أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن رجال الهيئة لا يسعون للحجر على أحد وأنهم ليسوا مسؤولين عن أحد غير أداء مهام عملهم، مشيرا إلى أن منسوبي الهيئة معروفون بأخلاقهم الرفيعة وحسن تعاملهم وأنهم ملزمون بإبراز بطاقاتهم التعريفية أثناء أداء واجبهم، مشددا على أن من لا يحمل تلك البطاقة «فليس منا ولسنا معنيين به».
ووفقا لصحيفة الشرق قال الدكتور آل الشيخ في حوار مع الصحيفة إنه لا يمكنه أن يضم إلى موظفي الهيئة من يتصرف من تلقاء نفسه ويصبح هو القاضي والحكم، وهو الآمر والناهي، لافتا إلى أن العمل الميداني لرجال الهيئة «خطير» وأنه يحرص على أن يتولى هذه المهمة اللائقون علما وخلقا، وأضاف أن الأولوية للمتعلمين من حملة الشهادات الجامعية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنهم يخضعون إضافة إلى ذلك إلى دورات تأهيلية وتثقيفية ونفسية.
وأوضح آل الشيخ لـ «الشرق» أن رجال الهيئة حريصون عند ضبطهم لشخص متلبس بفعل منكر على علاج وضعه فوراً، بغض النظر عن هويته وجنسه، وذلك من خلال نصحه وتوجيهه بما يناسب القضية، مشيرا إلى أن نسبة الستر في القضايا التي يرصدونها تتجاوز 94%.
التراشق بالانتماءات
نود أن نتطرق في بداية حديثنا إلى ظاهرة بات يعانيها المجتمع وهي التصنيفات الدينية «جامي، سروري، إخواني.. إلخ» والتراشقات بين طلبة العلم الشرعي حتى وصل الأمر إلى بعض أساتذة الجامعات.. ما تعليقكم؟
– نحن أمة مسلمة دستورنا كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومنهجنا منهج نبينا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، فما وافق هدي محمد فنحن نوافقه وما خالف نخالفه، والشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- عالم وداعية تقي وورع وأمين، وقد درس على يد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، وكان أستاذا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان ممن يطمئن له الشيخ عبدالعزيز بن باز ويرتاح له وهو رجل ناصح، وكان من الرجال الزاهدين في الدنيا ويدعو الناس دائماً إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وطاعة ولاة الأمر والحفاظ على مكتسبات الأمة وأمن الوطن واستقراره، وليس له أي توجه غير العمل وفق كتاب الله وسنة رسوله، وكان ينهى عن الخروج عن طاعة ولاة الأمر وينهى عن الفساد في الأرض. فهو -رحمه الله- قدم النصيحة للمسلمين خوفا عليهم وعلى أوطانهم من الفتن والفساد في الأرض.
لا للحجر
تعاني بعض الفعاليات الرسمية من تدخل من يعرفون بـ «المحتسبين» لإلغائها أو إثارة ما يعكر صفوها.. وبما أننا على مقربة من انعقاد فعاليات معرض الكتاب الدولي في؛ الرياض فنود أن نعرف علاقتكم أو سلطتكم على هؤلاء المحتسبين؟
– معرض الكتاب نشاط ثقافي يجب على جميع الجهات ذات العلاقة أن تكثف جهودها وأن تقوم بإبراز هذا الحدث بصورة تعكس ثقافة وطبيعة المجتمع السعودي، وأن يتوافق هذا المعرض مع محتواه ومع قيمة زواره، والهيئة كغيرها من الجهات التي تشارك في تهيئة المعرض بشكل يليق به وبمحتواه وزائريه، وفي النهاية نحن لا نحجر على الناس ولسنا مسؤولين عن أحد، نحن مسؤولون عن أنفسنا كهيئة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، رجالنا معروفون في المعرض ويتم اختيارهم كل عام بدقة، ولديهم من الوعي والإدراك وحسن التعامل والحس الشرعي والوطني ما يؤهلهم لأن يكونوا عوناً لإنجاح هذا المعرض وإبراز أي مشروع يشاركون به بالصورة المشرفة للملكة. ورجال الهيئة إن شاء الله سيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بلا منكر ويتعاملون مع كل حالة من المخالفات الشرعية بقدرها.
بطاقة تعريفية
وكيف يفرّق المثقف والكاتب وصاحب دار النشر خصوصا القادمين من خارج المملكة أن هذا الذي يأمرهم أو ينهاهم هو رجل «محتسب» وأن الآخر الذي يشبهه هو أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
– رجال الهيئة سيكونون كعادتهم كل عام ملتزمين بحمل البطاقات التي توضح أسماءهم والجهة التي ينتمون إليها وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن لا يحمل تلك البطاقة التعريفية فليس منا ولسنا معنيين به. وبالنسبة لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين سيعملون في معرض الكتاب فإن كل منهم سيقوم بواجبه وفق ما لديه من تعليمات توافق شرع الله ومنهج الرسول الكريم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-.
الجامعيون أولا
ما المؤهلات والمواصفات التي تشترطونها لتعيين موظفي الهيئة الجدد.. خصوصا الميدانيين منهم؟
– العمل الميداني خطير ونحرص أن يتولى هذه المهمة الشخص المناسب علما وخلقا، ولا يمكن أن آتي بمن يتصرف من تلقاء نفسه ويصبح هو القاضي والحكم، وهو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وهو من يقبض ويُحاسب.. إلخ، نحن نحرص على توظيف الجامعيين في الدرجة الأولى، ولا نكتفي بهذا فقط، بل نعمل لهم دورات تأهيلية وتثقيفية ونفسية، ونعدهم إعداداً جيداً من خلال مدربين أكفاء يؤهلونهم لأداء واجبهم وعملهم في الميدان على أكمل وجه بما يخدم دينهم ووطنهم ومن يعيش على هذه الأرض الطاهرة المباركة. إن عملنا بشكل عام يقوم به رجال على مستوى جيد من الثقافة والعلم الذي يخولهم لأن يؤدوا رسالتهم كما يجب. نحن نجتهد بألا نعين إلاّ الجامعيين، وأحياناً نجد أنفسنا أمام تعيين بعض حاملي الشهادة الثانوية في حال كانت لدينا وظائف شاغرة ولا بد من إشغالها.
تطور الأداء
ما مدى رضاكم عن عمل موظفيكم الميدانيين خلال فترة رئاستكم؟
– أقيسها على ردة فعل الناس في الشارع.. الحمد لله لمست ردة فعل إيجابية تشيد بأسلوب وتعامل رجالنا، وكذلك إشادة العلماء والمثقفين رجالا ونساء الذين يشيرون إلى تطور أداء رجل الهيئة الميداني وحسن تعامله مع الجميع.
إشاعات
ما صحة تقليصك لعدد أفراد الهيئة وأنك سرحت المتعاونين السابقين؟
– لا صحة لتلك الإشاعات، الرئاسة ولله الحمد خلال العام المنصرم وظفت ما يقارب ثلاثة آلاف شخص، والآن لدينا لجان لمقابلة المتقدمين على بعض الوظائف، كما تذهب اللجنة لمقابلة متقدمين جدد لتعيينهم وتختبرهم من الناحية الشرعية والنفسية ولتهيئة رجل الهيئة حتى يقوم بعمله كما يجب من خلال الدورات والندوات العلمية الشرعية.
لا ندفع لأحد
ما حقيقة ما يتداول من أن للهيئة عيوناً خفية في مطاعم العائلات وفي الشقق المفروشة والفنادق والاستراحات وحتى من سائقي الليموزينات، وأنكم تدفعون مبالغ لمن يبلغكم عن منكر.. ألا ترون أن هذا يدخل في جانب «التجسس»؟
– مجتمعنا ولله الحمد مجتمع إسلامي محافظ.. وكل أبناء هذا الوطن هم رجال هيئة ويحتسبون الأجر، بمعنى أنه إذا رأى أحدهم منكراً فإنه يبلغ فورا من هو مسؤول عن رفعه، ومثل هذه الإشاعات عارية من الصحة، فالهيئة لا تدفع لأحد شيئاً، وجميع القضايا المماثلة التي يتم القبض عليها يتم التبليغ عنها من مواطنين ووافدين وهم من يبلغوننا بذلك كما هو الحال بإبلاغهم لحالات تخص جهات أخرى، وهم يطلبون الأجر من الله سبحانه وتعالى، وهذا هو العمل الصالح الذي نتمنى أن يقوم به كل مسلم لمساعدة رجال الهيئة لإزالة المنكر، أما أن ندفع فهذا غير صحيح ولا يوجد في بنود النظام لدينا أن ندفع، ولن نستطيع أن ندفع لأحد.
الستر في القضايا
كم نسبة «الستر» في قضاياكم؟.. وهل تفرقون في عملكم بين مواطن ومقيم؟.. وما ردكم على من يرى أنكم تفضحون ولا تسترون؟
– يا أخي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم في النهاية أبناء هذا المجتمع وهذا الوطن وهذا الدين، فمن غير المنطق أن يُنظر لهم بهذا الشكل. نحن نعمل وفق شرع الله ومنهج نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن قبضنا على شخص متلبس بمنكر فلا بد من علاج وضعه فوراً، بغض النظر عن هويته وجنسه، وذلك من خلال نصحه وتوجيهه بما يناسب القضية التي أمامنا، ونسبة الستر لدينا كبيرة جداً في القضايا وتتجاوز 94%.
متشددو الهيئة
هل من يعملون معك راضون عما تقوم به من مد للجسور وتغيير لبعض المفاهيم ولين وتسامح ومحاولة لتقريب وجهات النظر؟.. فهناك من يقول إن في جهاز الهيئة متشددين يريدون أن يضربوا المجتمع بيد من حديد لكنك تقف عائقاً أمامهم؟
– هذا كلام فيه الكثير من الظلم لرجال الهيئة، الحقيقة أنني لم أجد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كل عون وكل خير، وكما أسلفت هم في النهاية من أبناء هذا الوطن ويعرفون ما يتطلب القيام به، ولم أرَ ولم أسمع من يصر على الضرب بيد من حديد، فكلنا نعمل بروح الفريق الواحد الذي يسعى إلى الخير ومصلحة البلاد والعباد وخدمة الدين والوطن وولاة أمرنا الذين يحكمون بشرع الله وسنة نبيّنا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-.
ثلاث رسائل لمن توجهها؟
الرسالة الأولى:
أرفعها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير الشهم سلمان بن عبدالعزيز، وأقول جزاكما الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء على ما تقدمانه لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدعم والمساندة والتوجيه والمؤازرة حتى تقام وفق منهج محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ما تقدمانه للوطن من أعمال حضارية ومشاريع جبارة شملت جميع ربوع الوطن.
الرسالة الثانية:
لأبناء الوطن السعودي في المملكة.. وأقول لهم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي شعيرة من شعائر الإسلام، أمر الله بإقامتها بين عباده، فكنتم خير من آزر القائمين عليها. وأعانهم على القيام بهذه الشعيرة المباركة، فأبشروا بالعز والأمن والاستقرار ما أقيمت فيكم هذه الشعيرة وتمسكتم بها.
الرسالة الثالثة:
للكتاب والصحفيين.. أنتم أيها النخبة من يعكس الصورة الحسنة لوطنكم، فحافظوا على مكتسبات هذا الوطن ومقدراته ووحدته ولحمته بالطرح المتزن الحصيف الذي يسر المحبين لوطنكم، ولا تشمّتوا الأعداء فينا من خلال طرح لا يتسم بالعقلانية وبعد النظر وتصور مآلات الأمور والطرح السلبي الذي سيؤذي الوطن وكل المواطنين بلا استثناء، وهذه تذكرة من محب لكم ومفتخر بإنجازاتكم.
آل الشيخ في الجزء الثاني غداً
المستشارون الأسريُّون ومدعو الرقية ومفسرو الأحلام هدموا البيوت
من يرى سيارة هيئة تطارد أحداً فليبلغني
لم يعد لدينا حلاقة شعر ولا تعهدات ولا مداهمات
