المفتي للتجار: أموالكم المودعة في المصارف العالمية وباء على أوطانكم
عاتب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، تجار المسلمين الذين يودعون أموالهم في المصارف العالمية خارج أوطانهم للحصول على الفوائد الربوية، مبيناً أن هذه الإيداعات والمبالغ تستغلها الدول الأخرى المعادية للإسلام في تقوية اقتصادها، والكيد للأمة والحرب عليها.
ودعا آل الشيخ المسلمين إلى وحدة الأهداف والتعاون المشترك والتغلب على الفقر والشح والمرض الذي يستهدف بعض الدول الإسلامية، مؤكداً أن دول الإسلام لديها كثيرٌ من الخيرات والثروات الطبيعية والأموال، ولكنها تفتقد لـ “الإرادة” و”العزيمة” للتغلب على مشكلاتها.
وأوضح مفتي السعودية في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، أن احتياجات المسلمين تختلف من دولة لأخرى، فهناك من تشكو من قلة الموارد، فهي بحاجة إلى دعم، وأخرى تعاني الفاقة والعوز والمرض، فهي بحاجة إلى دعم المشاريع، إضافة إلى أن بلادا إسلامية لديها عقول ناضجة ولكنها تحتاج للدعم المادي لإنعاش اقتصادها، لحل مشكلات البطالة.
وأكد آل الشيخ أن حل كل هذه المشكلات في البلاد الإسلامية يأتي من خلال التعاون بينها، والوحدة والتنسيق بين أبناء الدول الإسلامية، مبيناً أن الأمة لا تنقصها ثرواتٌ طبيعية ولا أموالٌ ولا أيدٍ عاملة، ولكن ينقصها التعاون.
وحث مفتي المملكة على الصدقات وأعمال البر التي تنفع أبناء الإسلام، منوهاً أنها تتمثل في أشكال وألوان متعددة، كبناء المراكز الإسلامية ومساعدة الفقراء والمحتاجين ودعم المؤسسات والأعمال الخيرية، وإنشاء المستشفيات الطبية ودور التحفيظ ومؤسسات البحث العلمي، إضافة إلى كفالة الأيتام.
وحث الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على أهمية الصدقة بين أفراد المجتمع، وأنها تمنح المتصدق انشراحا في الصدر وتقيهِ من ميتة الشر، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء”، مبيناً أنها تبني الجسور وتقوي العلاقات بين الفقراء والأغنياء، وتعود بالنفع على الجميع أفراداً ومجتمعاتٍ ودولاً، وهي برهانٌ على صدق الإيمان.
وقال المفتي، إن للصدقة آدابا على المسلم التقيد بها، يأتي في مقدمة ذلك أن يبتغى بها وجه الله سبحانه وتعالي، وألا تكون نية مؤديها النفاق أو السمعة أو يبتغي المدح من المخلوقين، إضافة إلى أن ينفق مالاً صالحاً خالياً من المحرمات.
وأبان آل الشيخ أن من أنواع الصدقة الجارية الوقف الذي شرعه الله وندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، حيث لم يكن أهل الجاهلية يعرفون الوقف وإنما شرعه النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعا إليه ورغَّب فيه، فقد وقف النبي – صلى الله عليه وسلم – ووقف أصحابه، ولا يزال الناس يوقفون من أموالهم إلى يومنا هذا، مشيراً إلى أن في التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة للأوقاف التي استفادت منها شرائح مختلفة في المجتمع لسنين طويلة، كالمساجد والمدارس والآبار والحدائق والنخيل ونحو ذلك.
ونبه المفتى في حديث سابق إلى أن الأوقاف في عصرنا الحاضر بحاجة إلى تنظيم شؤونها، والطريقة المثلى لإدارتها وتطويرها وتطوير الوسائل الرقابية عليها، وكذلك البحث عن أفضل سبل لاستثمارها واستثمار مواردها بما يجعل الأوقاف أقرب إلى تحقيق الأهداف المنشودة منها، والاستفادة المثلى من ريعها وعوائدها.