الفوزان لأبو سليمان لم يثبت مكان المولد النبوي
قال عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء صالح بن فوزان الفوزان: أنه لم يثبت بنص من القرآن والسنة مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان في معرفته خير لنا لبينه الله ورسوله. وتابع في بيان له بعنوان (حول الاحتفاظ بما يسمى دار المولد النبوي): تكررت الكتابات في الصحف والتحدث في المنتديات من الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عن المكان الذي يزعم أنه موضع مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وأنه يجب الاحتفاظ به وإبقاؤه محافظة على المناسبة الأثرية. ولو ثبت موضع ولادته تاريخيا متواترا كما يدعي الشيخ أبو سليمان لم تشرع لنا المحافظة عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يحافظوا عليه ولم يعتنوا به، إنما تجب العناية بسنته وسنة خلفائه كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الفوزان: وتجب المحافظة على المشاعر التي تؤدى فيها المناسك والعبادات كالمسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفات. وأما البيوت والممتلكات التي في مكة فهي ملك لأصحابها يتبايعونها ويتوارثونها كسائر أموالهم، ولذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى مكة: (أتنزل في دارك غدا) قال صلى الله عليه وسلم: (وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور) أي أن عقيل بن أبي طالب باعها لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وتركها فيمن تركوا من ديارهم وأموالهم وهاجروا إلى المدينة، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل في مكة إذا قدمها في أي مكان تيسر له النزول فيه كما نزل في البطح وفي المعلاة.
وختم الفوزان بيانه بقوله: الاحتفاظ بهذه الأماكن يغري الجهال والمنحرفين بالتبرك بها وزيارتها وقد يظن أنها من جملة المشاعر، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.