20 عاماً في مستشفى الأمل ولم يسأل عنها أحد
كشف المدير التنفيذي في مجمّع الأمل للصحة النفسية بالرياض، الدكتور محمد القحطاني أن عدد السعوديات اللواتي يتعالجن من الإدمان لدى المجمّع بلغ 161 حالة، منها 117 في العيادات الخارجية و 22 في الطوارئ و 22 في قسم التنويم.
وأكد القحطاني أن نسبة زيارة المرضى النفسيين من قبل ذويهم لا تتجاوز 10 %، مشيراً إلى أن هناك مرضى أمضوا 29 عاماً ولم يزرهم أحد، وهناك جحود ونكران للمرضى النفسيين من قبل ذويهم، مستشهداً بوجود مريضة في المجمّع منذ عشرين عاماً لم يزرها أحد ولو مرة، وقال «حين توفيت المريضة، كثفنا البحث عن ذويها، فحصلنا على رقم هاتف ابنها، واتصلنا به وقلنا لتدفن أمك فأغلق هاتفه، ولم يرد على اتصالاتنا». وأضاف أن المجمّع يستقبل الحالات من الرياض، ومن نجران وجازان، في حين لا يوجد به غير 500 سرير، 42 % منها مشغولة بمرضى مزمنين، لا نستطيع أن نخرجهم، وليس لهم أهالٍ يسألون عنهم ليأخذوهم. مشيراً إلى أن عدد الحالات الطارئة التي يتم استقبالها يومياً في المجمّع تصل تقريباً إلى 100 حالة،55% منها حالات إدمان والباقي أمراض نفسية، وقد لوحظ خلال سبعة الأعوام الماضية أن حالات الأمراض النفسية في تزايد مستمر.
يُغيَّرون عناوينهم
وأضاف»عرضنا المشكلة على أمير منطقة الرياض حينذاك الأمير سلمان بن عبد العزيز، وقد وجّه مشكوراً شرطة منطقة الرياض بمساعدة مجمّع الأمل في تسليم المرضى المتعافين لذويهم، كي يستطيع المستشفى استقبال حالات أخرى، ولكن مع الأسف أن بعض الأُسر تتخذ من مستشفى الأمل دار إيواء لمرضاهم ولا يزورونهم، وبعضهم يغيرون أرقام هواتفهم وعناوينهم ولا تجد له طريقاً، ونعمل حالياً على إضافة 125 سريراً جديداً من أجل تلبية احتياج المنطقة.
سعودة بنسبة 60%
وأكد القحطاني أن عدد الموظفين في المجمّع يقدر بـ 527 شخصاً من الجنسين، نسبة السعوديين منهم تتجاوز الـ 60 %، ويخطط المجمّع إلى توظيف «مرشدات تعافي» من المدمنات المتعافيات، بعد أن تثبت نجاح التجربة مع مدمنين رجال منّ الله عليهم بالشفاء، حيث تم إعطاؤهم دورات ومحاضرات، حتى دخلوا في المنظومة العلاجية تحت مسمّى « مرشد تعافي» وكان لهم دور إيجابي في مساعدة كثير من المدمنين والمرضى على الشفاء، وقال «بعد نجاح هذه التجربة كان لابد لنا من فتح المجال للنساء اللواتي منّ الله عليهن بالشفاء من الإدمان، من خلال منحهن دورات، اعتماداً على خبرتهن، وتجربتهن في التعافي، وعرض المآسي التي أضرّت بحياتهن حين كن مدمنات، ومن أهم شروط توظيف المدمنات بهذه الوظيفة، أن يكن قد شفين تماماً، وأمضين أكثر من سنتين في برنامج التعافي، وأن يكون لديهن الثقافة الكافية والقدرة على مساعدة المدمن في الإقلاع عن الإدمان، كما تخضع لتقييم قدراتها، ثم يتم توظيفها بشكل رسمي بعد إثبات كفاءتها، ويصرف لها راتب ومكافآت وتحصل على كل المزايا التي يحصل عليها أي موظف في مجمّع الأمل للصحة النفسية.
أزمة الطوارئ
وحول ازدحام الطوارئ الذي تعاني منه معظم المستشفيات الحكومية يقول الدكتور القحطاني «لا يوجد مستشفى لا يعاني من أزمة في قسم الطوارئ، وتتفاوت النسبة من مستشفى لآخر، فلدينا في طوارئ مجمّع الأمل 12 سريراً، 7 منها للرجال و5 للنساء، ومدة التنويم فيها تتراوح بين « 3» إلى « 7» أيام.
وأشار إلى أن انتظار المواعيد في العيادات الخارجية كان يستمر لأكثر من « 3 أشهر، وتم توفير عيادات تخدم المريض في نفس اليوم منذ عام ونصف.