مفتي المملكة : شركات تبغ اشترت ذمم أطباء للسكوت عن أضرار التدخين
كشف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، عن أن شركات التبغ منحت ملايين الريالات رشا لبعض الأطباء، مقابل شراء ذممهم، والسكوت عن الحديث عن خطر التدخين وأضراره على صحة مستخدميه.
وقال إن هناك أطباء قبلوا هذه المبالغ وقل نشاطهم في التحذير من التدخين، مبيناً أن على الطبيب المسلم توضيح الحقائق وعدم إخفائها، إذ إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، فالتقارير الصادرة تؤكد أن الأمراض التي يخلفها التدخين، مشابهة للطاعون والكوليرا والجدري، بل إنه يزيد عليها، ففي أنواع منها مادة خبيثة تقتل الإنسان.
فيما أكد الدكتور سليمان الصبي أمين عام جمعية مكافحة التدخين “نقاء”، تدخل شركات التبغ في التأثير على المتنفذين في كل الدول وخصوصاً الأطباء، ومنحهم أموالاً لنشر دراسات تشير إلى أن أخطار التدخين تشبه خطر المشروبات الغازية، وأن هناك مبالغة في التحذير منه، مشيراً إلى أن هناك أطباء انقادوا لهم وصرحوا بذلك.
د. الصبي
وأوضح الدكتور الصبي أن شركات التبغ لم تكتفِ بالتأثير في الأطباء فقط، بل تجاوزوا ووصلوا لبعض المفتين، للإفتاء بأن التدخين مكروه وليس محرماً، معتبراً كلام المفتي في مكانه، مطالباً الخطباء بتكرار مثل هذه الخطبة والتحذير منه.
وعاد مفتي السعودية ليحذر التجار من المتاجرة في التبغ ومشتقاته، مؤكداً أن بيعه ومكاسبه حرام وممحوقة البركة، واصفاً من يتعاطي ويتناول السجائر بالقاتل لنفسه، المبذر والمضيع لماله، مستدلاً بقوله تعالى: “وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا”.
ودعا آل الشيخ في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، إلى منع التدخين في الأماكن العامة ومحاربته، وأنها وسيلة تحمل المسلم على ترك التدخين، وأن على كل مسؤول أن يقف موقف التحذير منه، مشيراً إلى أنه منتن الرائحة، خبيث مخدر للمتعاطي إذا تأخر عنه، وأن هناك أضرارا اجتماعية مع الزوجة والولد بسببه، مطالبا من ابتلي بتعاطيه من المسلمين بتركه طاعة لله- سبحانه وتعالى- ومرضاة له.
يأتي ذلك وسط إعلان وزارة الشؤون البلدية والقروية قبل 200 يوم أمراً بمنع بيع التبغ لمن هم دون سن 18، حيث توقع أمين عام جمعية مكافحة التدخين “نقاء” حينها، أن قرار منع التدخين الذي صدر عن وزارة الداخلية سيسهم في خفض نسبة المدخنين بين المراهقين وصغار السن إلى 14 في المائة، حيث تبلغ حالياً 27 في المائة من إجمالي المدخنين في السعودية، ذلك كون القرار جاء على صيغة تكليف للحاكم الإداري في كل منطقة من مناطق السعودية بمتابعة هذا الأمر وتطبيقه على مختلف الدوائر الحكومية، ونقاط البيع، لمنع من هم دون سن الـ 18 عاماً من التدخين والتأكد من بيعه بموجب الهوية الوطنية.
فيما أعلنت أمانة منطقة الرياض متمثلة في صحة البيئة تطبيق غرامة مالية تقدر بـ 500 ريال على المحال والأسواق التي تبيع التبغ ومشتقاته كالسجائر والمعسل لصغار السن دون 18 عاماً، واضعة رقما موحدا للإبلاغ عن الباعة المتجاوزين النظام.
في حين قال المهندس سليمان حمد البطحي المدير العام لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض، إن الأمانة بدأت بتطبيق القرار فور صدور توجيه وزير الشؤون البلدية والقروية، حيث غرمنا أحد المحال في حي غبيرة جنوبي العاصمة الرياض لبيعه الدخان لصغار السن.