الأخبار المحلية

العنزي نزل إلى وادي الأديرع لإنقاذ محتجزين وانتهى «شهيدا»

أعلنت إدارة الدفاع المدني في منطقة حائل ظهر أمس على لسان الناطق الإعلامي النقيب عبدالرحيم الجهني العثور على جثة الشاب عبدالله العنزي (21 عاما) داخل بحيرة وادي الأديرع، وذلك بعد عملية بحث دقيقة نفذها رجال الدفاع المدني وفق خطط متتابعة، بدءا من فتح قنوات مائية لتفريغ مياه البحيرة التي يصب فيها الوادي، والتي يتجاوز عمق المياه داخلها 11 مترا، ونظرا لوجود غابة من الأشجار كان رجال الدفاع المدني يرجحون تعلق الجثة بإحداها مما حدا بهم فتح القنوات باستخدام مختلف الآليات لتفريغ المياه حتى طفحت الجثة.

و قال الجهني في بيان إنه بفضل من الله وتوفيقه وبعد عملية بحث استمرت 11 يوما وامتدت إلى أكثر من 60 كم في مجرى الوادي، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية وفرق غواصي الدفاع المدني وفرق البحث والإنقاذ الأرضية، تمكنت ولله الحمد فرق غواصي الدفاع المدني في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح أمس من العثور على جثة المفقود في بحيرة لتجمع مياه وادي الأديرع داخل مدينة حائل، وتم نقلها إلى المستشفى. ونقل الجهني تعازي كافة منسوبي الدفاع المدني وعلى رأسهم المدير العام سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وقدم اللواء عبدالله الزهراني مدير عام الدفاع المدني بمنطقة حائل شكره وتقديره لصاحب الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل على ما بذلاه من جهود كبيرة ومتابعة مستمرة طيلة الأيام الماضية لعملية البحث عن المفقود وتسخير كافة الإمكانيات حتى تم العثور على جثته.
القصة المأساوية لمفقود الأديرع
لم تتوقع أسرة الشاب عبدالله العنزي (21 عاما) الطالب في ثانوية الكسائي بحائل أن يكون ابنها ضمن أعداد المفقودين في حادثة إنقاذ الشابين العالقين وسط وادي الأديرع بمدينة حائل قبل أسبوعين نتيجة الأمطار الكثيفة التي تشهدها مدينة حائل، حيث أبلغت أسرة الشاب عمليات الدفاع المدني عن فقدانه بعد مشاركته مع مجموعة من الشباب في تكوين الحاجز البشري داخل وادي الأديرع لإنقاذ الشابين العالقين وسط الوادي، حيث دخل (عبدالله) الذي يعمل في أحد المجمعات التجارية بجانب دراسته في الصباح للمشاركة في عملية الإنقاذ، وتفاوتت روايات شهود عيان والتي رجحت أن يكون الشهيد عبدالله قد جرفته السيول بعد إنقاذ الشابين مع مجموعة من الشباب، ونتيجة انشغال الجميع بإخراج المحتجزين في حادثة شجرة الوادي، جرفته السيول عقب أن منح صديقه الذي كان أحد شهود العيان محفظته الشخصية والموبايل الخاص به.
وبعد 24 ساعة من إنقاذ الشابين، سجلت إدارة الدفاع المدني بلاغا من أسرة العنزي وأصدقائه عن اختفائه، ليبدأ رجال الدفاع المدني مجددا في تمشيط كامل مجرى وادي الأديرع جوا وأرضا، بما في ذلك مصبات الوادي من جميع الاتجاهات بمشاركة غواصين متخصصين من طلاب مركز تدريب الدفاع المدني.
وكان شهود عيان أكدوا أن عبدالله دخل مع الشباب لتكوين الحاجز البشري لإنقاذ الشابين، وأفاد صديقه بحسب البلاغ أنه لم يره بعد خروج الشباب من الوادي.
فيما نفى بعض الشباب أن تكون السيول قد جرفت أي شخص في الحاجز البشري أثناء عمليات الإنقاذ مع رجال الدفاع المدني.
وكان الناطق باسم مدني حائل النقيب عبدالرحيم الجهني قد أوضح في أول بيان صحفي أن فرق الدفاع المدني بمنطقة حائل تواصل منذ منتصف ليل الأحد 18 جمادى الآخرة أعمال البحث عن أحد المواطنين تم الإبلاغ عن احتمال أن تكون قد جرفته السيول أثناء تواجده في شعيب الأديرع.
وأوضح أن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا من شرطة منطقة حائل يفيد بتقدم أحد المواطنين للإبلاغ عن تغيب شقيقه البالغ من العمر 21 عاما، وذلك بعد ذهابه إلى «وادي الأديرع» لمشاهدة الأمطار بصحبة عدد من أقاربه.
وتضمن البلاغ أن الشخص المبلغ عن تغيبه كان يرتدي ملابس رياضية سوداء اللون، وأنه سلم ساعته وجواله لاثنين من زملائه أثناء تواجدهم بالوادي.
وأفادت الشرطة في بلاغها للدفاع المدني أنه تم ضبط إفادة أحد المواطنين قال إنه شاهد شخصا يرتدي ملابس سوداء اللون، وقد جرفته المياه، كما أوردت شرطة المنطقة « أنه تم الاستماع إلى شهادة شخصين آخرين أفادا بمشاهدة المفقود داخل شعيب الأديرع مع عدد من الأشخاص أثناء هطول الأمطار».