أخلاق مبتعث تجبر أمريكية على مرافقته داخل غرفة العمليات
الأخلاق العالية التي يتحلى بها المبتعثون في أمريكا عززت من تقدير واحترام الشعب الأمريكي للسعوديين، وقد تمثل ذلك في إصرار إحدى النساء الامريكيات التي يقيم عندها المبتعث السعودي لدراسة الدكتوراة منير العتيبي لترك أسرتها وأطفالها وزوجها لمرافقته في المستشفى خلال إجراء العملية التي أجريت له أمس الأول.
وتعود تفاصيل القصة التي رواها المبتعث العتيبي، حيث قال «إنني تعرضت خلال الأيام الماضية لأزمة حادة في التنفس خلال الليل على خلفية تعرضي لحادث منذ فترة وأهملت علاجه بالطريقة الصحيحة بعد فشل العديد من العمليات التي أجريت لي، وعندما تفاقمت الحالة راجعت المستشفى في ريتشموند وقرر لي عملية جراحية نادرة صباح الاثنين، فقررت الذهاب بمفردي بعد أن أشعرت بعض الزملاء القريبين مني بذلك، رافضاً مرافقتهم لي حتى لا أشغلهم عن دراستهم».
وأضاف: «عندما دخلت المستشفى تفاجأت بالمرأة الامريكية التي أقيم عندها خلفي في المستشفى، قائلة إنني لحقت بك لأرافقك حتى تخرج من غرفة العمليات وأطمئن على صحتك، إلا أنني رفضت ذلك وحاولت إفهامها أن الموضوع لا يستحق منها كل هذا العناء، إلا أنها كانت مصرة على رأيها بل ظلت تتحدث مع الأطباء عن كل صغيرة وكبيرة، خصوصا أنني سبق وأن حدثتها عن تفاصيل الحالة، فيما ظل زوجها يتابع أخباري معها حتى خروجي من غرفة العمليات». وقال العتيبي: «الحمد لله تكللت العملية بالنجاح وعند خروجي عدت الى منزل أسرتها، حيث أقيم معهم، فقابلني رب الأسرة والأبناء بالورود والهدايا».
وعبر العتيبي عن تقديره للأسرة الامريكية ووقفتها معه، مشيراً إلى أن هذا الموقف ليس تقديرا لي بل هو تقدير للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، كما قدر العتيبي وقفة وزيارة رئيس النادي السعودي طالب الدكتوراة تركي المقيطيب ومساعديه طالب الدكتوراة الزميل عبدالمحسن الحارثي وعبده عجيبي وأعضاء النادي الذين زاروه واطمأنوا عليه، كما ثمن العتيبي زيارة واتصال إخوانه المبتعثين في ريتشموند الذين حرصوا على إحاطته بالرعاية والاهتمام والزيارة طوال اليومين الماضيين مما أدهش العائلة الامريكية من هذا التواصل والتآلف الكبير فيما بين أبناء المملكة، كما قدم العتيبي شكره وتقديره لكل من اطمأن عليه سواء حضوريا أو هاتفيا، كما قدر زيارته والالتقاء به.
أخلاق كريمة للسعوديين
الى ذلك، أكدت ربة الأسرة الأمريكية، التي يقيم عندها العتيبي، وهي امرأة مسنة خلال حديثها عند زيارتها العتيبي في مقر إقامته ان الإنسان السعودي يفرض احترامه بأخلاقه العالية، قائلة إنها تعد «منير» ابنا من ابنائها، فيما قدر رب الأسرة توافد السعوديين على منزله. مشيراً إلى ان منير يحظى بحب الأسرة والأبناء جميعا لما يتمتع به من أخلاق كريمة.
وقد ظلت البسمة ملازمة لرب الأسرة وابنائه طوال الزيارة، ووفروا مجلسا للاستقبال كما جهزوا جلسة خارجية في فناء المنزل لمن يرغب في ذلك.
ثمار برنامج الملك
من جهته، قال رئيس النادي السعودي بريتشموند تركي المقيطيب ان هذا الاحترام وهذا التقدير هو احدى ثمار برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، الذي لم يكن هدفه فقط التعليم بل من أهدافه التواصل مع المجتمع الامريكي وتعريفه بثقافتنا التي كان نتاجها الاهتمام بالمبتعث العتيبي.
وأضاف انه اندهش حين استقبله رب البيت وزوجته وابناؤه بالسلام والترحيب باللغة العربية، مؤكدا على جميع المبتعثين بضرورة الحرص على تمثيل المملكة أحسن تمثيل وعكس الصورة الحقيقية لوطنهم أمام الشعب الامريكي.
يذكر ان الأسرة تتكون من زوج وزوجته وثلاثة من الأولاد.