الأخبار المحلية

نحتاج إلى سنتين لإلغاء مقولة لا يوجد سرير من قاموسنا

أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للإمداد والتشغيل إبراهيم حافظ، أن الوزارة تعمل جاهدة لمعالجة مشكلة عدم وجود أسرة للمرضى، مشيرا في حوار مطول وفقا لعكاظ إلى أن الجميع يعمل وفق آلية محددة تضمن للمواطن إيجاد سرير بكل يسر، مؤكدا أن الحل يكمن في المستشفيات التي تم إنجازها وهي في طور التشغيل، مبينا أن الوزارة لديها خطة مكتوبة حتى عام 1440هـ تمكنها من إنجاز أكثر من 60 ألف سرير متاح، وبداية حل هذه المعضلة العامان المقبلان ستكون هي بداية حل هذه المعضلة، مشبها ما يحدث لبعض المرضى المراجعين براكبي باص حمولة 20 شخصا فقط. فإلى مضامين الحوار :
وضعنا المالي ممتاز
المستشفيات تعاني ما هو السبب، هل لديكم مشكلة مالية ؟
ـــ لا نعاني من أي مشكلات مالية إطلاقا، فلم يعد المال عائقا أبدا وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تقصر في شيء أبدا، ونحمد الله أنه في عصرنا الحديث لم يعد المال معضلة بل أقولها بالفم المليان وضعنا المالي ممتاز والموازنات تفي بالغرض وأكثر.
طالما لا تعانون من ضائقة مالية أين تكمن المشكلة ؟
ـــ يا ليت لو تحدد أوجه القصور التي تراها.
سأبدأ معك من العاصمة الرياض، مشكلات مستشفى مدينة الملك سعود رغم قدمه إلا أنه يعاني قصورا في كل التخصصات، ما هي الأسباب طالما المال موجود ؟
ـــ كلما نرتقي بالخدمة الطبية التخصصية تواجهنا معايير كثيرة ومتعددة لا يمكن توفرها حتى لو كان هذا المكان بجوار مستشفى الملك فيصل التخصصي، لاعتبارات عدة أولها البنية التحتية، يعني عندما أفكر في إنشاء مركز قلب مثلا لن يأتي في ذهني أنه يعني غرفة عادية أو جهازا عاديا أو طبيبا عادىا أو ممرضة عادية أو فنيا عادىا، وأتساءل : هل يمكن أنا وأنت أن نصبح فريقا لكرة القدم لكي نلعب، أرى لا بد أن يكون لدينا تيم يستطيع أن يباري وهذا توصيف بسيط، القلب مثل فريق كرة القدم، لا يمكن أن تلعب بدون حارس ممتاز ووسط وهجوم، القلب عمله كبير وليس بسيطا.
ذكرتني بتدهور كرة القدم لدينا، سؤالي لا يحتاج منتخبا نشكله مع بعضنا، المواطن يحتاج فقط لسرير وغرفة مجهزة.
ـــ عندما نتكلم عن القلب وخدماته التخصصية، لدينا جزئيتان بل ثلاث جزئيات، إحداها يتعلق بالجراحة التي لا يمكن أن تقدم عملها في أي موقع، وأخرى تتعلق بأمراض القلب وهي العلاج بالقسطرة، توسعة الوريد وعمل بالونات وفي كل هذه الأشياء البسيطة نكون حذرين في إنجازها، لأنه ربما أثناء إجراء عملية التوسعة قد ينقطع وريد ويحدث نزيف، وهذا يحتم وجود غرفة عمليات قابلة لتفتح صدر المريض، ولا بد من وجود جراح.
هناك مال إذن لماذا لا تنشئون وحدة قلب متخصصة في هذا المستشفى العتيق ؟
ـــ القلب جزء حساس في جسم الإنسان وهو أشبه بدينمو الماء، ولك أن تتخيل لو حصل ثقب في أحد توصيلات الماء، ما يسبب الكثير من المشكلات، ولا يمكن أن تصلح هذا الثقب بسهولة بسبب وجود ضغط، وفي نفس الوقت لا تستطيع إيقاف الدينمو، وفي ما يتعلق بالقلب نشير إلى أن أية حركة جراحية تمس الأوردة، ما يجعل حياة المريض على المحك وربما يتوفى، أما بخصوص التشخيص مثلا لضمور في عضلة القلب هذه ليست معضلة وقد تجدها في أي مستشفى.
الناس تعاني وأنتم تنظرون، نريد عملا يا أبا ريان.
ـــ هل حديثنا للنشر.
نعم للنشر.
ـــ إذن لماذا لا تجلسون مع الدكتور خالد ميرغلاني المتحدث الإعلامي، أنا وضحت له كل هذه الأمور.
الناس لا تكتفي إلا بحديث مع الوزير أو أحد الوكلاء الذين لديهم الحل والربط ولا يريدون متحدثا إعلاميا.
ـــ لماذا لا ترسل كل أسئلتك وأجيب عنها.
هذا يعني أنك لا تثق بنا.
ـــ لا أبدا أريد أن أعطيك كل شيء يشاهده من في الداخل والخارج.
الناس تريد أمرا يفرح قلوبها ولن أحرف كلامك تحت أي ظرف من الظروف، نحن لا نهدف لإثارة الرأي العام، بل نبحث عن الحقيقة فقط، الدولة أعطتكم كل شيء ولم تبخل على صحة المواطن، لماذا لا تعملون من أجل أن تمر سفينة الوطن بسلام، ألست معي ؟
ـــ كلامك صحيح.
إلى متى ستظل مقولة «لا يوجد سرير»، هي التي تستقبلون بها المرضى.
ـــ الحمد لله الوضع يبشر بالخير ونحن للأمانة لدينا خطة لعام 1440هـ مكتوبة ومعلنة، ومن أجل أن نصل إلى الرؤية التي طرحتها نحتاج لسنتين، وهي فترة إنشاء المستشفيات التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين قبل أربعة شهور، وتضم أكثر من خمسة آلاف سرير، نحتاج إلى الوصول لسقف 60 ألف سرير.
60 ألف سرير هل ستصلون إليها عام 1440 ؟
ـــ يفترض الوصول إليها ما بين عامي 1437 ــ 1438هـ، إذ أن هناك مستشفيات تحت الانشاء في طور التشغيل.
كم عدد المستشفيات الجاهزة تقريبا حاليا ؟
ـــ لدينا 29 مستشفى في مرحلة التشغيل، وسبق أن افتتحنا 22 مستشفى، ونأمل أن تضاف في السنتين المقبلتين 12 ألف سرير.
هل هذه الأسرة حقيقية أم وهمية كما قد يشكك البعض ؟
ـــ هذه الأسرة حقيقية وليست وهمية، ولو نظرنا نجد أن في شرق الرياض 500 سرير تم تشغيلها وكذلك في جنوب الرياض، وعلى الأقل صارت
لديك مبان فيها أسرة نحتاج لدعمها بالقوى العاملة بالتعاقد الخارجي من أجل حل إشكالية المواطن في السنتين المقبلتين.
المواطن تواجهه عقبات أيضا في الطوارئ ؟
ـــ نعم أي مواطن يتجه للطوارئ يواجه زحمة، يبحث عن كرسي في أي مستشفى ولا يجده، وهذا الوضع أشبه بالباص الذي لا يحتمل أكثر من 20 راكبا، وعندما يوجد أناس آخرون نطلب من الجالسين على كراسيهم الوقوف لحمل 40 راكبا، والأسرة في الوقت الحالي في المستشفيات لدينا لا تفي بالغرض إلا في حدود 60 في المائة أو 65 في المائة.
نريد تحديد وقت معين للانتهاء من هذه الأزمة ؟
ـــ خلال السنتين الماليتين المقبلتين من خلال تشغيل المنشآت التي هي حاليا تحت التنفيذ.
هذا يعني أن لكل وزير فلسفة، الدكتور المانع على سبيل المثال كانت له فلسفة مختلفة عنكم بموضوع الحزام الصحي ؟
ـــ الدكتور المانع ركز في تلك الفترة على الحزام الصحي ونلمسه اليوم في مدينة الملك فهد الطبية ومدينة الملك خالد، ويوجد فيهما مستشفيان تخصصيان.
طالما ذكرت مدينة الملك فهد الطبية، يقال إنها واحدة من أسوأ المدن الطبية حسب ما يراه المواطن، ما هو تعليقك ؟
ـــ ربما تقصد فترة سابقة، عندما كانت مدينة موجودة ولكن لم يستلمها أحد لتشغيلها .
كان مستشفى الأطفال بالسليمانية واحدا من أفضل المستشفيات بكوادر سعودية، وحاليا وضعه سيئ، ما تعليقك ؟
ـــ كانت هناك مدينة متكاملة على الأرض موجودة، وكانت الفلسفة أن يتحقق تشغيل كامل مع الخروج من المباني المستأجرة، وهذه الجزئية كانت نقطة الحوار، المقترح هو نقل مستشفى الأطفال بالسليمانية ثم المطالبة بإنشاءات إضافية.
وقبل أن يكمل إجابة السؤال استأذن لصلاة المغرب للعودة بعد خمس دقائق لمواصلة الحوار، ولكنه لم يعد.