الودعان يكشف عن جلسات إلحاد والقويعي يرى فتح الحوار حول أسئلة الشك
يتخوف عدد من الدعاة والمصلحين من تفشي وانتشار الإلحاد بين أوساط الشباب في المملكة العربية السعودية, فيما وصفت الكاتبة الصحفية والاختصاصية الاجتماعية رهام العليط مسألة انتشار الإلحاد بين الشباب في مقالها بعبارة: الخطر الإلحادي يهدد البنية العربية، وأصبحت أشتمّ رائحة الإلحاد بين الشباب العربي.
وأرجع عدد من المهتمين سبب ظهور بوادر الإلحاد، إلى الشبكات الاجتماعية وقنوات التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في تفشي الأفكار العقائدية بين الشباب وساعدت على انتشارها.
وكشف الإعلامي رياض الودعان في حسابه الشخصي على تويتر عن قضايا حساسة تتعلق بالموضوع؛ حيث قال: تحدثت اليوم مع شخص عن الإلحاد، ونقل لي أنه يعرف أشخاصاً ملحدين عدة.. كثير منهم يقرأ كتباً غربية كتابها ملحدون.. وعدد لي مواقع إلكترونية تدعو إلى الإلحاد، ومنها الشبكة الليبرالية.
وأضاف أن هناك جلسات دعوية تدعو إلى الإلحاد، يتم من خلالها التغرير بصغار السن والجهلاء، الذين لا يستطيعون المجاهرة خوفاً من ردة فعل الناس، وربما حكم عليهم بالردة، كما أنهم لا يقبلون أي حوار فيه آية أو حديث، إنما يفضلون حوار العقل فقط.
د. سعد القويعي من جهته، خص الدكتور سعد القويعي الباحث في السياسة الشرعية، المواطن برؤيته عن انتشار الإلحاد قائلاً: لا أعتقد أن الإلحاد في السعودية أصبح ظاهرة -حتى هذه اللحظة لأنه إن وجد، فيعتبر حالات فردية استثنائية، وليست حالة ثقافية عامة، وإذا سلمنا بهذه المقدمة، فلعل من أهم أسباب انتشار هذه الآفة، الانفتاح المعلوماتي الهائل، وتدفقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي غير المراقب، إضافة إلى ضعف الرقابة الذاتية لدى المتلقي.
وأكد الدكتور القويعي أن مصطلح الإلحاد لا يمكن وصف أحد به، إلا من ألحد بالله صراحة، أو شكك في دين الله عز وجل ونال من ذاته المقدسة، أو رسالاته السماوية، أو أساء الأدب في الحديث عن جلال الله، ومقامات الأنبياء، أو تطاول على مكانة خاتمهم، وقال: عندها فقط يمكننا التعامل معه في المقام الأول، باعتباره ضحية من ناحية نفسية، ثم من ناحية فكرية.
وأضاف: حتى نتوصل إلى حلول عملية مبنية على نتائج علمية حول هذه الآفة، فلا بد أن يكون الخطاب الديني الذي من صوره: مناهج التلقين للعلوم الإسلامية مواكباً للتجديد الذي نعيشه، ومتوافقاً مع متغيرات العصر وما يطرأ عليه من تفاصيل علمية وفلسفية وفكرية.
وأردف القويعي قائلاً: إن تصور مقترحات لآليات تحدّ من بوادر الإلحاد يستدعي الدعوة إلى إقامة الندوات العلمية لبناء العقيدة في نفوس الحائرين، وفتح قنوات الحوار حول أسئلة الشك، وقراءة أفكارهم لاحتوائهم واحتضانهم؛ ولتكون نواة إيجابية في التعامل مع أسئلة الشبهات العقدية والطارئة، مشيراً إلى أنه، في المقابل، فإن العمل على إنشاء مراكز متخصصة تعنى برصد مثل هذه الأفكار في شبكات التواصل الاجتماعي أصبح مطلباً مهمّاً؛ لتعميق النقاش في مختلف القضايا العقدية والفكرية.
وكان عدد من العلماء والدعاة في المملكة قد طرحوا في بيان سابق توصيات عدة، في سياق مواجهة خطر الموجة الإلحادية، دعوا من خلالها المثقفين وقادة الرأي في المجتمع إلى خطوات عدة، من قبيل اتخاذ مواقف حاسمة تجاه مثل هذه الأفكار الخبيثة، مع ضرورة التواصل مع الشباب ومناصحتهم لحمايتهم من الأخطار.
وأكد العلماء أن على وسائل الإعلام المختلفة، ضرورة عدم الترويج للكفر والمجون، والوقوف بحزم في وجه مساعي تشويه الدين وتلويث العقيدة، والعبث في عقول أبناء الأمة.
وناشد البيان وزارة الشؤون الإسلامية سرعة توجيه الخطباء والأئمة، بالتركيز على التصدي لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وركز البيان على مخاطبة الآباء والأمهات والمعلمين، بحتمية تحذير الجيل الصاعد من خطورة هذه الموجة التي تهدد الدين واستقرار المجتمع.