بدموع أظهرت حرقة في القلب بكى مواطن في الخمسين أمام قاضي المحكمة الجزائية وهو يشكو للمحكمة عقوق ولده البالغ من العمر 19 عاما ورفع يده عليه لضربه بعد أن قام بربطه ورفسه بركبته ووضع قدمه على ظهره وهو مقيد وذلك بتحريض من والدته المطلقة لرفضها الخروج من المنزل رغم مضي عام ونصف العام على طلاقها وأمر القاضي بحبس الشاب على ذمة القضية وأمر رجال الأمن بتقييده بالسلاسل على أن تحال القضية إلى لجنة الصلح لمحاولة الإصلاح وتقريب وجهات النظر لا سيما أن الابن العاق أقر بذنبه وخطأه مرجعا ما حدث إلى انه كان يدافع عن والدته.
وشهدت مصادر جلسة للأب الذي أبدى تجاوبا في العفو عن ابنه شريطة أن تغادر والدته وهو المنزل المستأجر حيث أن العقد باسمه ويضطر إلى دفع مبلغ 40 ألف ريال ويرفض المالك تغيير العقد للغير وقال الأب شارحا معانته أن آخر ماكان يتصوره أن ابنه يربطه ويرفع يده عليه ويهدده لولا تدخل الجيران وقال إن طليقته والدة ابنه هي من تحرضه وترفض مغادرة المنزل رغم أني قد طلقتها بصك شرعي منذ 15 شهرا وقال إنه مستعد للصفح عن عقوق ابنه بشرط الزام الأم وابنها مغادرة المنزل والبحث عن منزل آخر مبديا استعداده لمساعدتهما.
وقررت المحكمة استدعاء الأم الأسبوع بعد المقبل مع الابن العاق لتسوية القضية صلحا على أن تغادر الأم المطلقة المنزل.
وأصدرت محكمة جدة وحدها العام المنصرم نحو 343 حكما في قضايا إيذاء أو عقوق أحد الوالدين، فيما مازالت نحو 200 قضية منظورة ولم تصدر فيها أحكام. في حين تتراجع 95 % من الأمهات الشاكيات ويقررن التنازل عن حقهن في الدعوى بمجرد الحكم بسجن ابنها وتطالب عادة من المحكمة أخذ التعهد.
ويقدر عدد حالات عقوق الوالدين التي حققت فيها هيئة التحقيق والادعاء العام بأكثر من ألف وخمسمائة قضية خلال العام وبلغ عدد قضايا عقوق الوالدين المسجلة خلال العام 1433هـ في محاكم السعودية 1074 قضية، وكشفت وزارة العدل نسبة قضايا عقوق الوالدين الواردة إلى محاكمها حيث كانت النسبة الأعلى لمحافظة جدة بعدد 280 قضية، تليها الرياض 233 قضية ومكة المكرمة 117 قضية وتبوك 66 قضية، فيما بلغت قضايا عقوق الوالدين في المدينة المنورة 60 قضية والطائف 49 قضية و42 قضية في سكاكا و39 قضية في الدمام و36 قضية في حائل و27 قضية في خميس مشيط و18 قضية في أبها و15 قضية لكل من الأحساء والخبر و14 قضية عقوق في نجران و12 قضية في الخرج و11 قضية في عرعر. وسجلت محاكم بريدة وجازان سبع قضايا لكل منهما وست في محافظة ينبع بينما سجلت محاكم الدرعية وعنيزة وصبيا أربع قضايا لكل محكمة منهم، وثلاث قضايا في محكمة أبوعريش، فيما تساوت محاكم الرس والقطيف والخفجي وصمد بواقع قضيتين في كل محكمة، وكانت الجبيل وبقيق الأقل نسبة في قضايا عقوق الوالدين خلال العام الماضي بواقع قضية لكل منهما.
وقال المحامي والمستشار القانوني خالد السريحي إن المحكمة الجزائية تختص بالنظر في قضايا عقوق الوالدين وتعد قضية عقوق الوالدين كلاهما أو أحدهما من القضايا الموجبة للتوقيف.
