العمري أمام اختيار التدريس أو ابنه
وضعت تصاريف الحياة معلماً أمام الاختيار بين عمله وبين صحته هو وابنه. وما لم تقرر لجنة الظروف الخاصة بوزارة التربية والتعليم نقل المعلم أحمد محمد العمري من نجران، فإن الرجل الذي يعاني من مرض نادر يسمى (بهجت) سيجد نفسه مجبراً على الاختيار بين أمرين، إما التضحية بطلابه ورسالته من خلال الاستقالة من وظيفته والبقاء مع إبنه المريض في أحد مستشفيات جدة حيث يتوفر علاج لحالته، أو التضحية بصحته وصحة إبنه من خلال البقاء في نجران حيث لا يوجد علاج لحالة الابن أو الأب. ويقول العمري: عملي وتلاميذي لهم حق علي وأمانة لابد أن أؤديها .. ولإبني كذلك حق علي لابد أن أبر به، مضيفاً أن أوراقه لدى مدير مكتب وزير التربية والتعليم، مناشداً الأخير حل قضيته. وأصيب الإبن بنقص أكسجين حاد أثناء الولادة، بسبب خطأ طبي، أثر على مركز الأعصاب في الدماغ مما تسبب في فقدان الطفل القدرة على النظر، السمع، الكلام، الرضاعة والحركة.
ويسرد العمري معاناته قائلا: كنت معلما بجدة، وفوجئت بتوجيهي من قبل وزارة التربية إلى منطقة نجران، فراجعت الوزارة لأشرح لهم ظروفي فأجابوني بضرورة رفع أوراقي من المنطقة المنقول إليها بعد المباشرة، وسيتم نقلك بناء على ظروفك.
من جهتها أكدت الوزارة وجود أوراق المعلم أحمد العمري في اللجنة، وقالت مصادر مطلعة أن الموضوع وصل للوزارة قبل 8 أشهر، وطلبت منه استكمال بعض الأوراق، ثم تم استلامها منه نهاية شهر ربيع الأول الماضي، مضيفة أن اللجنة ستتخذ ما يحقق مصلحة المعلم والطلاب.