الأخبار المحلية

طلاق يقود طفلين إلى رحلة مذلة مع إدمان المخدرات وترويجها!

يتعاطى طفلان في مدينة الرياض المخدرات، بل وصل الأمر بهما إلى ترويجها في مقابل الحصول على حاجتهما من «الحشيش»، أما والداهما فهما على قيد الحياة، لكنهما منفصلان، ما جعل الطفلين فريسة سهلة لمروّجي المخدرات.

وأكد استشاري الطب النفسي والإدمان في مستشفى الأمل للصخة النفسية في الرياض الدكتور فهد المنصور أن المستشفى استقبل شقيقين عمرهما 9 و11 عاماً يعانيان من إدمان الحشيش المخدر، وأنه أشرف شخصياً على علاجهما، بعد أن قدما للمستشفى برفقة والدتهما المطلقة، مشيراً إلى أن الطفلين لم يتابعا حضور المواعيد الطبية المخصصة لهما، وانقطعا تماماً عن العيادة.

وذكر أن والدة الطفلين أوضحت له في إحدى الزيارات، أنها تخشى من طليقها معرفته بعلاج طفليه داخل مستشفى الأمل، لأنه قد يمنعها من رؤيتهما إذا علم بذلك، ما جعله لا يعمد إلى تنويم الطفلين داخل المستشفى، خوفاً من أن يتقدم والدهما بسحبهما، بحكم أنه الولي الشرعي عليهما، لصغر سنهما، وفضّل أن يعطيا العلاج، ويستمرا في الحضور إلى المستشفى وفق مواعيد.

وعزا إدمان الطفلين إلى إهمال والدهما المتزوج من امرأة أخرى، لافتاً إلى أن الشارع تولى تربيتهما، في حين أن والدة الطفلين متزوجة ولا تراهما كثيراً، ورجّح ألا يكون أي من الوالدين مدمناً، بيد أن الطفلين بدآ رحلة الإدمان من الشارع، بعد استغلالهما من مروجين للحشيش لإيصاله للمدمنين، لأن الجهات الأمنية لا تشك بهما، في مقابل إعطائهما جرعات من الحشيش مجاناً.

وقال المنصور إن الطفلين تلقيا العلاج داخل عيادات الإدمان في مستشفى الأمل، لعدم توافر عيادات خاصة بالأطفال المدمنين، مشيراً إلى أن علاج الأطفال من الإدمان يختلف عن علاج البالغين في نسبة جرعة الدواء، إلى جانب أن هناك مواد مصرح بها لعلاج البالغين، وليس مصرحاً بها لعلاج الأطفال. فيما يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى علاج سلوكي إذا لم تصل الحال إلى مراحل متقدمة من الإدمان، ومن أعراضها الهلوسة السمعية والبصرية والشكوك، وهي المراحل التي لم يصل لها الطفلان.

ولم يعط الدكتور فهد المنصور إحصاء عن عدد الأطفال المدمنين في السعودية، لعدم وجود دراسات في هذا الشأن على حد قوله. وتابع: «وصول الأطفال للإدمان مؤشر خطر جداً في المجتمع، لما يترتب عليه من بناء فرضيات استغلالهم جنسياً».

وأفاد بأن حملات التوعية التي كان ينفذها مستشفى الأمل داخل المدارس تراجعت، كونها زيارات تطوعية وغير منظمة، ولا توجد كوادر كافية داخل مستشفيات الأمل لتنفيذها في المدارس.