اختراق صفوف «ذئاب الجبل»..تجاوزوا السرقات الخفيفة إلى الانحرافات الأخلاقية وتبادل النار
المجهولون وحكاياتهم .. المتسللون ومغامراتهم صاروا جزءا من حكايات المجالس في منطقة عسير. في كل يوم ينسجون روايات وقصصا هم أبطالها ومخرجوها في حلقات متتابعة لا تنتهي. السكان يضعون أياديهم على قلوبهم في انتظار ما يحمله لهم اليوم التالي، فهؤلاء الأغراب يضعون بصماتهم وآثارهم في كل مكان يحلون فيه، ومع البصمات والآثار تزداد خفقات قلوب الأهالي الآمنين في بيوتهم .. الأيادي على القلوب والأنظار تتجه الى سفوح الجبال وإلى وسط الأحراش يحث يطيب المقام للمجهولين والمتسللين والمغامرين من كل جنس.
الجهات المختصة في عسير لم تقف مكتوفة الأيدي وشكلت فريقا متجانسا مع الجميع لتطويق الظاهرة ومحاصرتها ووضع حد حاسم لها. في الوقت نفسه نسج البعض شائعات وحكاوي ومبالغات حول الظاهرة، الأمر الذي دعا إمارة منطقة عسير إلى إصدار بيان توضيحي أكدت فيه حرصها على ضبط المجهولين ومنع دخول المتسللين إلى البلاد.
اللواء منصور التركي أبلغ في وقت سابق أن بعض المجهولين مسالمون ويأتون للقمة العيش، وأن هناك أمورا تحتاج لوقت للسيطرة الكاملة على الحدود الجنوبية وضبطها مع بحث آليات لترحيل من يتم ضبطهم.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت شرطة عسير أنها الجهة الوحيدة المخولة بإلقاء القبض على المخالفين والمتسللين بالتعاون الوثيق مع المواطن.
مراجعة الحسابات
مع قلق المواطن من خطر المجهولين الأفارقة على القرى، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط عدد كبير منهم وبحوزتهم أسلحة وحرصت الجهات الأمنية على فرض الانضباط وسط ارتياح بالغ من الأهالي ومطالباتهم باستمرار الحملات بلا توقف أو إبطاء ويبقى دور المواطن هو الأهم والمحوري.
ويرى عضو مجلس الشورى، ضابط الأمن السابق عبدالوهاب آل مجثل أن ظواهر التسلل تشكل خطرا كبيرا من مختلف الجوانب، مشيرا إلى أنه سبق لمجلس الشورى أن ناقش وبحث في عدة مرات عن الظاهرة، مشيرا إلى أنه طالب في وقت سابق بضبط المناطق الحدودية وفرض الرقابة عليها حتى يستشعر المواطن بالاطمئنان على بلده. معتبرا أي شخص أو جهة تقلل من خطر ظاهرة التسلل والتخلف في المنطقة شخصا غير منطقي ولا بد أن يراجع حساباته.
تشجيع على التمادي
آل مجثل قال «للأسف، الإجراءات بطيئة وقديمة وثقيلة للغاية تشجع المجهول على التمادي والجرأة وارتكاب الجرائم حتى وصل الأمر ببعضهم إلى التجول في المدن، وهو الأمر الذي ساهم في تشجيع المئات من الزحف إلى الحدود الجنوبية بغرض التسلل» ويواصل عضو مجلس الشورى السابق ويضيف «نحن لا نصور الوضع بأنه فاقد السيطرة فالأمن مستتب والدولة والمواطن يد واحدة، ولكن الخلل يأتي من خلال هجرة غير واقعية، أعتقد أنها تستهدف كل مناطق المملكة وتحتاج إلى خبراء على أعلى مستوى تعد دراسات قوية ودقيقة لمعرفة أسباب ومبررات هذه الهجرة غير المشروعة، لا سيما أن بعض هؤلاء مسلحون ويشكلون خطرا على الآمنين والأحصائيات والأرقام متوفرة».
خادمات يهددن الصحة
رئيس المجلس البلدي في عسير الدكتور محمد الغبيري، روى تجربة المواطنين مع المشكلة وتعاطي المجلس معها، وقال: «أتاني في المجلس البلدي عدد كبير من المواطنين يشكون من تواجد بعض الأفارقة بالمنطقة خصوصا في القرى والبلدات وبعض المواقع النائية وأن عددا منهم يحوز أسلحة نارية. كما تحدث المواطنون عن بعض الممارسات غير الأخلاقية التي تحدث من هذه الفئة، والمخيف في الأمر أن بعض النسوة الأفريقيات يبحثن عن عمل في المنازل كخادمات ما يشكل تهديدا أمنيا وصحيا واجتماعيا».
اختباء في الكهوف
الناطق الإعلامي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير عوض الأسمري، سلط الضوء على المخاطر الاجتماعية لظاهرة التسلل والوجود غير الشرعي لبعض الأغراب، وقال إن رجال الهيئة ضبطوا مئات الحالات ومروجي الخمور وتجارها وكلهم من المتسللين والغرباء، وأضاف «لن أذكر الرقم الذي تم ضبطه من الممنوعات، لكن نشاط هؤلاء المنحرفين لم يقف عند تصنيع وبيع الخمور فقد امتهنوا بعض الأعمال المنحرفة مثل الدعارة».
ويوضح المتحدث في هيئات عسير أن جماعات من المتسللين والغرباء يوزعون الجبال والأدوية إلى مربعات مخصصة يتم اقتسامها بينهم، وفي غالب الأحوال تحدث مشاجرات بينهم تصل إلى حد القتل، وبعضهم يستخدم بطاقات هوية مزيفة ومغشوشة للتنقل ويقطنون كهوفا موحشة في سفوح الجبال وبطون الأودية وتعمل فرق الهيئة على ملاحقتهم وضبطهم وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية.
محاصرة الظاهرة
المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أبلغ أن اللجنة المشكلة من الوزارة ستعمل على دراسة القضاء على التسلل، وجعل الحدود الجنوبية آمنة، محتذيا على ذلك بالحدود الشمالية التي أغلقت تماما في وجوه المتسللين.