تضارب التقارير الطبية يحول شداد من مترجم إلى عامل نظافة
شداد السبيعي.. مواطن مصاب بإعاقة حركية وكل أحلامه تنحصر في وظيفة تكفيه شر السؤال، لكن أحلامه هذه ذهبت أدراج الرياح بعدما كادت أن تتحقق، بسبب تقرير صادر عن التأهيل الشامل بجازان يفيد أنه معاق ذهنيا أيضاً بجانب إعاقته الجسدية، وهو ما يرفضه شداد بشدة ويرد عليه بتقرير آخر صادر عن مستشفى جازان المركزي يؤكد على سلامة قواه العقلية والنفسية، وكانت المفاجأة التي أصابته بالذهول بتعديل مسماه الوظيفي من “مترجم” إلى “عامل نظافة”. ويرد شداد على تقرير مركز التأهيل بالقول إن المركز وظفه في مهنة مترجم لإجادته اللغتين الإنجليزية والفلبينية، متسائلاً وهل هناك معوق عقلياً يجيد التحدث بلغتين أجنبيتين بجانب لغته الأم.
وبرغم صدور الأمر الملكي “رقم 1895م/ب وتاريخ 23 ربيع الأول 1432 القاضي بتثبيت العاملين والعاملات في الأجهزة الحكومية على البنود التي تصرف رواتبها من داخل الميزانية أو خارجها، إلا أن هذا الأمر لم يطبق في حالة شداد، الذي صدر قراره بالعمل على ملاك الشركة المشغلة لمركز التأهيل الشامل بجازان كمترجم للتواصل بين العمالة والموظفين، نظرا لإجادته اللغتين الإنجليزية والفلبينية، وذلك قبل صدور الأمر السامي الكريم، وبراتب شهري قدره 1500 ريال.
وكان شداد الذي يعاني من ضمور عضلي في اليدين والقدمين قد التحق بمركز التأهيل الشامل بجازان وهو في السابعة من عمره، وطالب عدة مرات وزارة الشؤون الاجتماعية بتثبيته بموجب الأمر السامي أسوة بزملائه، ولكن الوزارة وإدارة الشؤون الاجتماعية بجازان لم تتجاوبا مع شكواه، فاضطر إلى مقابلة أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر، الذي وجه بتصحيح وضع شداد وفقا لأحقيته ومؤهلاته أسوة بزملائه، ولكن “الشؤون الاجتماعية” لم تحرك ساكنا بخصوص تثبيته وتحسين وضعه الوظيفي. وفي مفارقة غريبة نجد أن موقف التأهيل الشامل يعتمد على تقرير يوضح أن شداد بالإضافة إلى إعاقته الجسدية يعاني من “تخلف عقلي”، بالرغم من وجود تقرير طبي صادر من مستشفى جازان المركزي يثبت أن حالة شداد العقلية والعصبية سليمة، وأن معاناته تقتصر على إعاقة جسدية في أطرافه العلوية والسفلية منذ الطفولة، ويشير السبيعي إلى أن “الشؤون الاجتماعية” حولت عمله من “مترجم” إلى “عامل نظافة”، الأمر الذي شعر معه بعدم تقدير المركز له، إذ لا تتناسب هذه الوظيفة مع مؤهلاته، ولا تتواءم مع قدراته الجسدية الضعيفة.
وقال مدير مركز التأهيل الشامل بالمنطقة أحمد خواجي: إن شداد أدخل المركز في عام 1415 وكان عمره حينذاك خمس سنوات بناء على تقارير طبية من مستشفيات حكومية أحضرها ولي أمره، وهي تقرير وارد من مستشفى الصحة النفسية يفيد بأن معامل الذكاء لدى النزيل شداد السبيعي أقل من 25 أي يخضع لفئة التخلف العقلي الشديد ولدى المركز مايثبت ذلك، إضافة إلى تقرير وارد من مستشفى جازان العام يفيد أن النزيل يعاني من عدم القدرة على المشي مع تخلف عقلي شديد ونسبة العجز مائة بالمائة، ولدى المركز ما يثبت ذلك، وبناء على التقارير تم تسجيل حالته بنظام الوزارة كحالة تخلف عقلي شديد.
أما ما يتعلق بما قدمته الشؤون الاجتماعية للنزيل شداد فإنه ومن خلال وجوده بالمركز وعلى مدى خمسة عشر عاما تقريبا فقد قدمت له العديد من البرامج التأهيلية من خلال فريق العمل المتخصص مما أدى إلى تحسن حالته الذهنية، وعلى أساس ذلك تم توفير فرصة عمل له على ملاك الشركة المشغلة للمركز تنفيذا لتوجيه وزير الشؤون الاجتماعية.
وبخصوص عدم تثبيته على وظيفة رسمية أفاد أنه تم التعاقد مع النزيل على ملاك الشركة المشغلة للمركز بعد صدور الأمر السامي، وقرار تعاقده بدأ بتاريخ الـ5 من ذي الحجة 1432 بينما التوجيه الوارد من الوزارة بترسيم من تم تعيينهم أو التعاقد معهم حتى تاريخ 23 جمادى الآخرة 1432 حسب تعميم مدير الشؤون الإدارية والمالية رقم 65864، وقد أفدنا هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير بأسباب عدم ترسيمه وهي عدم تقدم النزيل بشكوى لهم.