6 دولارات شهريا راتب حميدان في سجن كولورادو
كشف عمار العقيل آخر سعودي التقى حميدان التركي داخل سجن كولورادو عن تفاصيل وخفايا الحوار الذي دار بينهما، والذي استغرق ساعتين ونصف الساعة، بحضور سعودي آخر يدعى محمد المغذوي، وضابط مراقب في السجن.. حيث أفصح التركي قبل الجلسة المغلقة التي عقدتها «لجنة الإفراج المشروط» بثلاثة أيام بأن مصيره استمرار سجنه، وعدم الإفراج عنه.
وروى العقيل قصة زيارته للتركي، حيث تقدم بطلب زيارة من خلال المحامي عضو هيئة الدفاع عن حميدان، وبعد صدور الموافقة، أبلغ بتاريخ ووقت الزيارته، حيث كان عند الثانية عشرة ظهرا قبل خمسة أيام، إلا أنه وبالرغم من دخوله بوابة السجن قبل الموعد بدقيقتين، إلا أن حراس السجن تأخروا في إدخال حميدان غرفة الزيارات الخاصة بعشرين دقيقة.
أحضر العقيل معه بطاقة لضيافة حميدان بقيمة 10 دولارات لشراء بعض المكسرات والوجبات الخفيفة من قبل أجهزة آلية داخل السجن، وعندما أتم عملية الشراء، أدخله أحد حراس السجن إلى غرفة واسعة بمساحة 80 مترا مربعا، وفيها عدة طاولات حولها 3 كراسي للضيوف، وكرسي واحد للسجين، بحيث يضمن الحراس مشاهدة وجه السجين، بدلا من جلوسه على كرسي آخر.
وفيما كان العقيل والمغذوي ينتظران دخول حميدان من الباب الذي دخلا من خلاله، فوجئا بأن بابا آخر في الصالة الواسعة يفتح، وما إن دخل ضابط في السجن، حتى سمعا صوتا خلفهما يرحب بهما «يا هلا ويا مرحبا»، كان هو صوت حميدان التركي، وعندما أطل عليهما أقبلا للسلام عليه، فكان أول ما قاله لهما «اعذروني.. أنتم جايين لي في سجن، فما عندي قهوة أضيفكم بها وأقوم بالواجب».
بدا حميدان هادئا، ويتحدث بارتياح واسع، وصار يسرد لهما تفاصيل حياته في السجن، حيث شكا لهما عن الحال التي يعيشها وسط سجناء صنفهم مجرمين ومتعاطين للمخدرات، ومن أعراق متعددة، وقال لهما «لا يمكن أن تتخيلوا كيف أعيش بين هؤلاء المجرمين!!»، وأبلغهما أنه يعمل مرشدا مقابل 20 سنتا، أي 6 دولارات فقط في الشهر الواحد.
وخاض التركي حديثا موسعا حول جلسة «الإفراج المشروط»، ورجح لهما أن استمرار السجن سيكون مصيره، واستبعد الإفراج عنه.
وفيما تحفظت إدارة السجون على جميع أجهزة الهاتف التي كان يحملها العقيل والمغذوي، طلب العقيل التقاط صورة له مع حميدان، فكان نظام السجن يتيح ذلك من خلال ضابط مختص يلتقط صورا للسجين برفقة زائريه، وهناك يدفع مقابلها مبلغا من المال، حيث يحصل عليها بعد عدة أيام، فأبلغ التركي رغبته للضابط المراقب، وهناك استدعي الضابط المصور، حيث التقط عدة صور له مع زائريه الاثنين، لكن إدارة السجن لم تدفع بها إلى التركي حتى مساء أمس، رغم مرور خمسة أيام.
وكان التركي الذي يكمل يوم الأحد المقبل عامه الثامن في السجون الأمريكية، قد تم اعتقاله في الثاني من شهر يونيو 2005م، بتهمة الإساءة في التعامل مع خادمة، وقد قررت محكمة الاستئناف في 25 فبراير 2011م تخفيف الحكم من 28 عاما إلى ثمانية أعوام، وقد مثل أمام اللجنة أمس في جلسة مغلقة داخل قاعة مخصصة للمداولات الأمنية والاجتماعية داخل السجن، حيث كان يواجه واحدا من ثلاثة قرارات، إمام الإفراج عنه، أو تأجيل الإفراج لحين اكتمال مدة تحددها اللجنة أو شروط تفرضها، وإما رفض الإفراج عنه نهائيا، وبالتالي يكون مصيره البقاء في السجن مدى الحياة. فيما أطلق ابنه رسالة إلى الرئيس الأمريكي وحاكم ولاية كولورادو يطالب فيها بالإفراج عن والده، وقد لاقت تفاعلا واضحا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات من خلال الأجهزة الذكية، إذ تجاوز عدد الموقعين عليها 117 ألفا.