الأخبار المحلية

المفتي :استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في إشاعة الفوضى لا فائدة منه

دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الجامعات أن تكون منبر خير وتوجيه وهداية وإصلاح للمجتمع، والأخذ بيد أبناء وبنات المملكة لما فيه الخير والصلاح في الحاضر والمستقبل، مشددا على أن يتوخى عضو تدريس الجامعة تقوى الله في نفسه، والسعي لإصلاح النشء وتربيته تربية إسلامية وتخليصه من المبادئ والآراء الغريبة والوافدة على الدين والمجتمع. وأضاف أن هذه الدعوات المشبوهة والزائفة تفرق القلوب وتفتت وحدة الصف وتدعو للبغضاء بين أفراد المجتمع. وزاد «يجب أن نعطي هذا البلد حقه، وأن نحافظ عليه بكل ما نستطيع، فهو بلد الإسلام وبوابة المسلمين، وأن نحميه ونعرف فضله وفضل قيادته التي جعلها الله قيادة خير». واستطرد «لا بد لنا من تعاون وحرص على جمع الكلمة وتلافي الأخطاء والسعي لإيصال الحق، ويجب أن نحمي بلدنا من الطائفية والحزبية ومن كل ما يفرق الشمل، وأن نكون كالجسد الواحد يدور على الكتاب والسنة والقيم والأخلاق بالدين العظيم، وأن نكون يدا واحدة ونحن في مجتمع آمن مستقر»، جاء ذلك خلال زيارته لجامعة الدمام، صباح أمس، حيث استقبله مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش ووكلاء الجامعة ورؤساء الأقسام.
وقال المفتي العام للمملكة «نحن بأمس الحاجة إلى اللحمة والإخاء والصراحة والوضوح في المنهجية وفي الدعوة والمقاصد للوصول إلى العدل». وأضاف: «يجب مخاطبة الناس بالحسنى كما أمرنا نبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ والرفق في التخاطب». وطالب جامعة الدمام بإنشاء كلية للشريعة لضرورة وجودها في المنطقة الشرقية، مؤكدا على الالتزام بالشبكة التلفزيونية لاتصال الطالبات مع أعضاء التدريس دون اختلاط مباشر، مشيرا إلى أنه لا يوجد اختلاف بين العلماء في الأصول الشرعية الثابتة، مضيفا أن استخدام الوسائل الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي في إشاعة الفوضى لا فائدة منها. وأوضح أن حياة المسلم إيمان وعمل ودعوة صادقة من قلب يحب الخير لإخوانه المسلمين بتوحيد صفهم، مضيفا أن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ دعا إلى الله على علم وبصيرة ويقين وصبر وتحمل وبيان حق وتوضيح لمنهج وسطي اعتدالي بعيد عن الإفراط والتفريط. وقال: «نحن في زمن التبس الحق فيه بالباطل وكثر المرشدون والوعاظ، ولكن الغاية أن تكون الدعوة من منطلق سليم كتاب الله وسنة نبيه، وأن نجتمع ولا نتفرق؛ لأن الدين يجمع قلوبنا ويوحد أهدافنا». وأضاف: «إن أمانة الكلمة أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة، فيجب أن نكون عدلا في أقوالنا وفي تخاطبنا، ولا بد أن يكون هناك اختلاف مع الآخرين، ولا بد أن يكون المسلم ثابتا في مواقفه ويعامل الآخرين بالحسنى، وأن يناقش بأدب واحترام، ويوصل كلمة الحق بنفس مطمئنة وخلق كريم، حتى يبلغ الحق ويحذر من الباطل».
وحول إنشاء كلية للشريعة في جامعة الدمام، أوضح الدكتور عبدالله الربيش أن الموضوع متابع من قبل سماحة المفتي منذ عامين، كاشفا عن أن «الطلب موجود لدى أمانة مجلس التعليم العالي، وسيعرض على المجلس خلال الجلسات الثلاث المقبلة». وأكد أن إنشاء واستحداث الكليات يخضع لآلية معينة للتعليم العالي، وتعرض على المجالس المختصة، بعدها تعرض على مجلس الجامعة، ويرفع إلى أمانة التعليم العالي، وهو الذي يعرض في جدوله الموضوع في اجتماعات المجلس التعليم العالي، ويعرض للتقييم من جهات أخرى؛ مثل وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية، وهو منته تماما.
من ناحية أخرى، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي عن ترحيبه بالمفتي العام، وقال: «يسرني أن أرحب بسماحتكم باسم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني، ونيابة عن زملائي منسوبي الحرس الوطني بالقطاع الشرقي». وأضاف: «إن أبناءكم الذين تلتقون بهم هذا اليوم في حصن عريق من حصون الوطن يستشعرون مسؤوليتهم وأهمية واجباتهم المناطة بهم للدفاع عن العقيدة والذود عن حياض الوطن وحفظ أمنه، بعد حفظ الله له». جاء ذلك عقب المحاضرة التي ألقاها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ظهر أمس، في منسوبي الحرس الوطني للقطاع الشرقي، وذلك بالصالة الرئيسية في نادي الضباط بمدينة الملك فهد السكنية.
في السياق ذاته، قال: سماحة المفتي: «إننا الآن في قطاع الحرس الوطني الذي عهد إليه حراسة الوطن وحفظه والاحتياط له والقيام بالواجب، وأن المسلم يحرص على المحافظة على وطنه وأمنه واستقراره، ويهتم به غاية الاهتمام، ويعلم أن هذا البلد أمانة في عنق كل فرد مسلم». وأضاف: «كل مسؤول من هذا القطاع وغيره من القطاعات يجب أن يكون محلا للأمانة الذي وضع فيها، ويبعد عن الرذائل والمنكرات، ويتحلى بالأخلاق الفاضلة، منضبط في سلوكه وفي دينه وعمله ويتقي الله». وتابع سماحته: «فليخف الجندي المسلم من ربه قبل أن يخاف من مسؤوله الذي هو مسؤول منه في عمله، ويتبع أوامر الله ورسوله وأوامر ولاة الأمر وطاعتهم فيما يرضي الله ورسوله».
وقال سماحته: إن افشاء الجندي أسرار عمله أو المواقع العسكرية في المواقع المشبوهة أو مواقع التواصل الاجتماعي فإنه خائن وغادر بوطنه وبالأمة أجمعين.