الأخبار المحلية

حياة سندي : قيادة المرأة للسيارة مسألة وقت

قالت الدكتورة حياة سندي، الباحثة السعودية عضو مجلس الشورى: ‘إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، زرع بذرة مستقبل المرأة السعودية الزاهر الذي ستُرى ثماره خلال الأعوام القادمة’.

ووفقا للاقتصادية أشارت الباحثة السعودية في مجال الكيمياء الحيوية إلى أن قضايا المرأة بشكل عام وهموم الشباب والمبتكرين وطموحاتهم تتصدر أجندة أعمالها خلال الفترة المقبلة. واستبعدت أن يؤثر تعيينها في ‘الشورى’ في مسيرتها العلمية والأكاديمية، ولا سيما في مجالات الأبحاث والاختراعات، مبينة أنها ستواصل البحث والاختراع ودعم الابتكارات. واعتبرت أن قضية قيادة المرأة للسيارة مسألة تحصيل حاصل، وسيتحقق ذلك عندما يحصل توافق بين المجتمع والمسؤولين، كما عبرت عن أملها في إحداث تعاون مثمر مع زملائهن الرجال في مجلس الشورى لخدمة البلاد، فإلى الحوار..

متى أبلغكِ الديوان الملكي بنبأ تعيينك في مجلس الشورى؟

قبل ثلاثة أيام من الإعلان الرسمي، وبعد الإعلان الرسمي تلقيت سيلاً من الاتصالات، ولا سيما من أشخاص لم أسمع منهم منذ فترة طويلة، عائلتي جميعها اتصلوا بي يباركون ويهنئون إلى جانب الأقارب والصديقات، إضافة إلى أسئلة الصحفيين.

كثير من النساء يعولن عليكن كأوليات العضوات في مجلس الشورى السعودي.. فما هي أولوياتك كعضو في المجلس؟

بطبيعة الحال هناك أمور في صميم عملي سأقوم بطرحها، فالعضوات جئن من مجالات مختلفة، وأعتقد أن الاختيار تم بناءً على تميز كل واحدة في تخصصها، وكوني امرأة فسأطرح المشاكل والقضايا التي تتطلع النساء لحلها، كذلك في أجندتي مواضيع الشباب والبحث العلمي والابتكارات، وكيفية خلق الروح الخلاقة لدى الشباب لخلق فرص العمل المبنية على أفكارهم وخبراتهم التي تعلموها في الخارج وسبل تفعيلها في المجتمع.

هل حدّدت ملامح أو خطوطًا عريضة لما تنوين عرضه في مجلس الشورى خلال الفترة المقبلة؟

لا شك في أنني حضّرت كثيرًا من الملفات، لكنني لا أستطيع الحديث عنها الآن، وستسمعونها عندما نبدأ الجلسات، أعتقد أننا جميعًا نسعى لطرح أفكار التطوير، كما تلقيت كثيرًا من الطلبات والأفكار من السيدات والشباب لتبنيها.

عند إعلان اسمك ضمن عضوات مجلس الشورى، أشارت إحدى الأكاديميات السعوديات إلى أن حياة سندي تستحق أن تكون وزيرة للبحث العلمي، وليس فقط عضوًا في مجلس الشورى.. هل ترين أن الوزارة أصبحت قريبة من المرأة السعودية؟

دعونا نبدأ أولاً بمجلس الشورى ونبرهن أنفسنا، الدخول إلى البرلمان أمر جديد بالنسبة لي، ففيه يتم بحث قرارات البلد ومناقشتها ووضع التوصيات، ومن ثم صاحب القرار يتخذ ما يراه مناسبًا، دعونا هذه الفترة نعمل ونوازن بين عملنا الحالي وتفرغنا للشورى، وأن نحاول تطبيق ما تعلمناه لخدمة بلادنا، وكيف يمكن التعاون مع زملائنا الرجال داخل قبة الشورى في خدمة الوطن.

على ذِكر زملائكم الرجال في المجلس، هل تساوركِ أي مخاوف من التعامل معهم في المجلس؟

خادم الحرمين الشريفين حرص على وجود المرأة في مجلس الشورى وفقًا للضوابط الشرعية وعاداتنا وتقاليدنا، وفيما يخص المخاوف من التعامل مع الرجال، ولا شك أننا سنكون تحت المجهر؛ كوننا الدفعة الأولى من النساء اللائي يدخلن مجلس الشورى، وفي الواقع، كلي أمل في تعاون إخواننا الرجال، ولا سيما أن النخبة المختارة جميعهم رائعون، وأن يكون هناك تقارب في الأفكار وطرق الحوار والنقاش، تحترم كل الآراء التي تطرح سواء الرجل والمرأة، وآمل أن يتحلوا بروح تقبل الآخرين.

كانت هناك انتقادات بعد تعيينكن في مجلس الشورى، مفادها أن الرجال لم يقدموا شيئًا في المجلس من قبل، فما الذي ستضيفه النساء؟

حقيقة، لا يمكننا قياس ما أنجز سابقًا في مجلس الشورى، فليس لدينا علم بالتوصيات التي صدرت ولا كيف تم تنفيذها، كما لا ننسى أننا مجتمع فتي وجديد ويحتاج صاحب القرار إلى التأني في كثير من القرارات، أعتقد أن المجلس أوصى بعديد من القرارات التي صدرت خلال الفترة الماضية، أما مسألة لم يقدم الرجال فماذا سيقدم النساء، في الواقع نحن لسنا في مسابقة من هو الأفضل، الملك عبد الله في كلمته قال ‘لا تهميش للمرأة’ وبقدراتها تكمل الرجل، ما نستطيع أن نعد به هو أن نبذل الجهد ونسأل الله أن يعطينا البصيرة وأن نسير على الطريق، كما نأمل من المواطنين والمواطنات الصبر والحلم والثقة فينا، وأن الأمور لا تسير في يوم وليلة، فعلى سبيل المثال قرار بسيط في بيت أيٍّ منا يمر بعدة مشاورات ونقاشات ثم يتخذ، فما بالك بقرارات تهم وطنًا ومجتمعًا كاملاً، بالتأكيد الأمر يحتاج إلى وقت، وأنا أشبه الأمر بعمل المزارع الذي يقوم بحرث الأرض والعمل والصبر حتى يجني الثمار لاحقًا، المسألة تجربة لي ولك وللمجتمع، وتجربة جديدة للعالم وحتى للحكومة نفسها، وبالنسبة إلى من يتساءل لماذا تم اختيار هؤلاء النساء بالتحديد من مجالات محددة مثل الأكاديميات، فأي شخص عندما يبدأ مسألة جديدة يختار الأشخاص الذين يعتقد أنهم سيساعدونه في مسيرة العمل، بعدها تأتي الخطوات المستقبلية سواء الانتخاب أو الترشح وغيرها، نتمنى أن نوفق في إيصال أصوات الجميع، سواء امرأة أو رجل، وفي النهاية نحن جزء من المجتمع الذي نعيش فيه.

عرفت الدكتورة حياة سندي الباحثة المخترعة المتميزة في مجال العلوم، ألا تخشين أن يؤثر تعيينك في مجلس الشورى على مسيرتك العلمية؟

لا شك في أنني في البداية سأواجه تحديًا في إيجاد التوازن، في الوقت نفسه المسؤولية التي كلفت بها تصب في الأشياء التي أنادي بها والمعهد الذي قمت بتأسيسه (التخيل والبراعة) يهدف إلى تفعيل ما تعلمته في خدمة بلدي، وتهيئة البيئة للمبتكرين والعلماء لطرح أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع تجارية لخدمة البلد، أعتقد أن الأشهر الثلاثة الأولى ستكون محاولة لإيجاد توازن، ولا شك أن هناك إيجابيات وسلبيات.

دائمًا ما تكون قضايا المرأة في السعودية مثار جدل مجتمعي، دعيني أسألك عن رأيك في إحدى هذه المسائل، وهو قيادة المرأة للسيارة، بعضهم يحمل العضوات الجدد في المجلس تبني هذا الملف، كيف ستتعاملون مع هذا الملف الشائك؟

في الواقع، كل امرأة لديها قضية تشعر بأنها أهم قضية في الدنيا، بالنسبة لي قيادة المرأة للسيارة أمر لا أحمل همه كثيرًا؛ لأننا وصلنا وعشنا حتى الآن وتوصلنا للأشياء التي نريدها، أعتقد أن مسألة قيادة المرأة للسيارة تحصيل حاصل، ستأتي بالتأكيد، لكن هذا القرار عندما يحصل سيكون هناك اتفاق بين المجتمع والمسؤولين؛ لأن هناك أشياء تكون جاهزة للتنفيذ وأشياء أخرى تحتاج إلى بعض الوقت، لكنني أؤمن بأن القيادة ستكون عندما يأتي القرار في الوقت المناسب.

في رأيك ما هي التحديات التي لا تزال أمام المرأة السعودية اليوم؟

أعتقد أن من أبرز التحديات أمامنا هو كيفية كسب ثقة المجتمع، أريد من المرأة السعودية أن تؤمن بنفسها كثيرًا، وألا تهتم بما حولها كثيرًا، فهي ذكية، قوية، قادرة والطريقة الوحيدة لنثبت أننا على قدرة المسؤولية هي بالعمل، برأيي الموضوع الرئيس الذي يواجهنا هو الثقة من الطرفين، سواء من النساء أو الرجال؛ ولذلك نريد من المجتمع الصبر والتأني وإتاحة الفرصة لنا.

كيف تقرئين مستقبل المرأة السعودية، خصوصًا بعد القرارات التاريخية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين لدعم المرأة؟

دعني أعيدك إلى الخلف قليلاً، قبل 50 عامًا تعليم الفتيات لم يكن موجودًا، بل كان عيبًا أو حرامًا، اليوم لا يوجد بيت تقريبًا إلا وفيه مبتعثة في الخارج، كما أن دخول المرأة لمجلس الشورى قفزة تاريخية، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة غير مهمشة، من هنا تبدأ طريق المرأة السعودية نحو الازدهار وستحظى بالمراكز والدور الفاعل والبصمة في المجتمع، وأطلب من المرأة الصبر والتحلي بالعمق أكثر من القشور وأن تستمر وألا تحبط وتكمل طريقها، ولا أتوقع بعد قرار خادم الحرمين الشريفين التاريخي إلا قرارات أجمل في المستقبل.

تعيين 30 سيدة في مجلس الشورى لقي إشادة عربية ودولية واسعة، لكن على المستوى المحلي رأى البعض أن ذلك نوعًا من أنواع التغريب للمجتمع؟ ما هو تعليقك؟

بداية، أريد تعريف ما هو المجتمع السعودي، المجتمع السعودي يتكون من امرأة ورجل وأسرة، الطفل عندما يكبر يرى أمه أو أخته أو عمته مثلاً في المنزل، وكذلك صاحبة قرار وينشأ نشأة طبيعية بعد أن يراها ذكية قادرة ولها دور فاعل وليست مهمشة، وعندما يرون دورها في البيت فقط الذي هو جزء من المجتمع، وهنا أسأل كيف يعتبرون مشاركة المرأة تغريب للمجتمع (فمجلس الشورى جزء من المجتمع). وأعطيك مثالاً على ذلك، تلقيت اتصالاً من سيدة تقول لي: لماذا لم يختاروا معكن امرأة معارضة لعمل المرأة ليحدث توازن؟ أجبتها: كيف تريدين لامرأة تعارض عمل المرأة في الأساس أن تعمل وتحضر إلى مجلس الشورى؟!

ماذا عنى لك تعيينك سفيرة للنوايا الحسنة؟ وما المهام التي تقومين بها في هذا المجال؟

طبعًا كان هذا التعيين من الأمور القريبة إلى قلبي؛ لأنني أول امرأة سعودية تُختار سفيرة للنوايا الحسنة وأول سفيرة في مجال للعلوم، وهو إثبات بأن المرأة السعودية يمكن أن تختار لعقلها وليس لأزيائها أو ماكياجها، أما المهام التي نقوم بها فقد أسهمت في مسابقة العلوم والتكنولوجيا الخاصة ‘بانتل’، كما أنني مسافرة إلى الكويت قريبًا لمسابقة الشباب والعلماء والمبتكرين لتشجيعهم، كذلك سأغادر إلى نيجيريا، حيث يتم تأسيس جامعة جديدة في مجال العلوم الحيوية فاختاروني ضمن مجلس المستشارين، سنعطي محاضرات لدعم العلوم والتكنولوجيا ودور المرأة في هذا المجال.