آل الشيخ: المتجسس على الأمة فاقد للإيمان
أوضح مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن من يقوم بأعمال التجسس على الأمة “فاقد للإيمان”، مشددا على أهمية وحدة الصف للوقوف في وجه مكائد الأعداء على الأمة.
وأكد آل الشيخ، في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط العاصمة الرياض أمس، أن من تربية الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – للنشء إعداده للمستقبل وتحمله للمسؤولية حتى يكون شخصية فذة وثابتة تحافظ على أسرار الأمة.
وأشار آل الشيخ إلى أن مما يؤسف له أن بعض ممن ينتسب للإسلام هم أعداء الأمة يعيشون بيننا، وأن عملهم إفشاء أسرار البلاد في حاضرها ومستقبلها، ووصف من يصدر منه هذا العمل بأنه “فاقد الإيمان”.
وأبان مفتي عام المملكة ضرورة أن يكون المسلم عونا لأمته على أمورها كافة سواء أكانت في النواحي الأمنية أو الاقتصادية أو التعليمية أو الإعلامية، مشددا على أن الأمة بحاجة إلى التلاحم في ما بينها ووحدة الصف.
من جانبه أعرب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، عن استغرابه من أنه في أجواء هذا الوحدة التي تعيشها بلادنا ومقدساتنا والأمن الوارف والعيش الكريم للمواطن والمقيم والوافد، أن يظهر من يبيع نفسه ضد أهله ووطنه ويريد أن ينغص عليهم أمنهم ويكدر صفاء عيشهم، سالكا أحقر المسالك ليكون صنيعة وضيعة بيد من يريد بأهله وبلده شرا.
وتساءل في خطبة الجمعة أمس: هكذا تقدس المقدسات والديار والأهل والعشيرة ليمتهن هذا المخذول التجسس والتنصص على أهله وعشيرته وداره لمصلحة عدو متغطرس، هل يتصور مخلص مهما كان نقده ومهما كانت مطالبه أن يمد يده إلى يد عدو يريد الشر والأذى بوطنه، إنه الدرس البليغ الذي يزيد المخلصين يقظة وجد في رص الصفوف والمصلحة العليا لحفظ الدين والأهل والبلاد والمقدسات ضد كل الأعداء والعملاء، ثم تبقى سياسة هذه البلاد وإدارتها على يقظتها وكفاءتها وحكمتها وحزمها ومسارها الهادي الرصين”.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: ليس أشد ضراوة على الأمة وعلى استقرار الديار من اختلاف الكلمة، وتنافر القلوب وتنازع الآراء وأن وحدة الكلمة سبب كل خير والفرقة والخلاف سبب كل شر”.
وبين أن من كمال الدين وكياسة العقل وسلامة العقل ألا ينساق المرء مع من يريد تصديع وحدة الأمة لما قد يرى من ظلم قد وقع أو حق قد انتقص لأن من فقد بعض حقه في إيجاد الوحدة سيفقد كل حقه إذا وقعت الفرقة ولن يأمن على نفسه ولا على أهله ولا على عرضه وماله.
وأشار الشيخ ابن حميد إلى أن قوة الهدم أقوى من قوة البناء وأبلغ وأسرع في الفوضى وعدم الاستقرار حيث تذوب المعايير الضابطة وتغيب السياسات العاقلة ويكون التناقض هو المسيطر والاضطراب هو السائد والضياع هو المهيمن، وأن غوغائية الجماهير هي الطريق السريع الى الفوضى”.
وقال: “إن الإنسان في أجواء الفتن قد يظن أن لديه إيمانا يعصمه، أو عقلا إلى الرشد يهديه ولكن مع الفتن وبخاصة في تقنيات العصر الجارفة ورسائله الطاغية وتغريداته المضطربة لا يشعر إلا وقلبه قد تشرب ما تشرب فإذا هو قد زج في نارها وغرق في لجتها وأحاطه لهيبها ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن”.
ومضى الشيخ الدكتور ابن حميد يقول: “ونحن في هذه البلاد المباركة الدين هو الظاهر وشرع الله هو المحكم أسبغ الله علينا نعمه ظاهرة وباطنة صحة في الأبدان وأمنا في الأوطان، بلاد آمنة مستقره يفد إليها الوافدون ويرغب فيها الراغبون يبذلون الغالي والنفيس في سكناها والعيش فيها ابتغاء ظل أمنها الوارث وعيشها الكريم”.
وتساءل الدكتور ابن حميد قائلا: “لماذا يتفكر الغافلون في المفقود ولا يشكرون الموجود، لا بد من الحفاظ على هيبة الدولة وهيبة الحكم وهيبة الأنظمة”.
وأضاف: “لا يكون شكران الدولة وأمن الأمة إلا بالحفاظ على الهيبة للدين والدنيا والأنفس والأموال والصحة والتعليم وكل المرافق والخدمات، يجب استشعار حفظ الدولة ووحدة الأمة في أي تحرك أو نظر أو تفكير أو مطالبة”.
ودعا كل غيور على وحدة الأمة ومصالحها واستقرارها أن يمسك عن كثير من ألوان الجدل واللغو الذي تموج به الساحة، مبينا أن الكثير من مواطن الخلاف ينشأ من مجانبة الجدال.
كما دعا طلبة العلم وأهل الفضل والصلاح وأصحاب الرأي والنظر إلى أن يكونوا قدوة لطلابهم وأتباعهم بالحرص على وحدة الأمة وهيبة الدولة وأن يكونوا قدوة في التنازل عن بعض حقوقهم الشخصية من أجل هذا الهدف السامي العظيم، مشيرا إلى أن المسؤولية مشتركة حكومة وإعلاما وشعبا في التعاون وسلوك سبيل المؤمنين وهدي الشرع وبناء الأنظمة وتحقيق العدل والرحمة والإحسان والحزم.
وأكد الدكتور ابن حميد أن حق الناس مكفول في التعبير والمطالبة في الحقوق وإزالة المنكرات والمفاسد ورفع الظلم وإيصال الحقوق لأهلها كل ذلك مكفول بضوابطه وبالطرق المشروعة والنظامية وبما يحفظ البلد وأمنه وأهله وهيبته ووحدته وبما يمنع تدخل أهل الفضول والأغراض والأغراب وعلى الدولة.