العقيد الضاوي: القبض على 395 مفحطاً ومصادرة 6 سيارات في حائل
هواية التفحيط، سلوك مشين ومرفوض من قبل المجتمع، ويعتبر من الرياضات الخطرة وتفريغا سلبيا لطاقة زائدة لدى الشباب، ومخاطره حقيقية في القيادة، وتهور غير محمود العواقب يتعدى خطره ممارسه إلى الجمهور وسكان الأحياء الذين يعانون الإزعاج، وذهب ضحاياه الكثير من الأبرياء. نواف الشمري، فهد الرشيدي، وإسماعيل الصالح يقولون : إذا أردت أن تتعرف على شخص ما، فما عليك إلا أن تظهر مهارتك في التفحيط أمامه. ويتفقون جميعا على أن الشاب يمارس التفحيط لزيادة سمعته عند الشباب وإعلامهم بأنه ذو مهارة عالية في القيادة ومحترف خارق للعادة، وبتلك الطريقة يصاب المفحط بحالة من الهوس بالشهرة، فتجد الشباب يتسابقون للتعرف عليه، وهذا ما يجعله يدمن على التفحيط ولا يقلع عنه.
ومن جهتهم، يصــــر عبدالله الحمود، سامي الحربي، ونواف الجهني على أن التفحيط هوايــــــة جميلــــــة بالنسبــــة للشباب. وزادوا: نحن كشباب نعتبـــره من الهوايات التي نتمنى أن تكون لها أماكن مخصصـــــة في مجتمعنا الذي يزخر بالشباب الذين يحبون هذه الموهبة، ولكنهم محرومون منهـــــا لعدم وجود أماكن مخصصة لهذه الهوايــــة، وكل ما نراه من الحوادث المأســــاويـــــة لا يعود إلى التفحيط بذاتــــه، ولكن لعـــــدم وجود ناد رياضي لتسهل ممارسة هذه الهواية باستخدام شروط السلامة وتحت إشراف الجهات المختصة.
أحد المفحطين بمنطقـــــة حائل (امتنع عن ذكر اسمه) يؤكد أن أسماء الشهـــــرة أو الأسماء المستعارة التي يطلقها المفحطون على أنفسهم أو تطلق عليهم تتحول إلى أسماء دائمة يحققــــون من خلالها الشهرة، مضيفا: لنا جماهير يتابعوننا حتى من خارج مدينة حائل، ويأتــــون لمشــــــاهدة عـــروضنـــــا إلى جانب تلقيهم دعوات الحضــــور عبر الـ«بلاك بيري» ليتم إخبارهم بمواعيد التفحيط وأماكنها.
وطالب الشاب طلال النايف الجهات المسؤولة بتخصيص ساحات معينة لممارسة هواية التفحيط بها، دون وقوع أي مخاطر، بحيث تتوفر بها شروط السلامة لتكون متنفسا لأصحاب هذه الهواية التي يتابعها الكثير من الشباب المراهقين. فيما ناشد كل من خالد المحمدي، سلمان الشمري، وعيد العنزي، القائمين على رالي حائل ألا يغفلـــوا هـــذه الرياضة التي اشتهــــرت بشكــــل كبيـــر، وأن تكـــون تحت مظلــــة الاتحاد السعودي لرياضة السيارات. وأضافوا أن رياضة التفحيط فــي حائل تأخذ نطـــاقـــا واسعا، مؤكدين على أن التفحيط هوايــــة تستقطب الشباب، وأهميتها في بث روح الشباب الحية, ويخالفهــــم الرأي صالح الجهني الذي ذهب إلى أن هوايــــة التفحيط تعــــدت حدودها إلى تعلق الشباب خارج مقــــاعد المركبات وعمل الحركات البهلوانية والمركبة تسير على إطارين، وأثناء سير المركبــــة بشكــــل ســـــريع على الطــرقات العامة، مضيفا أن إنشاء أندية ومواقع مخصصة لممارسة هذه الهوايات واستعراض الشباب لهواياتهم بعيدا عن أماكن الخطر في الطرقات العامة والأحياء والمنتزهات المملوءة بالزوار مهم جدا، بحيث تتوفر في هذه الأندية أقسام لكافة الهوايات التي يمارسها الشباب.
ومن جهته، أكد الناطق الاعلامي بشرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي أن مدير شرطة منطقة حائل اللواء يحيى بن ساعد البلادي وجه أبناءه الشباب بالابتعاد عن أماكن التفحيط وعدم ارتياد هذه المواقع لما لها من خطر على حياتهم، وقد تسبب لهم خسائر مادية وأسرية، مضيفا: شدد مدير الشرطة على إيضاح العقوبة الرادعة لمن يقوم بذلك. وأكد مدير مرور منطقة حائل العقيد بدر الضاوي العتيبي أنه تمت مخاطبة إمارة منطقة حائل حول طلب تطبيق العقوبات المشددة بمصادرة سيارات ستة أشخاص مفحطين في منطقــــة حائل تكرر منهم التفحيط ثلاث مرات، مضيفـــا أن العقــــوبــــات تتحدد بحسب عدد المرات، فالمـــرة الأولى تحجز المركبـــــة 15 يوما مع الغــــرامة المالية ألف ريال مع ايقاف الشخص 10 أيام، المرة الثانية تحجز المركبــــة مدة شهـــــر كامـــل وغــــرامة مالية 1500 ريال وإيقـــــاف الشخص 20 يوما، والمرة الثالثة غرامة مالية 2000 ريال مع حجز المركبة ويتم الرفع إلى الحاكم الاداري لطلب مصادرة المركبة أو تغـــريمة بدفع قيمة المثل مع طلب تشديد العقوبة عليه. وكشف العقيد الضاوي أن إدارة مرور حائل حققت نجاحا ملموسا منذ بداية العام الحالي إلى شهر شعبان في التصدي لظاهرة التفحيط، بالتنسيق المسبق مع عدد من المتعاونين والمخبرين من المواطنين والمقيمين والحريصين على القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، أسفرت عن رصد 395 مفحطا، تتم متابعتهم من قبل شعبة السير بمرور منطقة حائل، وتمت إحالتهم لهيئة الجزاءات التي أحالتهم بدورها للجهات المختصة لتطبيق الأنظمة بحقهم. وأكد الضاوي أنه يتم متابعـــة الفــــارين من إلقــــاء القبض عليهم أثنـــاء التفحيط من قبل البحث والتحري بشعبة السير تمهيدا لمحاسبتهم نظاميا. وشدد مدير مرور منطقــــة حائل على أن دور الأسرة مهم في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع، وما تخلفــــــه من عواقب وخيمــــة مؤكــــدا ضرورة متابعــــة أرباب الأســــر لأبنائهــــم وتوعيتهم من خطر الانسياق وراء تلك الآفة الخطيرة ممارسة أو تجمهرا.