هاربة من جحيم أهلها بالمدينة وتسير هائمة في تبوك وتستنجد بالهيئة وتهدد بالانتحار
لم يدر في خَلَد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة تبوك أنهم على موعد مع مأساة إنسانية صارخة قبل نحو ساعتين من مساء اليوم.
ففيما كانت دورية لرجال مركز الهيئة بالحمرا تتجول بأحد أسواق حي العليا بمدينة تبوك، استرعى انتباههم مشهد فتاة غير طبيعية، يبدو عليها الشرود، تسير هائمة على وجهها، تترنح في مشيتها حتى تكاد تخر إلى الأرض مغشياً عليها.
وما إن اقترب رجال الهيئة وفرد الأمن المرافق لهم من الفتاة للاطمئنان عليها، وأدركت أنهم من الهيئة، حتى طلبت منهم النجدة قائلة “أنقذوني.. أنا تعرضت للتعذيب وهربت ولا أريد العودة لأهلي”.
وكشفت الفتاة لرجال الهيئة عن أنها هاربة منذ يوم الأربعاء الماضي، وأنها من المدينة المنورة، وأنها لم تنم منذ يومين … وعبرت الفتاة عن شعورها بالجوع طالبة من رجال الهيئة إطعامها. وعلى الفور قدم رجال الهيئة للفتاة الطعام والعصائر، واصطحبوها معهم إلى مركز شركة الحمرا.
ووصلت الفتاة إلى مركز الحمرا بصحبة رجال الهيئة في حال رثة، خائرة القوى، هي بالفعل نفسها الفتاة التي أبلغ أهلها عن تغيبها يوم الأربعاء، وأن بلاغاً مسجلاً في المدينة المنورة بهذا الخصوص، لكن الفتاة هددت بالانتحار في حال ردها إلى أهلها، وطلبت إجارتها، مؤكدة أنها تعرضت للضرب المبرح على يد أهلها “لخلاف خاص”.
وسردت الشابة (16 عاما بالصف الأول الثانوي) تفاصيل الرحلة الطويلة التي قطعتها من المدينة المنورة حتى وصلت إلى تبوك، قائلة: “خرجت من مدرستي ظهر الأربعاء الماضي، توجهت إلى مسجد قباء وهناك أمضيت يومين في المسجد، بعدها أردت أن أبتعد أكثر حتى لا يعثروا عليّ، فذهبت إلى جدة، ومن جدة سافرت إلى ينبع عن طريق الساحل، ومن ينبع إلى أملج، ثم من أملج إلى ضباء، ومنها إلى تبوك في حافلات نقل نسائية”.
فيما أكدت مصادر أن أحداً لم يتعرض للفتاة طوال رحلة فرارها من أهلها إلى أن استقر بها المقام بين أيدي رجال الهيئة، ولم تصب بسوء.