية التحتية والطرق وشبكات القطارات وغيرها من المشاريع التنموية. وأوضح السعيد أننا إذا ما أخذنا مدينة مكة المكرمة كمثال لما تشهده باقي مناطق المملكة من تطور عمراني، فإننا نجد أن مشاريع البناء والأعمار في مكة تسير بوتيرة متسارعة صوب التطوير ومعالجة العشوائيات وستصبح مكة المكرمة أكبر مدينة تضم فنادق للإسكان في العالم، عطفا على ما تشهده من مشاريع توسعية في المنطقة المركزية ومشاريع الطرق الدائرية وشبكات القطارات، متوقعا استمرار النمو السكاني بما يتواكب والنهضة العمرانية التي تشهدها المملكة.
وقال سعود بن عبدالحميد الصاعدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة ورئيس لجنة الخرسانة الجاهزة وعضو لجنة المقاولين إن المملكة تشهد نموا متصاعدا كونها من البلدان النامية، التي تحتاج لسنوات قادمة للوصول إلى مرحلة الاكتفاء في المشاريع التنموية والإسكانية، لذا فإنه يتوجب السير بخطى ثابتة بما يضمن عدم وجود فجوة بين الكثافة السكانية ونسبة الوحدات والشقق السكنية.
وأكد أن مرحلة البناء والإعمار في مدن ومحافظات المملكة تسير بخطى متسارعة، لكنها لا تزال أقل بكثير من الاحتياج الفعلي للوحدات السكنية ولهذا يجب على قطاعات الدولة المعنية بهذه المشاريع وضع استراتيجية تراعي بين حجم الطلب والمتوفر في السوق العقاري والعمل على سد الفجوة التي قد تنتج عن عدم التوازن في هذه المشاريع، رافضا التسليم بتخفيض الإنفاق فيما يتعلق بمشاريع البناء والإسكان كونه يتابع بدقه برامج الإعمار والإسكان.
وأوضح رئيس لجنة الخرسانة الجاهزة في مكة المكرمة أن مشاريع الإعمار شهدت ركودا خلال الخمسة الأشهر الأخيرة من العام المنصرم، ويجب أن يتم دعمها في ميزانية العام المقبل لتحقق دفعة كبيرة لقطاع الإعمار في المدن والمحافظات بدعم المشاريع الحكومية، وتحريك عجلة البناء عن طريق القطاع الخاص.
وبين الصاعدي «أن إعمار منطقة مكة المكرمة شهد تصاعدا مستمرا، وهناك تغييرات كبيرة على خارطة الأعمار في مكة المكرمة فاقت خلال العامين الماضيين 150 مليار ريال، شملت مشاريع حكومية ومشاريع استثمارية، وحذر رجل الأعمال سعود بن عبدالحميد الصاعدي من محاولة بعض مصانع الأسمنت افتعال الأزمات والتي تؤثر في حركة السوق العقاري وتساهم في إحداث اختلال في ثقة القطاع الخاص، الأمر الذي يتسبب في إحداث ركود نتيجة توقف المشاريع، وسينعكس ذلك على الركود في المقام الأول على استثمارات 14 مصنعا للأسمنت في المملكة.
وطالب الجهات الرقابية بمراقبة آليات بيع الأسمنت في المملكة ومنع السوق السوداء ومحاسبة من يقفون خلف افتعال الأزمات بهدف التكسب غير المشروع.
وامتدح الصاعدي مصانع الحديد موضحا أن أسعار الحديد ثابتة منذ أكثر من عامين وهو الأمر الذي ساهم في تنامي مشاريع البناء والإعمار.