الأخبار المحلية

فهد عقران رئيس تحرير صحيفة المدينة : عقوبات وزارة الإعلام مزعجة للصحف والصحافيين

عندما اتصلت على الدكتور فهد بن حسن عقران رئيس تحرير صحيفة «المدينة» لطلب إجراء حوار إعلامي معه، وجدته خارج المملكة، ووعدني بالتواصل بعد العودة، وفضل عدم الإجابة عن أسئلة مكتوبة، بل رأى أن يجري الحوار وجها لوجه أو بالهاتف، وعندما هاتفته للمرة الأخيرة وجدته متأهبا للرد وبكل أريحية على أسئلة «الاقتصادية»، وغلب على حديثه التفاؤل باستمرارية الصحافة الورقية, وأن لديها فرصة للتطور بشكل أكبر، متى ما عمل القائمون عليها على وضع خطط تطويرية لتواكب إعلام العصر الحديث. وكان حديثه عن الخطط التطويرية والاستثمارية التي تدرسها مؤسسة المدينة خلال الفترة الماضية، بيد أنه أرجع نجاحاته في قيادة صحيفته للعبور بها إلى بر الأمان وتجاوز الأزمات المالية إلى إلمامه بكثير من الجوانب الإدارية، إضافة إلى تخصصه وخبرته في التسويق، التي يعتبرها داعمة له في تولي رئاسة التحرير.

وتحدث فهد عقران حول كثير من الجوانب التي تتعلق بالشأن الإعلامي، ورؤيته لمستقبل الإعلام السعودي، وحاجته إلى استراتيجية إعلامية توجه كل وسائل الإعلام للوصول إلى هدف واحد يصب في إطار المصلحة الوطنية، وذلك في هذا الحوار:

حوار: مقبل الصيعري

إلى أين تتجه صحيفة «المدينة» في ظل الأوضاع التي تمر بها بعض الصحف حاليا؟ «المدينة» صحيفة عريقة، ولها باع طويل، وتأسست على منهج معين، ومرت بمراحل عدة، كما تولى قيادتها رؤساء تحرير كثر على مدار عشرات السنين من عمرها، وكل منهم كان له دور كبير في النهوض بالجريدة، وما أنا إلا مكمل لهذا المشوار، ونعمل بكل ما في وسعنا لاستمرارية التطوير لمواكبة التطور الذي يشهده الإعلام ليس على المستوى المحلي فقط، بل حتى على المستوى العالمي، والمواكبة ورقيا أو إلكتروينا أو التواصل الاجتماعي، وكل فترة لها متطلباتها ونحن متفائلون بوصول «المدينة» إلى مستويات أفضل.

لكنكم تواجهون منافسة قوية في المنطقة الغربية لوجود ثلاث صحف أخرى تأخذ نصيبها من السوق؟

حتى إن تعثرت «المدينة» في مرحلة معينة، لكن كل المواقف والظروف التي مرت بها أثبتت أنها قادرها على أن تعود بقوة أكبر، والمنافسة ليست محصورة في المنطقة، بل على مستوى جميع الصحف السعودية، لكن تبقى «المدينة» لها خطها ومنهجها وقراؤها، وهي في تطور مستمر في ظل هذا التنافس مع كل وسائل الإعلام، وهو ما يجعل كل الصحف تنظر للمستقبل برؤية شمولية في ظل المنافسة بين الورقية والإلكترونية. ولا أخفيك أن أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الدكتور ناصر الطيار لديهم خطط ورؤية مستقبلية في الجوانب التطويرية، التي تدعم الصحيفة من مختلف الجوانب التحريرية والتسويقية.

ما الخطط الجديدة؟

«المدينة» كانت محظوظة برئيس ومجلس إدارة فاعل، ووضعوا خططا لإيجاد استثمارات أخرى للمؤسسة غير الصحيفة، وهو ما سيعزز استقرار الجريدة في المستقبل. إذ هناك دراسات للاستثمار في القطاع العقاري، وإيجاد منتجات إعلامية جديدة خاصة فيما يتعلق بالنشر الإلكتروني. بينما دخلت «المدينة» عام 2008 مرحلة جديدة لتطوير البنية التحتية وشراء وبناء مجمع طباعي وتحديث البنية للمقر، وذلك باستثمارات تفوق 180 مليون ريال، وهناك خطط لاستثمارات طويلة المدى، كما أن الصحيفة وضعها المالي مستقر خلال هذه المرحلة.

كيف تقيم وضع الصحافة السعودية حاليا؟

الصحافة لدينا مرت بمراحل عدة، وحقيقة خلال السنوات الخمس الأخيرة أصبحت أكثر فاعلية وتقوم بدور كبير، لكن المطلوب منها دور وفاعلية أكبر خلال المرحلة المقبلة. لكنها أيضا تحتاج إلى وجود استراتيجية إعلامية واضحة تتضمن رؤية إعلامية وطنية، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالصحافة أو وسائل الإعلام الأخرى، وعلينا أن نستثمر التطور الإعلامي في مصلحة وطننا، بشكل أكبر، وأن تكون لدينا رؤية للوصول إلى هدف واحد، والإعلام القوي لا بد أن يكون في خدمة ومصلحة الوطن، أيضا هناك حاجة إلى تحفيز ودعم الكوادر التي تتجه للدخول في مجال الصحافة، وبمحفزات أكبر كي نبني إعلاما قويا في الوطن العربي، لما نملكه من مقومات أكبر في الكوادر والقدرة المالية، لكن الأهم كيفية الاستفادة المثلى من مثل هذه المقومات.

كيف تقرأ توجهات الصحف السعودية؟

كل جهة إعلامية لها توجهاتها، وكل صحيفة لها نهج معين، وهذا أمر أساس، والتنوع مطلوب، لكن المطلوب أن يكون لدينا هدف واحد يجب أن نصل إليه جميعا لما فيه مصلحة الوطن.

يقال إن صحيفة «المدينة» منحت مجالا أوسع لمن يعتقد أن لهم توجهات إخوانية؟ نحن صحيفة سعودية، وكلنا شعب مسلم وتوجهاتنا لا يمكن أن تخرج عن هذا التوجه. وقد تكون هناك صورة ذهنية في السابق حول بعض الرموز ممن يعملون أو يكتبون ولديهم توجهات إخوانية، لكن أؤكد لك أنه لا يوجد ضمن من يعمل حاليا أو يكتب في الصحيفة ممن لديهم توجه إخواني، ولن نسمح لأحد أن يستخدمها في غير منهجها المتوافق مع النهج الإعلامي السعودي الصحيح والسليم. وكل صحيفة لها خط معين، لكن بعيدا عن الأسماء أو التيارات، لأننا جميعا مجتمع إسلامي واحد.

ما أهم التحديات التي تواجه الصحافة الآن؟

التحديات كثيرة، وفي اعتقادي أن هناك قلة في الكوادر الإعلامية المهنية، وربما الصحافة لم تعد مغرية للبعض من حيث الأمان الوظيفي والمنافسة من القطاع الخاص لاستقطاب بعض الكوادر الإعلامية، أيضا المنافسة من وسائل إعلامية أخرى تستقطب الكفاءات، أضف إلى ذلك أن الإعلام يحتاج إلى أن تمنح له الحرية المسؤولة بشكل أوسع وتحرك أكبر، كما أن هناك جانبا أهم يشكل تحديا حقيقيا أمام وسائل الإعلام، وهو ما يتعلق بتوفير المعلومة من الجهات المعنية، حيث إن بعض الوزارات لا تتعامل بشفافية مع الإعلام لتزويدها بالمعلومات الصحيحة، وإن كانت بعض الوزارات بدأت بطريقة خجولة، والمفارقة أن وزارة الداخلية التي تعد أكثر الوزارات حساسية، أكثر الوزارات تعاملا مع الإعلام وبشفافية كبيرة، حتى إن كل المعلومات أو التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام عن الوزارة هي أقل أخطاء في تناول المعلومات مقارنة بوزارات أخرى.

كيف ترى نظام المطبوعات الحالي؟

أعتقد أنه قديم ولا يواكب المرحلة الحالية أو التطور السريع في جميع وسائل الإعلام من تلفزيون وتواصل اجتماعي وصحافة، وأعتقد أن الإعلام في حاجة إلى تقنين أنظمة وأكثر مرونة، أما الأنظمة المعمول بها فلا تخدم متطلبات المرحلة الحالية، وتتضمن بعض الإطارات المطاطة من مبدأ (ضياع الدم بين القبائل)، وتحتاج إلى إعادة نظر، على أن يشارك أعضاء من الكوادر الإعلامية وأصحاب المهنة في وضع الأنظمة حتى تلبي الحاجة الحقيقية للإعلام، مَن وضع التشريعات في الفترة الماضية هم خارج المهنة الإعلامية. ولا نغفل النظام الذي صدر أخيرا، الذي شمل تغيرات طفيفة وليست جوهرية.

ما أهم التعديلات التي تطالب بها؟

هناك كثير من الجوانب التي تحتاج إلى إعادة نظر في النظام، على سبيل المثال فيما يتعلق بالعقوبات، حيث إن أي خطأ يحدث يتحمله رئيس التحرير، وإن كان من حيث المبدأ صحيحا.. لكن كل صحيفة فيها عدد من المسؤولين، وليس من العدل أن يتحمل المسؤولية شخص واحد، لأن العمل في الصيحفة يبدأ من الساعة التاسعة صباحا إلى الثالثة فجرا، وليس كل مسؤول يستطيع متابعة كل العمل، لكن العقوبات التي تفرض على الصحف والصحافيين أصبحت مزعجة جدا. نحن نتفق أن هناك اجتهادات أو أخطاء، ولسنا ضد محاسبة المخطئ إذا كان الخطأ واضحا. بيد أن غياب أو نقص المعلومة تتحمله بعض الوزارات، وليس ذنب الصحيفة أو الصحافي أن يدفع غرامة تعود لنقص المعلومة أحيانا.

هل كان إيقافكم على خلفية مقال الكاتب عبد العزيز السويد قد جعلك تطالب بالنظر في نظام العقوبات؟

هناك مساحة للحرية، لكن من يتخذ القرار قد يرى أن قراره صحيح، لكن هناك مسؤولية حول نشر الخبر، بينما الرأي حر، ومن حق الكاتب أن يمارس حرية التعبير شريطة أن يكون ملما بالمعلومة الصحيحة. وصحيح أن بعض الكتاب قد يدخلك في حرج كبير، والصحف أحيانا تكون في جدل يومي مع الكتاب لأن بعضهم ليس لديه المعلومة الصحيحة، وأحيانا يرتكب تجاوزا، فيسبب حرجا للجريدة ورئيس التحرير. والقرار بالنسبة لي كان اجتهادا، وحقيقة أنا لم اطّلع على المقال أنني كنت في إجازة، ودونت ذلك في محضر التحقيق، وكان اجتهادا من الكاتب غير مقصود. والإيقاف لم يستمر إلا خمسة أيام، لأن لجنة التحقيق كانت تتمتع بمهنية جيدة. لكن القرارات والاجتهادات في الصحافة لن تتوقف عند حد معين، ومن الممكن أن أتعهد اليوم بأنني لا أخطئ، لكنني قد أخطئ بعد شهر.

ما ضوابط استقطاب الكتاب وإجازة المقالات؟

كل صحيفة لديها قسم مسؤول عن إجازة المقالات، ورئيس التحرير له الصلاحية الأولى والأخيرة في الإجازة. وضوابط المقال يجب أن تتماشى مع القيم الموجودة والمصداقية، وألا يكون نقدا لمجرد النقد أو شخصنة الموضوع، وحقيقة نكتشتف أحيانا الشخصنة في بعض المقالات وقد لا نكتشفها إلا بعد فترة، ونعتذر إذا حصل خطأ، كما أنه في نظام المطبوعات يجب التنويه عن الخطأ ونشره في الصحيفة نفسها.

هل تعتقد أن بعض رؤساء التحرير لا يقرأون محتوى صحفهم؟

لا يوجد رئيس تحرير لا يطلع على جريدته، لكنه أيضا له مسؤوليات أخرى، وجوانب مهمة يجب أن يطلع عليها ولديه مهام إدارية وارتباطات، لأنه يمثل واجهة للصحيفة والقلب النابض لها، لذا من الصعب على أي رئيس تحرير أن يطلع على كل محتوى الصفحات، لكن المطلوب التركيز على الأهم.

كيف ترى استمرارية رؤساء تحرير لفترات طويلة؟

لست من المطالبين بالاستمرارية لفترة طويلة، لكن الصحافة مهنة، وكلما كانت فترة رئيس التحرير أطول كانت خبرته التراكمية أكبر وتعود بالفائدة على الصحيفة أو الإعلام بشكل عام، لأنه يكون أكثر اتزانا ورؤية وذا علاقات قوية، ومن مهامه أن تكون لديه علاقات قوية تدعم صحيفته، لكن الأهم في الاستمرارية أن يكون تحت إدارته جيل قوي قادر على قيادة الصحيفة بعده أو قيادة صحف أخرى.

هل أنت تعمل على تأهيل قيادات في المدينة؟

المدينة تضم كوادر وقيادات مهنية على مستوى عال من التأهيل، وأقل واحد منهم يستطيع أن يكون أكبر بكثير مما هو عليه في حال انتقاله إلى صحيفة أخرى، وسيكون مؤهلا لتولي رئاسة تحرير أو قيادة قناة رسمية، بل هناك كفاءات انتقلت من «المدينة» وتولت مواقع قيادية.

يعني مدرسة؟

بحكم الفترة الطويلة منذ تأسيسها قياسا بعمرها 76 سنة لا بد أن تكون مدرسة، ويكفي أنه تخرجت منها قيادات إعلامية معروفة في مقدمتهم الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» والأخ علي حسون رئيس تحرير صحيفة «البلاد» من المدينة وبعض رؤساء التحرير المعروفين الذين سبق لهم العمل في جريدة «المدينة».

بعض المؤسسات الصحفية توجهت أخيرا لتعيين كوادر شابة في منصب رئاسة التحرير.. كيف ترى هذا التوجه؟

لا شك أنه توجه إيجابي، لأن من التحديات الحاجة إلى كوادر معاصرة للعصر، لأنه من الصعب وجود رئيس تحرير لا يتعامل مع التقنية ولا التواصل الاجتماعي والإنترنت، وأن يقود صحيفة، والتحديث مطلب وأنا أجزم بأن الجيل من الشباب الذين فيهم الكثير من الكفاءات المهنية عالية المستوى ويمكن الاعتماد عليهم، وتمنح لهم فرصة لإثبات ذواتهم، بل إن الخوف من التغيير يعيدنا للخلف ولا يساعدنا على التطور، ليس في الإعلام فقط، بل حتى على مستوى الوزارات. والصحافة عمل يومي ومجال مناسب للشباب.

هل هناك رؤساء تحرير لا يتعاملون مع التقنية حتى الآن؟

لا أملك جوابا.

السيرة الذاتية تؤكد أن تخصصك في مجال التسويق.. ما المعايير التي على أساسها تم اختيارك رئيسا للتحرير؟

صحيح.. في البداية عملت في القطاع الخاص، بعد ذلك انتقلت للعمل في مؤسسة المدينة في مجال التسويق والتوزيع وتنقلت في كثير من الأعمال الإدارية، والآن أتولى رئاسة التحرير منذ عشر سنوات. ومتى ما وجدت المعرفة والعلم والرغبة في التطور فلن تكون هناك حواجز تعوق النجاح. والصحافة لا تحتاج إلى عالم ذرة، بل من السهولة أن يتعلمها الشخص متى ما ولدت لديه الرغبة، كما أن رئيس التحرير يجب أن يكون ملما بالجوانب التحريرية والتسويقية والإدارية والتوزيع لدعم نجاح أي صحيفة، ويقيني أن تخصصي كان إضافة لي في هذا المنصب، ولا أقول إنني حققت النجاح المزعوم، لكن ساعدتني خبرتي على وضع استراتيجية واضحة في العمل، وأبقى شخصا واحدا من المجموعة، ودور المسؤول أن يدير المجموعة ويأخذ أفضل ما عندهم وتكون عنده رؤية واستراتيجية في الصحيفة لتحديد مسارها، وأن يكون لك دعم من الأعضاء والمؤسسين كي تستطيع أن تحرك دفة الصحيفة، و»المدينة» حققت نجاحات في الفترة الماضية، وما زال المشوار طويلا كي تعود بشكل أقوى وأفضل وأحسن.

هل تعتقد أن الصحافة قادرة على الثبات والبقاء في ظل ثورة وسائل الاتصال الاجتماعي؟

من وجهة نظري، أجدها قادرة، وشخصيا قدمت محاضرات عدة في هذا الجانب، وأنا مؤمن بأن الإعلام الجديد مهدد حقيقي للصحافة الورقية سواء للتكلفة أو السرعة في نقل المعلومة، لكن الصحافة الورقية تبقى لديها فرصة أن تتحرك بشكل جيد على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، وتطور نفسها لتواكب وسائل الاتصال الاجتماعي، والآن جاء نظام الباركود الذي تمرره على الصحيفة بالهاتف وكأنك تشاهد تلفزيونا. وما يدعم الصحافة الورقية الرصانة والمسؤولية في نقل الخبر، وكذلك المصداقية ميزة غير موجودة عند الآخرين، إضافة إلى الخبرة والكوادر الجيدة التي تقود الصحافة الورقية، كما أن الورقية تستطيع أن تطرق قنوات أخرى مثل الصحافة الإلكترونية ووسائل مختلفة، والمجال ما زال كبيرا لتطور الصحف نفسها في هذا المجال، وستستمر، ولنا تجربة في الإذاعة التي قيل عنها إنها ستنقرض مع ظهور التلفزيون، لكنها بعد فترة عادت وأصبح لها الحضور، لذا فإن المستبعد أن تتأثر الصحافة، لكنها ستواجه صعوبات في الفترة المقبلة.

كيف ترى واقع وضوابط الإعلان؟

الإعلان المورد الرئيس للصحيفة، وحقيقة مرت الصحف بصعوبات في الفترة الماضية، لأن الإنفاق الإعلاني في السوق كان أقل من المطلوب، وفي 2012 و2013 كان هناك تحسن كبير في الإنفاق الإعلاني، وأعتقد أن كل الصحف ستأخذ حصتها، وإن لم يكن بالشكل المطلوب لأن سوق الإعلان تحتاج إلى تنظيم، بيد أن مجموعات دولية لها مصالح وما زالت تأخذ حصتها من السوق السعودية، وأعتقد أن الورقية ما زالت لديها فرصة لأخذ حصة أكبر، والتلفزيون يأخذ حصة أيضا، بينما الصحافة الإلكترونية لم تأخذ حصة كبيرة حتى الآن. والإنفاق الإعلاني في السعودية سوق كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين.

كيف ترى دور هيئة الصحفيين؟

وجودها في غاية الأهمية، وحققت بعض الإنجازات في الفترة الماضية إلى حد ما، والطموح ما زال أكبر في الهيئة التي تحاول الآن أن تعيد بناء النظام الأساسي الداخلي، وإقناع أغلبية الصحافيين بالحصول على عضويتها. وهي تقوم بأعمال لخدمة الإعلام السعودي الصحافي، ولكن قد لا يلاحظ بعض الصحافيين هذه الإنجازات بقدر البحث عن مصلحتهم.

كيف؟

عندما نلتقي الصحافيين فإنهم يتحدثون عن الحاجة إلى مساعدات وأمان وظيفي، وأن تدافع عنهم الهيئة، وبعض المميزات، مثل الخصومات في تذاكر الطيران أوغيرها، الهيئة ما زالت بعيدة عن هذا الجوانب، لكن تواصلها مع النقابات العالمية شيء جيد، وتسجيلها في بعض النقابات العالمية والعربية، وآخرها المشاركة في الانتخابات في مصر وتم انتخاب الزميل عبد الله الجحلان ممثلا لهيئة الصحفيين السعودية في الهيئة العربية، وأعتقد أنها ستحقق أشياء كثيرة.

التحولات والمواهب المتعددة التي عرف بها الدكتور فهد بن حسن عقران كان لها دور كبير في تكوين شخصيته، التي يغلب عليها الطموح اللامحدود، والجرأة في اقتحام مجالات مخالفة، إلى حد ما، لتخصصاته العلمية. وكان بروزه اللافت في لعبة الكاراتيه التي قادته للحصول على الحزام الأسود 2 دان، بجانب حصوله على بطولات عدة في المسابقات المحلية، وعمل مدربًا للكاراتيه في جامعة الملك عبد العزيز، التي حصل منها على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية، قبل أن يحصل على الدكتوراه في الإدارة والتسويق، وهي التي قادته إلى العمل في القطاع الخاص، حيث عمل في مكتب شركة صافولا في لندن، إلا أن انتقاله إلى العمل في مؤسسة المدينة للصحافة والنشر كانت محطة تحول كبيرة في مشواره العملي.

والمجال لم يكن بعيدًا عنه منذ المرحلة الجامعية، كونه عمل محررًا متعاونًا في صحيفة “عكاظ”، ثم كاتبًا.

والدكتور فهد متزوج وله من الأبناء أربعة، حريص على منح بعض وقته لأسرته الصغيرة أو البيت الكبير، وبخاصة في المناسبات والأعياد.

ويمتلك عقران خبرة مدعومة بممارسة طويلة في مجال الإدارة والتعامل السليم مع بيئات مختلفة للأعمال والأنشطة والكوادر البشرية، وكيفية توظيف قدراتها لتحقيق الأهداف، ومجموعة خبرات مهنية في مجالات الإدارة وتوظيف الكوادر البشرية وخبرات في مجال التسويق الإعلامي وتطوير المنتجات، ووضع السياسات والخطط المستقبلية. كذلك خبرة طويلة في المجال الإعلامي والصحافي تم تتويجها برئاسة تحرير صحيفة “المدينة” منذ عام 2002 حتى تاريخه.

وهو عضو في مجموعة كبيرة من المؤسسات والمنظمات والجمعيات في داخل المملكة وخارجها، يأتي في مقدمتها عضويته في مجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة، كما أنه عضو في مجلس الشراكة في المسؤولية الاجتماعية بين إمارة منطقة مكة المكرمة والصحافة، وعضو مجلس إدارة مقعد رجال وسيدات المجتمع التابع للغرفة التجارية في جدة، وعضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين وممثل الهيئة في منطقة مكة المكرمة، وعضو مجلس إدارة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، وعضو اللجنة الاستشارية لكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز، وعضو اللجنة الاستشارية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة ذاتها، وعضو نادي دبي للصحافة في الإمارات، وعضو لجنة تحكيم جائزة الصحافة العربية في دبي، وعضو مركز غرفة التجارة الدولية السعودية، وعضو مشروع كلية المدينة المنورة في شركة مدينة طيبة التعليمية.