الأخبار المحلية

جامعيات يُقبلن على مهنة «ناقشة الحِنّاء»..والدخل الشهري يصل إلى 20 ألفاً

تتفنَّن خريجات جامعيات في رسم زخارف الحناء على أيدي «العرائس»، في موسم الزواجات، وكذلك قريبات العروس والأطفال، ولم يتقاعسن عن العمل، بل استغللن موهبتهن وعملن على تنميتها، خاصة وأن ربح بعضهن كل موسم زواجات يصل إلى أكثر من 20 ألف ريال شهرياً، كما أن منهن من تكسب أكثر من سبعين ألف ريال خلال عام.
22 عروساً في شهر

وذكرت العاملة في نقش الحناء فاطمة العسكري -حاصلة على شهادة كيمياء حيوية من جامعة الملك سعود- أنها بدأت في نقش الحناء في عمر التاسعة، فكانت كثيرة المراقبة للحنايات في عائلتها، اللاتي يمتلكن ذات الموهبة، مشيرة إلى أن نقش الحناء فنٌّ لا يُجيده إلا من لديه مهارة، وبينت أن النقش في السابق كان يعمل عبر أعواد خشبية، ولم يكن متقناً مثل الآن، حيث يتم في الوقت الحالي الاستعانة بالقموع، وحشوها بالحناء بعد نخلها وعجنها، ولم تكن العسكري تضيع فرصة تعلُّم تلك النقوش، فما إن وصلت لسن العاشرة حتى أصبحت فنانة في النقش، وأضافت أن بدايتها كانت عبر النقش على أيدي فتيات العائلة، ثم بنات الجيران، فيما تتلقى في الوقت الحالي حجوزات من محافظة القطيف بأكملها، وكذلك خارج القطيف، مشيرة إلى أنها تشتري خلطة الحناء جاهزة من منطقة الأحساء شهرياً، التي تعطي نتيجة مُرضية للزبونات، حيث يحبِّذن اللون الأحمر المائل للعنابي، وبينت أن هناك 22 عروساً حجزنها لشهر شعبان لتنقش لهن الحناء يوم زفافهن.
وقالت «أذهب بنفسي لمنزل العرائس، ويستغرق عمل الحناء للعروس الواحدة خمس ساعات»، مبينة أنها تتقن نقوش الحناء الإماراتية والهندية والسودانية والبحرينية، وغالبية الإقبال يكون على الحناء الهندية، وذكرت أن أسعارها تتراوح ما بين 300 إلى 600 ريال، وأكدت أن العمل المستقل هو أفضل ما يمكن أن تحصل عليه المرأة.
نقوش إماراتية

وذكرت الحناية نرجس العبدالله -حاصلة على بكالوريوس في علم النفس- أنها تفوَّقت في النقوش الإماراتية، ويُقبل عليها الزبائن من كل حدب وصوب، مشيرة إلى أن دخلها الشهري يصل أحياناً إلى 20 أو 25 ألف ريال، رغم أن أسعارها رخيصة مقارنة بباقي الحنايات، وتقول «لو عملت بشهادتي الجامعية لما كنت سأربح ذات الربح الذي يرزقني به الله حالياً، فأنا أحب عملي، وأخلص فيه، وأجد سعادة كبيرة حين أجد قبولاً بين الناس، لذا لا أرفع أسعاري لأحافظ على زبوناتي»، مشيرة إلى أنها تعمل في الحناء منذ ما يقارب العشر سنوات، وقد بدأت بعد تخرجها في الجامعة مباشرة، وكرَّست كل يومها لهذا العمل، فلا تشعر بملل أو تعب، وبينت أنها استطاعت أن تبني منزلاً لها ولأخواتها اليتيمات من خلال هذا العمل.
78 ألف ريال سنوياً

فيما أوضحت العاملة في نقش الحناء هدى درويش -موظفة في إحدى الشركات- أن أول تجربة لها في الحناء كانت في الصف الأول متوسط، حيث نقشت على يد إحدى قريباتها يوم زفافها، مؤكدة أن طريقة عمل الزخارف تختلف من عاملة لأخرى، مبينة أن سعر الحناء ارتفع عن السابق، لذا قامت برفع أسعار نقوشها، ويبلغ دخلها السنوي من الحناء 78 ألف ريال، والشهري 6500 ريال، فيما تتقاضى من وظيفتها في الشركة 1800 ريال، وحبها للعمل دفعها للاستمرار في الوظيفتين، خاصة وأن الشركة تعطيها دخلاً ثابتاً، وأكدت أن هواية نقش الحناء لا تشعر بتعب خلال عملها، وتستمتع بها، بينما تعاني مَن تعمل في المهنة بدوافع مادية، حيث لا تشعر بأي راحة أو متعة.
حناية منذ 25 عاماً

وذكرت الحناية أمل مخلوق -حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع- أنها بدأت في الحناء منذ 25 عاماً، ولم تلجأ لأي دورات تدريبية لتتعلم النقوش، بل إنها موهوبة منذ صغرها، وقد نمت موهبتها وتحولت إلى عمل يدخل عليها ربحاً مادياً جيداً، وأكدت أنه ليست هناك حناء طبيعية تعطي اللون الأحمر المحبب، بل يجب أن تُدمج معها مادتا البنزين والـ»الميسو» الهندية، التي تعطي الحناء لوناً أغمق من الطبيعي، وبالتالي نتيجة مُرضية للزبونات. وذكرت أن هذه الإضافات تسبب لها مشكلات صحية، حيث تؤثر في الصدر والجيوب الأنفية، كونها مواد كيميائية، إلا أن انعدام الوظائف يجعلها تتمسك بهذه المهنة وتتطور بها يوماً عن الآخر، موضحة أنها تقضي خمس ساعات في وضع الحناء على الأيدي والأرجل للعروس الواحدة، وأضافت أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من الزبونات، من داخل وخارج الممكلة، مثل عمان، وجدة، إلا أنها قصرت عملها على المنطقة الشرقية فقط، وأضافت أن ارتفاع سعر الحناء، والجهد الشاق المبذول فيه، إضافة إلى صعوبة المواصلات، جعلها ترفع الأسعار، مشيرة إلى أن دخلها السنوي يبلغ 60.000 ريال.
احمرار الجلد

وفي سياق متصل، أكد اختصاصي الجلدية الدكتور أنس قادر، في مستشفى عنك العام، أن الحناء الطبيعية لا تسبب مشكلات عند وضعها على البشرة، إلا أن المواد المضافة لها، مثل: البنزين، والميسو، تسبب مشكلات للبشرة، وقد تؤدي إلى احمرار الجلد، وانتفاخه، والإصابة بحكة شديدة، وأوضح أن إضافة البنزين على الحناء لتعطي لوناً غامقاً أمرٌ غير علمي، ولكنه من اختراع السيدات العاملات في الحناء، ويُستحسن أن تضاف الحناء على الجلد من دون أي إضافات كيميائية، للوقاية من الأمراض الجلدية.