انتقد صاحب المتحف الأثري في طبرجل الشاعر والإعلامي سالم حمدان الشراري، عدم توفير البلديات قطع أراضٍ لأصحاب المتاحف الخاصة لإقامة متاحفهم عليها، مشيراً إلى أنه تقدم لبلدية محافظة طبرجل أكثر من مرة بهدف إيجاد مقر مناسب لمتحفه، بناء على التعاميم والتوجيهات الصادرة بهذا الشأن، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن بحجة عدم وجود موقع حالي للمتحف.
وأعرب الشراري، الذي يعدّ متحفه الأول من نوعه في المحافظة، والذي حظي بأول رخصة رسمية من الهيئة العامة للسياحة، عن أمله في أن تكون هناك مخصصات مالية تصرف كدعم مادي لملاك المتاحف الخاصة، معتبراً من شأن ذلك أن يكون عوناً لهم على الاستمرار والمحافظة على التراث الذي يعدّ مهمة وطنية وتاريخية اختار أصحاب المتاحف تحمُّلها، لافتاً إلى أن تلك المهمة تستنزف جهداً ووقتاً ومالاً كثيراً.
وقال الشراري، في حديثه مع «الشرق»، إن نواة متحفه الذي يضم بين جنباته عديداً من القطع والأدوات الأثرية القديمة، كانت بدايتها جمع قطع ومقتنيات قديمة في مجلس والده، مثل أدوات القهوة والمنسوجات، وغيرها مما كان يستخدمه الأجداد، قبل أن يتطور ذلك الاهتمام ليشمل جمع القطع الأثرية عن طريق شرائها، معتبراً أنها هواية بقدر ما هي ممتعة، فإنها «متعبة ومكلفة وليس لها مردود مادي»، وأشار إلى أنه يمتلك كثيراً من القطع الأثرية، منها أحجار متشكلة بصورة طبيعية على صور أسماك وحيوانات مختلفة، إلى جانب عملات معدنية وورقية قديمة، وأسلحة ومنسوجات ووثائق تاريخية وصور قديمة، وأدوات كان يستعملها الأجداد في البادية.
وأرجع الشراري سبب انقطاع بعض أصحاب المتاحف الخاصة في المملكة عن ممارسة نشاطهم، إلى كثرة التلفيات والفقدان والسرقة التي تتعرض لها المقتنيات النادرة أثناء عرضها، في الوقت الذي يغيب فيه الدعم المادي، مشيراً إلى أن أغلب المتاحف بلا ضمان أو حماية، وأضاف أن ملاك المتاحف قد يواجهون حرجاً في وجود المتاحف في منازلهم، ما يزيد عليهم الكلفة ويضاعف عليهم الإحراج لدى استقبال الزوار.
ولفت إلى لقاء جمعه مع ملاك متاحف خاصة في المملكة برئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، بناء على دعوة خاصة وجَّهها المنظمون للملتقى الأول لأصحاب المتاحف قبل عامين في الرياض، ورأى أنه كان لقاء مثمراً، وعد الأمير سلطان خلاله بتذليل الصعاب كافة أمام ملاك المتاحف، خصوصاً أنهم يعانون من عدم توفر المكان وزيادة التكاليف المرهقة.
