معلمات النائية: مصائرنا معلقة بين تهور سائق وعجلات مركبة معطوبة
أكدت عدد من المعلمات معاناتهن من الإهمال الذي يواجهنه من قبل وزارة التعليم بتعيينهن في أماكن بعيدة عن مقر سكنهن، وقلن: انهن يقضين أكثر أعمارهن في القرى التي لا تساعدهم ظروفها على أداء الرسالة التعليمية خاصة في ظل عدم توفر شبكات للاتصال في بعض القرى لطلب الاستغاثة عند حصول مكروه تاركات وراءهن أطالفهن في المنازل لا يعرفن عنهم شيئًا والبعض منهن يخرجن من منازلهن مبكرًا وقبل صلاة الفجر، قاطعات الكيلو مترات الطويلة عن مناطق سكنهن، واكملن: ان مصائرنا معلقة بين تهور سائق وعجلات مركبة «معطوبة» والمصادر وفقا للمدينة سلطت الضوء على هذه القضية والتقت بعض المعلمات اللاتي عبرن عن معاناتهن اليومية..
رعاية صغاري
أم ريم قالت: أنا أم لأطفال في المرحلة الابتدائية يحتاجون لرعاية مكثفة لأنها سن التأسيس، فقد تعينت في إحدى القرى النائية التي تبعد عن المدينة 280كم ولكي أصل لهذه القرية لابد من الخروج في منتصف الليل وأترك خلفي هؤلاء الأبناء لا أعلم عنهم شيئًا، وأفكر هل ذهبوا لمدارسهم وهل عادوا منها؟ من المسؤول عنهم أنا أم من وضعني في هذه الوظيفة، قرية بعيدة جدًا الكهرباء دائمة الانقطاع ولا أي وسيلة اتصال، حرارة شديدة تسبب الرعاف والدوار للطالبات، أي عملية تعليمية تتم في هذه الأجواء، أو أي تربية تتم في هذه المدرسة، وعند حصول حادث أو حتى عطل للسيارة التي تقلنا لا نجد من يسعفنا بل نمكث بالساعات الطويلة حتى يفقدنا أهلنا ويرسلون من يطمئن علينا ويسعفنا والعودة لمنازلنا لا تكون إلا بعد صلاة العصر ونحن منهكات جسديًا من قلة النوم وعدم الراحة ووعورة الطريق.
100 كيلو
المعلمة نوف تقول: تخرجت في الكلية بتقدير امتياز فكوفئت على هذا التفوق بتعييني بإحدى القرى النائية التي تبعد حوالي 300كم عن مقر إقامتي، وطريق يمتد لمسافات طويلة 100 كم في قلب الصحراء خلف سلاسل جبلية، وحدث لزميلاتي حادث مؤسف ولم أكن حينها معهن بقين بكسورهن وآلامهن لمدة 3 ساعات ودون أن يجدن وسيلة لطلب المساعدة حتى ذهب إليهن صاحب مؤسسة النقل حينما طال غيابهن، وندفع شهريًا 1400 ريال أليست عملية نقل المعلمات للقرى النائية مسؤولية وزارة التربية والتعليم؟ وأجد الإجابة أنت لست مجبرة على العمل وهل كان لي خيار آخر لوظيفة أخرى ورفضتها!! أنا أحتاج الوظيفة لأنني أعول أفراد أسرتي بعد وفاة والدي -رحمه الله- وأخيرا إلى متى هذا الوضع سيستمر؟.
معاناة شديدة
وتضيف أم ياسر: معاناتنا نحن معلمات القرى النائية معاناة شديدة وصعبة لا يمكن أن يشعر بها إلا من عاش وذاق مرارتها، ليس يوما واحدا أو أسبوعا فقط بل سنوات مليئة بالأحداث المؤلمة والمواقف الصعبة الحرجة، وأذكر كثيرًا الحادث الأليم الذي تعرضنا له في طريق العودة من المدرسة حادث تصادم عنيف، أنين وزفرات وآلام وصراخ من أفواه معلمات بريئات سلمن أرواحهن بعد الله ليد ذلك السائق الذي قد يصيبه الملل نتيجة ذلك الطريق الطويل مجازفًا هو أيضًا بروحه يوميًا، ونحن في منطقة مقطوعة لا يوجد بها إرسال نتصل على أهلنا وذوينا ليقوموا بإسعافنا وأصيبت وقتها إحدى الزميلات بحالة حرجة، واختتمت حديثها بتساؤلات وجهتها إلى مسؤولى التربية والتعليم، أمثل هذه المدارس تكون مكافئة للمعلمات المتميزات الحاصلات على شهادات بكالوريوس امتياز ومحضرات أيضا لشهادات ماجستير؟.