الأخبار المحلية

عاملات ورش دون علمهن في تبوك

قادت الصدفة وحدها إلى كشف تلاعب من قبل مؤسسة وهمية سجلت أسماء طالبات بإحدى جامعات تبوك على وظائف لا ينتظر منطقياً أن يشغلنها ومن تلك الوظائف فنية صيانة، وإطفائيات. فقد كشفت «أ.العطوي»، وهي طالبة تدرس بالجامعة عن تسجيل اسمها و20 من زميلاتها على قوائم وزارة العمل والمصلحة العامة للتأمينات الاجتماعية، دون علمهن، لحساب ورشة لصيانة السيارات في مدينة الرياض. وقالت «العطوي» إنها فوجئت لدى مراجعتها لإحدى الإدارات الحكومية لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بطلب تقدمت به لتلك الجهة. وحين سألت عن السبب أخبرت بأن اسمها مسجل في وزارة العمل والتأمينات الاجتماعية. وأضافت أنها عند مراجعتها للتأمينات الاجتماعية في تبوك، طلبت «برنت» يثبت ما أخبرت به، وبالفعل وجدت اسمها مسجلاً لحساب إحدى الشركات في الرياض على وظيفة «إطفائي» وهو ما جعلها في موقف لا تستطيع وصفه، ما بين دهشة وضحك وتألم ممن استغل اسمها وسجلها في إحدى الشركات.
وقادها الموقف إلى مرحلة أخرى، حيث طلبت معلومات عن تلك الشركة، لكنها لم تجد لها عنواناً، وبعد محاولات ودية قامت بسحب كشف كامل من وزارة العمل لبيان معلومات العاملين في المنشأة، وهنا فوجئت بما لم تتوقعه، حيث ضمت القائمة أسماء 20 من زميلاتها في الدفعة بالجامعة نفسها. وتستطرد «العطوي» قائلة راجعت مكتب العمل في تبوك ومكتب التأمينات وبكل سهولة أخبروها أنهم سيسقطون اسمها خلال شهر من تاريخ التقديم. وتساءلت الطالبة، لماذا لا يتم الكشف عن صاحب هذه الشركة الوهمية، ومعاقبته على استغلال اسمها وأسماء زميلاتها لتحقيق مصالح معينة، ما يعني، على حد قولها، أن هناك من سرّب هذه الأسماء، ويمكن أن يكون استغل معلوماتهن في أشياء أخرى، كما طلبت تعويضها وزميلاتها مادياً ومعنوياً ممن استغل أسماءهن بهذه الطريقة غير الشرعية. اطلعت مصادر على وثائق شملت ثلاثة وعشرين اسماً بينها 21 أنثى، تسع منهن على وظيفة إطفائي، وواحدة على وظيفة أمين صندوق وأخرى على وظيفة اختصاصي تطبيقي وخمس على وظيفة إلكتروني صيانة تلفاز وثلاث على وظائف اختصاصي عام وواحدة على وظيفة مندوب مشتريات، فيما جاءت ضمن الكشف وظيفتان لشابين أحدهما طبيب بشري، والآخر على وظيفة أمين متحف. ودلّت شهادة تسجيل التأمينات على أن التسجيل في التأمينات تم في 19 يناير الماضي ما يعني بأن المعلومات حديثة التسجيل، فيما سجلت الطالبة التي كشفت القضية على أجر شهري بمقدار ثلاثة آلاف ريال. وقد أكد الناطق الإعلامي بوزارة العمل حطاب العنزي بعد شرح تفاصيل القضية له، أن الوزارة لا تتعامل بالأشياء الشفهية وطالب المتضررين بتقديم شكوى إلى مكتب العمل في تبوك أو أقرب فرع من مكاتب الوزارة مؤكداً أن الوزارة ستتعامل بكل جدية مع الشكوى ولن تتوانى في تطبيق العقوبات على أي مخالف.