الأخبار المحلية

سوق الحب.. اختلفت الروايات بسبب تسميته لكنه احترق في «يوم الحب»

كثرت حوله الروايات المختلفة في سبب تسميته؛ ولكن الذي لم يختلف فيه أحد هو أن «سوق الحب» فاجأه حريق كبير في يوم «الحب». هذا ما حدث في أقدم سوق شعبي في مدينة الدمام أمس الأول، وأتت النيران على سبعة محلات كاملة مكبِّدة أصحابها خسائر فادحة في يوم ذي مناسبة محاطة بكثير من الجدل.
ومثلما اختلفت الروايات؛ اختلفت التسمية أيضاً، فهناك من يسمِّيه بـ «سوق الحب» إلى جانب من يسمِّيه «شارع الحب»، وكلتا التسميتين لهما علاقة بما أشيع عن المكان منذ قرابة خمسة عقود. بعض العاملين في السوق قالوا إن التسمية أتت من كون السوق مكاناً لـ «المعاكسات» والمضايقات التي تأتي بادعاء الحب.
وبعضهم قال لأن السوق شهد حالات ضبط سلوكيات غير سوية. وبعضهم قال لأن السوق ـ في الزمن الماضي ـ كان يمثل ملتقى
لـ «العشاق» قبل انتشار المطاعم العائلية والمقاهي وأماكن الخلوة.
لكنَّ هناك من يقول إن تسمية الشارع ـ أو السوق ـ بـ «الحب» تزامن مع انتشار الفيلم العربي «شارع الحب» الذي أدَّى بطولته عبدالحليم حافظ وصباح، أواخر خمسينيات القرن الماضي. وهي المرحلة التي بدأ فيها السوق نشاطه الشعبي، وأخذ يُعرف أكثر مع تطور مدينة الدمام عمرانياً.
وبقي اسم «الحب» مقترناً بالمكان، حتى مع اتساع المدينة، وانتشار المحلات التجارية في شوارع الدمام، وتزايد الـ «مولات» التي غيَّرت معالم المدينة وحوَّلتها إلى سوق كبير. وأمس الأول الخميس؛ يوم عيد الحب؛ احترق سوق الحب.
وبسبب الحادث قُطع التيار الكهربائي عن المبنى الذي وقع فيه الحريق والمباني المجاورة، ليطالب أصحاب محلات بسرعة إعادة الكهرباء، خاصة المحلات التي لم تتأثر بالحريق وتبعد مسافة كافية عن مكانه.
وقال بدر علي ناصر مدير أحد محلات الذهب: إن المشكلة تتمثل في إلقاء كل من الدفاع المدني والشركة السعودية للكهرباء «سكيكو» اللوم على الآخر في إعادة التيار الكهربائي، ولم يستطع أصحاب المحلات الحصول على إجابة واضحة عن موعد إعادة التيار، وما هي الجهة المسؤولة عنه. ولفت إلى أن الحريق تأثر به محل واحد فقط تأثيراً مباشراً ومحل آخر أتى على جزء منه، لاسيما أن هناك مسافة كبيرة بين المكان الذي وقع فيه الحريق والمحلات التي تم فصل الكهرباء عنها، مشيراً إلى أن عدد المحلات التي تم فصل الكهرباء عنها تتجاوز الخمسين محلاً.
وأكد عبدالمنعم الحمد صاحب محل آخر في السوق، أن الضرر الاقتصادي من إغلاق المحلات كبير، وهناك مصاريف كبيرة يتحملها صاحب المحل من إيجار وعمالة، مطالباً بسرعة تدخل الجهات المسؤولة في إعادة التيار الكهربائي إلى المحال، وشدد على أهمية عمل صيانة دورية لأسلاك الكهرباء القديمة في السوق وأنه سبق حدوث حريق في السوق قبل أشهر قليلة، موضحاً أن السوق يحتوي على عدد كبير من محلات الذهب ويرتاده كثيرون ولا بد من تشديد مواصفات السلامة فيه.
يذكر أن لجنة من بلدية وسط الدمام قد تولت أمس عملية تنظيف مكان الحريق تمهيداً لإعادة المحلات للوضع الطبيعي لها، بعد مباشرة ست فرق إطفاء السيطرة على الحريق دون وقوع أي إصابات.

الشرق