د.الشريف: إسقاط الجنسية عن كل من يعمل لمصلحة دولة في حالة حرب مع المملكة
قال الدكتور نايف بن سلطان الشريف استاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز : إن من يسرّب معلومات إلى العدو يعتبر في حكم المجرم الخطير الذي يهدد أمن وسلامة المجتمع لأنه شخص متخفٍ يعيش بين ظهرانينا يجمع المعلومات ويعطيها للعدو، وأضاف توجب المادة (13) من نظام الجنسية، إسقاط الجنسية السعودية عن كل سعودي يعمل لمصلحة دولة في حالة حرب مع المملكة، كما قضت المادة (23) من ذات النظام على أنه يحق للحكومة سحب الجنسية السعودية إذا صدر حكم قضائي بثبوت قيام الشخص بأي عمل يخلّ بأمن المملكة أو كان مشتركاً فيه.
وهذا الجاسوس يعتبر بلا شك عدوا ..سواء كان من المواطنين أم من غيرهم لأنه يطلع على عورات المجتمع بطريقة سرية، وينقل أخبارهم للعدو سواء أكانت هذه الأخبار عسكرية أو غير عسكرية وسواء أكانت في وقت الحرب أو وقت السلم.
وقد عرف القانون الدولي «الجاسوس» بأنه الشخص الذي يعمل في خفية، أو تحت ستار مظهر كاذب في جمع أو محاولة جمع معلومات عن منطقة الأعمال الحربية لأحدى الدول المتحاربة بقصد إيصال هذه المعلومات لدولة العدو. والتجسس من وجهة نظر القانون الدولي يعتبر من الأمور المحرمة وسلوكاً مشيناً يخالف الأعراف والتقاليد الدولية وقد اعتبرت معاهدة لاهاي أن التجسس يعد عملاً غير مشروع. وتعتبر واقعة التجسس من الجرائم المعاقب عليها بموجب قوانين العقوبات الوطنية وتكون العقوبة أشد إذا كانت من قبل وطنيين أو أجانب لا يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية. ويكون الطرد من البلاد عقوبة كافية في نظر القانون الدولي لأفعال التجسس إذا تمت من قبل الدبلوماسيين، ما عدا ذلك فإن القوانين تعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد مع مصادرة أموال كل من يتجسس بأن يتصل بدولة أجنبية أو وكلائها أو يتخابر معها أو ينقل إليها أسراراً وذلك بقصد معاونة تلك الدولة في عملياتها الحربية ضد البلاد أو الإضرار بمركز البلاد الحربي أو الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي.
وأضاف الدكتور الشريف ورد النهي عن التجسس في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ففي القرآن الكريم قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، واتقوا الله إن الله تواب رحيم»، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً».
وأشار د.الشريف إلى أن البخاري قد اورد باباً أسماه «باب الجاسوس» و أورد الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء»، وقال جماعة من المفسرين نزلت الآية في الصحابي حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسل كتابا إلى مشركي مكة، يخبرهم فيها ببعض أسرار النبي والمؤمنين، وقد أوحى الله إلى رسوله الكريم بذلك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود والزبير لإسترداد الرسالة من المرأة التي بعث معها حاطب بالرسالة، وعندما عادوا إلى النبي بالرسالة، قال النبي صلى الله عليه وسلم «ماذا يا حاطب»، فقال: يا رسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته وكنت غريباً فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يداً وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه وكتابي لا يغني عنهم شيئاً ، فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره فنزلت هذه السورة (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ) فقام عمر بن الخطاب فقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك يا عمر لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال لهم: أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.