لجنة تحقق في وفاة فتاة حائل والاشتباه بخطأ طبي
شكّلت المديرية العامة للشؤون الصحية في حائل لجنة للتحقيق في وفاة فتاة في مستشفى الملك خالد في حائل، أمس، بعد تدهور حالتها إثر عملية جراحية لاستئصال المرارة وتعرضها لنزيف داخلي أرقدها في العناية المركزة ثلاثة أيام قبل الوفاة.
وأكد متعب الضمادي المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في حائل بالنيابة أن اللجنة باشرت مهامها أمس ولا تزال التحقيقات جارية، وفور الانتهاء منها سيتم إصدار بيان توضيحي يبين أسباب الوفاة.
وفي تداعيات أحداث القضية، نجحت الجهات الأمنية في حائل من القبض على شاب “28” عاما حاول اقتحام مستشفى الملك خالد وبحوزته سلاح من نوع “رشاش” للانتقام لشقيقته التي توفيت في المستشفى فور تلقيه خبر وفاتها، وذلك بعد أن أدخلت غرفة العمليات لاستئصال “المرارة” إلا أن حالتها ساءت في غرفة العمليات، ما تسبب في نزيف حاد فارقت بعدها الحياة.
وطوقت الجهات الأمنية المستشفى فور البلاغ الذي تلقته غرفة العمليات من ذوي الفتاة للقبض على ابنهم قبل انتقامه من الطبيب الذي يعتقد أنه المتسبب في وفاة شقيقته من خطأ طبي، وألقت القبض عليه عند بوابة المستشفى الخارجية.
وأكد العقيد عبد العزيز الزنيدي الناطق الإعلامي في شرطة منطقة حائل أن العمليات بُلغت من ذوي مواطن يدعون أن شقيقتهم توفيت في مستشفى الملك خالد نتيجة خطأ طبي، وأن أخاهم “28” عاما أخذ سلاحه الرشاش متوجها إلى المستشفى وهو منفعل جدا، وعلى الفور تم التأكيد على الدوريات الأمنية ونشرها على الطريق المؤدي إلى المستشفى، وعند اقتراب المدعو من بوابة المستشفى الشمالية الخاصة بالزوار قبض عليه من قبل أفراد الدوريات وهو يحاول الدخول بسيارته، وتم نزع الرشاش من يده وهو محشو بست طلقات، وجرى إيقافه رهن التحقيق وما زال التحقيق جاريا.
وكانت جملة من الأخطاء الطبية أجبرت الدكتور عبد العزيز النخيلان مدير مستشفى حائل العام السابق، لتقديم طلب إعفائه من العمل قبل عدة أشهر احتجاجا على نقص الخدمات في المستشفى، وكثرة الأخطاء الطبية التي كان آخرها عملية نقل دم خاطئ أدت إلى وفاة جنين وإصابة والدته بفشل كلوي في رمضان الماضي.
وأعادت وفاة الفتاة الحائلية تردي الخدمات الطبية في منطقة حائل للواجهة من جديد، حيث تعاني المنطقة من ترد شامل للخدمات الطبية المقدمة في مستشفى حائل العام المنشأ قبل نحو 50 عاما ومستشفى الملك خالد المنشأ قبل نحو 30 عاما إضافة لتعثر عدد من مشاريع المستشفيات الجديدة في المنطقة التي يأتي من أبرزها مستشفى حائل التخصصي بسعة 500 سرير.
وكانت قضايا الأخطاء الطبية في مستشفيات حائل قد تجاوزت خلال الـ 24 شهرا الماضية التي تم الرفع بها للهيئة الصحية الشرعية في منطقة القصيم أكثر من 35 خطأ طبيا بواقع 1.45 حالة خطأ طبي شهريا في جميع مستشفيات منطقة حائل، حسب ما أكدته مصادر حيث تم إصدار أحكام مختلفة في عدد منها ما بين غرامات مالية وحسم من رواتب الأطباء أو الفنيين المتسببين في الأخطاء، بينما لا يزال عدد كبير منها منظورا لدى الهيئة الصحية الشرعية، ويتصدر مستشفى الملك خالد أكثر عدد الأخطاء الطبية، حيث بلغ عدد الأخطاء الطبية التي وقعت من قبل الأطباء فيه 13 حالة، وحل مستشفى النساء والولادة في حائل ثانيا بعشر حالات أخطاء طبية، بينما خرج مستشفى حائل العام بنصيب ثماني حالات من الأخطاء ومستشفى محافظة الشنان والشملي ثلاث حالات.
وتقاسم كل من مستشفيات أنبوان والراشد وسلامات والحائط بقية الأخطاء الطبية التي رفعت للهيئة الشرعية في القصيم بحالة واحدة من كل مستشفى، وجاءت أخطاء النساء والولادة الطبية الأكثر على مستوى الأخطاء، حيث بلغ عدد أخطاء النساء والولادة 19 خطأ طبيا، وقعت من أطباء النساء والولادة على مستوى المنطقة، وأربع حالات أخطاء وقعت من أطباء الجراحة، وثلاث حالات من أطباء العظام، بينما توزعت بقية الأخطاء بين إخصائي الأوعية الدموية وإخصائي المسالك والمخ والأعصاب وإخصائي التخدير وطبيب الطوارئ.
وكانت أبرز الأخطاء الطبية حقن فصيلة دم في مريضة بالخطأ في قسم الولادة بمستشفى حائل العام أودت بحياة الجنين وإصابة الأم بفشل كلوي، حيث تتواجد حاليا بشكل مستمر في وحدة الكلى للغسيل، وكان آخرها توقف الأوكسجين عن مريضة في قسم العناية المركزة في مستشفى حائل العام أودى بحياتها.