بلقيس: نسيتوني أكملوا علاجي
أرجوكم (كملوا علاجي عشان أمشي) بهذه العبارة البريئة التي يكتنفها الحزن بدأت بلقيس التي لم يتجاوز عمرها العشرة أعوام سرد معاناتها عن عدم إكمال علاجها داخل المدينة الإنسانية بالرياض والاستمرار في تقديم الرعاية الصحية لها داخل المدينة الإنسانية ومواصلة علاجها من مرضها الذي شخصه الأطباء بأنه شلل دماغي أقعدها عن الحركة والاعتماد على نفسها بحسب التقارير التي تثبت حالتها.
تقول بلقيس: «لم أصدق عيني من الفرحة حينما رن هاتف والدي في شهر رمضان من عام 1433هـ وحينما استفسر والدي عن هوية المتصل شاهدت ابتسامته العريضة أثناء المكالمة وهو يشير إلي بإبهامه بأن المكالمة بخصوصي وإشارته كانت تعني بأن الأمر جيد بالنسبة لي وسمعته يقول متى نحضر بلقيس، حينها تأكدت أن هناك خبرا سارا لي بخصوص حالتي وحينما انتهى والدي من المكالمة أبلغني فرحا بأن المدينة الإنسانية بالرياض طلبت حضوري لبدء علاجي فيها ولكن فرحتي لم تدم !!».
ويستكمل والدها (س .م) الحديث بقوله: «مكث طلبي لعلاج ابنتي الذي تقدمت به في شهر رمضان من العام 1431هـ للديوان الملكي حبيس الأدراج والذي أوضحت فيه بأن علاج بلقيس موجود بحسب نتائج التقارير المرسلة إلى المدينة الإنسانية حينذاك وبالفعل صدر توجيه في العام الماضي يقضي بحضور بلقيس إلى المدينة الإنسانية للبدء في مراحل علاجها وسافرت بها إلى هناك ومكثت داخل المدينة قرابة الستة أسابيع وتم خلالها إجراء الفحوصات المخبرية والتي أكدت نتائجها تركيب جبارة كاملة على جسم بلقيس وكذلك إجراء عدد 6 عمليات جراحية لها وأبلغوني بعد الـ 6 أسابيع بأنهم قرروا خروج بلقيس وسيقومون بالاتصال بي بعد مرور 3 أشهر لإكمال مرحلة علاجها ولكن رغم مرور أكثر من 6 أشهر منذ خروجها إلا أنه لم يتم الاتصال بي لإحضار ابنتي التي صرفت على علاجها داخل وخارج المملكة أكثر من 220 ألف ريال ولم يعد بإمكاني تحمل تكاليف علاجها الباهظ مقارنة بإمكانياتي المادية المحدودة».
وأكد والد بلقيس بأنه استفسر هاتفيا من قبل المدينة الإنسانية عن عدم السماح مجددا بدخول ابنته للعلاج، ولكن أحد المسؤولين فيها أبلغه بأن قيمة الجبارة التي تقارب 26 ألف ريال وكذلك تكاليف العمليات الجراحية لم تصل اعتماداتها المالية من وزارة الصحة للمدينة الطبية للبدء في إكمال علاج بلقيس.
وأضاف والدها بأن بلقيس ترفض هذه الأيام الذهاب إلى المدرسة وحينما سألناها عن السبب قالت: (مالفائدة .. أنا درست سابقا لأني كنت أتلقى العلاج وسأمشي ولكن الآن لماذا أدرس وأنا سأمكث حبيسة هذا الكرسي المتحرك).
وناشدت بلقيس وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قائلة: (يا دكتور عبدالله أنت أحسن دكتور للأولاد والبنات الصغار شفتك وأنت تسوي لهم عمليات في التلفزيون وأكيد راح تسوي لي عمليات وأمشي).
كما ناشد والدها وزير الصحة بتسهيل إكمال علاج ابنته التي تذرف والدتها الدموع يوما بعد يوم وهي تشاهد ابنتها وهي تتألم وتبكي أمامها وخاصة حينما توقف علاجها !!.