نازحة تتهم أخاها ببيع هوية والدتها المتوفاة لامرأة مجهولة
يتيمة فقدت حنان والديها مذ كانت صغيرة، عانت الأمرّين سواء من الناحية المادية أم حتى الاجتماعية، وما زاد الأمور سوءاً أنها فقدت هويتها السعودية، إذ لم يضمّها والدها إلى بطاقة العائلة الخاصة به، ومن هنا بدأت مأساتها الحقيقية.
وتقول م. محمد عوض: «أنا نازحة من محافظة الحرث، ترعرعت في هذه المنطقة وعشت حياة بائسة وبدائية خصوصاً بعد أن أصبحت يتيمة». موضحة بأنها لم تحظَ بأية فرصة لتحسين حياتها أو مستقبلها بما في ذلك التعليم.
وتضيف: «توفيت والدتي منذ أكثر من 12 عاماً، ولم يتبق لي أمل بعد الله في حياة هانئة إلا بأن أستخرج هوية وطنية بما أن والدي سعودي، إلا أن هذا الأمل وُئِد في المهد بعد أن اكتشفت أخيراً أن أخي باع هوية والدتي إلى امرأة مجهولة».
وتلفت م. محمد إلى أنها ظلت أعواماً طويلة مغيبة عن هذه الحقيقة، «أعيش في قرية الغاوية، قرية بعيدة تنعدم فيها وسائل النقل، كما أنني كنت وما زلت أعاني من ظروف مالية سيئة تحول بيني وبين الخروج من القرية».
وتتابع: «بدأت في مراجعة الأحوال المدنية في الرياض على رغم ظروفي السيئة، فقد كنت أسافر مرة بالطائرة ومرة بالحافلة والله وحده يعلم كم عانيت جراء ذلك، حتى أن قيمة التذاكر كانت بمساعدة بعض فاعلي الخير».
ظلت م. محمد تراجع أعواماً طويلة من دون أن تعرف حقيقة الوضع، أمية لا تقرأ ولا تكتب، كما أن الموظفين بحسب ما تقول لم يكونوا جادين في معاملتها ولم يوضحوا لها المشكلة الحقيقية. وتضيف: «اكتشفت متأخرة أنني كنت أراجع معاملة لفتاة أخرى والسبب في ذلك أنني لا أعرف القراءة، وكان الموظفون يعطونني أرقام معاملات ويقولون راجعي بهذه الأوراق وكنت أراجعهم من دون أن يسألوني عن نوع المعاملة»، موضحة: «تبينت الحقيقة وهي أن المرأة التي اشترت هوية والدتي استخرجت بطاقة هوية وطنية منذ ستة أشهر وكانت صدمة كبيرة لي، فقد تبيّن أنه ليس لي أوراق ثبوتية في هذه البلاد». لم تتردد م. محمد فبادرت فوراً برفع شكاوى عدة على أخيها، «استدعت الجهات الحكومية أخي الذي يسكن في حي منفوحة بالرياض إلا أنه رفض المجيء، كما استدعته إدارة الأحوال في صامطة للتعرف عليّ وأخذ إفادته فحضر، إلا أنه حين اكتشف أمره اختفى، وهو حالياً يتنقل ما بين المنطقة الشرقية والرياض»، مضيفة: «كما أن هيئة الرقابة والتحقيق استدعته ولكنه رفض الحضور».
ولا تخفي الفتاة التائهة استغرابها من تعامل الجهات الأمنية مع قضيتها، «لم تقبض الشرطة على أخي على رغم بيعه وثيقة رسمية وهو ما يُعتبر تزويراً وتلاعباً ربما يمس أمن الوطن، كما أنه ضيّع مستقبلي وأفقدني حقي بالمواطنة وقتل طموحاتي وأحلامي بحياة هانئة». وتتمنى م. محمد من الجهات الأمنية القبض على أخيها وإعادة هوية والدتها حتى يتسنى لها استخراج هوية وطنية في أقرب وقت ممكن.