صحة جازان تتجاهل عدد حقن الطلق في وفاة فاطمة
تجاهل بيان الشؤون الصحية في جازان أمس ذكر عدد حقن الطلق التي أعطيت للمتوفاة فاطمة عكام التي فارقت الحياة في مستشفى أبو عريش السبت الماضي. وعلى الرغم من الحرص على التأكد من ادعاء زوج فاطمة بأن الأطباء في المستشفى حقنوا زوجته بـ25 حقنة طلق، إلا أن صحة جازان رفضت تقديم أي معلومات عن عدد الحقن وذلك على لسان مساعد مدير صحة جازان عواجي النعمي، الذي اعتذر عن التعليق مكتفيا بما ورد في البيان.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه عائلة فاطمة لتصعيد القضية ورفع شكوى ضد المستشفى.
وكانت صحة جازان قد أصدرت بيانا أمس حول الحادثة قالت فيه إن المريضة (19 عاما) كانت حاملا بالشهر السادس وحضرت إلى مستشفى أبو عريش العام وهي تعاني من أعراض وعلامات جنين متوفى داخل الرحم وقد تم عمل أشعة تلفزيونية أوضحت وجود جنين متوفى بالإضافة إلى وجود عيوب خلقية متعددة بالجنين وعليه تم تنويم المريضة وعمل التحاليل المطلوبة وتم إعطاء المريضة تحاميل لتحفيز الطلق الصناعي إلا أن المريضة لم تستجب للتحاميل وتم إيقافها بتاريخ 17/5/1434، وفي اليوم التالي تم البدء بمحلول “البروستاجلاندين” خارج الكيس الأمينوسي واستجابت المريضة لهذا النوع من محفزات الطلق الصناعي وتوسع الرحم بشكل واسع، وعند الساعة السابعة مساء ولدت المريضة طفلا متوفى بعيوب خلقية متعددة وبعد عملية الولادة بفترة بسيطة حدث للمريضة هبوط حاد بالدورة القلبية الرئوية مع ازرقاق بالجسم وخروج سوائل ممزوجة بالدم من الفم والأنف وتم البدء بعملية الإنعاش القلبي الرئوي بحضور أعضاء الفريق المعني بعملية الإنعاش إلا أن المريضة لم تستجب وتم إعلان الوفاة الساعة الثامنة وعشر دقائق مساء.
وتابع البيان “ونظرا لعدم قناعة أقارب المريضة بأسباب الوفاة فقد أرسلت لجنة من استشاريي نساء وولادة إلى مستشفى أبو عريش العام وتمت معاينة الحالة بعد وفاتها وعمل أشعة تلفزيونية للبطن أوضحت عدم وجود نزيف داخل البطن، وكذلك عدم وجود أي علامات إكلينيكية أو إشعاعية على انفجار الرحم، كما قامت اللجنة بأخذ إفادة جميع من تعامل مع الحالة في ذلك الوقت.
وعليه فإن سبب الوفاة الفجائية هو حدوث جلطة رئوية حادة وهي من أخطر المضاعفات التي قد تحدث للمرضى لاسيما الحوامل وقد تؤدي إلى التوقف المفاجئ للدورة القلبية الرئوية”.
وأكدت صحة جازان في نهاية بيانها أن المطالبة والبت في قضايا الحق الخاص هو من اختصاص اللجنة الصحية الشرعية وذلك تمشيا مع نظام مزاولة المهن الصحية.
إلى ذلك قالت زهرة حسن وهي والدة المتوفاة إن ابنتها كانت في صحة جيدة أثناء الأشهر الأولى من الحمل، وفي الشهر الرابع علمت بوفاة الجنين.
وأضافت أن زواج ابنتها لم يمض عليه سوى 8 أشهر وكانت تنتظر مولودها الأول بفرحة كبيرة. أما شقيقة زوج المتوفاة فأكدت أن فاطمة قالت لها إن الأطباء أعطوها كثيرا من حقن الطلق وإنها لم تستفد منها. وأضافت “اتصلنا بإحدى المشرفات المقربات التي ذهبت إلى غرفة لولادة وأخبرتنا أن رحم فاطمة انفجر وتوفيت”.
من جانبه، قال زوج المتوفاة فاطمة إنه سيشتكي المستشفى وكل المتسببين في وفاة زوجته. وقال “عشت في حيرة من أمري عندما أسعفت زوجتي حيث كنت متجها بها إلى مستشفى جازان العام إلا أنها رفضت بشدة نظرا لما تتذكره من حادثة رهام الحكمي في ذلك المستشفى ما أجبرني على تغيير وجهتي إلى مستشفى أبو عريش”.
من جهتها، أكدت خالة ضحية الإيدز رهام الحكمي إن رهام شعرت بالحزن العميق بعد سماع نبأ وفاة جارتها فاطمة، وأنها تشعر بالحنين لقريتها وصديقاتها اللاتي اعتادت اللعب معهن.
وعن وضع رهام الصحي قالت خالتها إن الفيروس ما زال خاملا وإنها ما تزال تخضع لبرنامج علاجي مستمر، مشيرة إلى أن خروجها من المستشفى مشروط بتحمل عائلتها مسؤولية ذلك وأن خروجها يستوجب توقف إعطائها العلاج لمدة 3 أشهر ومن ثم تعود لإجراء التحاليل والفحوصات. وأكدت خالة رهام أنها تعطى حاليا عقارا كل 12 ساعة.