مواطن يكتشف أنه يعيش خارج الوطن منذ 18 عاماً
لم يكن المواطن جمعان عبدالله الزهراني يتوقع أن ذهابه إلى إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة للتبليغ عن هروب خادمته الإثيوبية سيكشف له أنه غير متواجد في الوطن منذ 18 سنة، وأنه يعيش في البحرين، رغم عدم خروجه من المملكة بتاتا.
الحادثة التي أدهشت الزهراني وهو يقف عند نافذة مكتب الترحيل التابع لجوازات العاصمة المقدسة، لم تجدِ فيها الأيمان المغلظة التي أطلقها، والمحاولات المتكررة بالتأكيد أن هذا الماثل أمامهم ما هو إلا ذلك الشخص الغائب حسب قولهم طوال تلك المدة، وأنه لم يسافر خارج الوطن.
وروى جمعان عبدالله حديدان الزهراني تفاصيل الحادثة، فقال: «ذهبت إلى عملي صباحا وإذا بالأهل يتصلون بي ويبلغونني بأن الخادمة الإثيوبية حديثة الاستقدام هربت من المنزل، فتوجهت إلى مركز الشرطة، الذين بدورهم أحالوني إلى قسم الترحيل في الطريق الدائري الثالث (قسم تغيب العمال)»، مشيرا إلى أنه تقدم للإبلاغ عن خادمته الهاربة، فإذا بموظف الترحيل يفيده بمغادرته أرض الوطن لأكثر من 18 عاما وبالتحديد في 25/5/1415هـ عن طريق جسر الملك فهد، «رافضا أن يتقبل شكواي قبل تصحيح وضعي الذي استغرق سنين طويلة مسافرا دون عودة حسب قوله».
وأضاف أنه حاول جاهدا إفادة الموظف بأنه لم يسافر إلى الخارج في حياته، طالبا تصحيح وضع خادمته، فأجابه الموظف «ينبغي عليك تصحيح وضعك وإخلاء ذمتك قبل خادمتك»، فما كان من جمعان إلا أن قدم قسما وأيمانا مغلظة بأنه هو الماثل أمامه حقيقة، معرفا بمعلوماته الشخصية ومكان سكنه وعمله الذي لم يغادره، والتي أخذت وقتا ليس باليسير محاولا بكل الطرق إخبار الموظف بوضعه، إلا أن المحاولات لم تجد نفعا معه، فقام بإحضار كافة المستندات والإثباتات، والتي قدمها في صباح اليوم التالي، لكن لم تكن نهاية الحادثة بالأمر الهين على «جمعان»، فقد أمضى توقيعات عدة على محاضر رسمية أنه لم يكن هو المغادر حقيقة أرض الوطن منذ 18 سنة، ونسي جمعان الغرض الأساسي الذي جاء من أجله إلى قسم تغيب العمال في ما يخص بالتبليغ عن تغيب خادمته لانشغاله بتصحيح وضعه.
إلى ذلك أكد المتحدث الإعلامي لجوازات منطقة مكة المكرمة المقدم محمد الحسين أن هذا الموضوع لا يخص جوازات مكة المكرمة فقط، بل هو مشترك مع جوازات جسر الملك فهد.