القرشي: طليقتي خططت لخطفي
كشف المواطن السعودي الذي كان مُختطفاً منذ أسابيع على الحدود السورية اللبنانية، خالد فاروق القرشي، أنه احتُجِزَ في منطقة تتبع مدينة يبرود السورية وتسمى «شعبة شمستة».
وروى القرشي الذي بات حراً منذ السبت الماضي، تفاصيل فراره من خاطفيه قائلاً: «قمت صباح السبت لأداء صلاة الفجر فوجدت أحد أبواب مكان احتجازي مفتوحاً فاستخرت وقررت الهروب».
وبيَّن القرشي، وهو يعمل في الدعوة الإسلامية، أنه وبعد الهروب من موقع الاحتجاز، ظل يركض نحو نصف ساعة حتى وصل قرية يعمل أهلها في رعاية الأغنام فالتقى طفلاً يبلغ من العمر 15 عاماً ويعمل راعي أغنام اصطحبه إلى منزل أسرته.
وقال إن عدم وجود والد الطفل راعي الأغنام في المنزل دفع والدته إلى عدم إدخاله وتوجيهه بالاختباء داخل كوخ للدجاج بعد أن عَلِمت بأمره. وبحسب القرشي، عاد ربّ المنزل واتفق معه على أن يحصل منه على عشرين ألف دولار، كان أحد فاعلي الخير تبرع بها له لفك أسره، فوافق ليتم نقله بعدها إلى مدينة عرسال اللبنانية بمعرفة شقيق رب المنزل وهو فرد في الجيش السوري الحر. وفي عرسال، التقى القرشي شخصاً يدعى «أبو إبراهيم» سلمه إلى الأمن اللبناني الذي استوقفه يوماً كاملاً واستجوبه قبل أن يقرر تسليمه إلى سفارة المملكة في بيروت.
وذكر القرشي أن عملية اختطافه تمت بالتنسيق بين طليقته السورية وأفراد العصابة.
وعن ظروف اختطافه، أفاد القرشي بتعرضه للتعذيب والضرب بالسياط الكهربائية بجانب محاولة غير ناجحة لقطع أصابع إحدى يديه. وأشار إلى أن المنطقة الحدودية التي كان مختطفاً فيها بدت أشبه بمحطة بنزين تُسمَع فيها أصوات الصواريخ ويُشاهَد الطيران الحربي في سمائها.
وعن أسباب الاختطاف، اعتبر أنها عملية مساومة مالية وتصفية حسابات لكونه سعودياً، وأوضح قائلاً: «كانوا يسبونني بسبب جنسيتي خصوصاً كلما كان هناك إطلاق نيران أو قصف، حيث كانوا يقولون لي: أنتم في نعمة ونحن في جوع». من جهته، أكد نائب رئيس شؤون السعوديين في سفارة المملكة في بيروت، خالد الخالد، صحة نبأ وصول القرشي إلى السفارة ووجوده فيها حالياً. وكان عبد المحسن القرشي، شقيق خالد، قال للصحيفة، في عددها الصادر في 12 يونيو الجاري، إن «خالداً كان متزوجاً من امرأة سورية قبل عشرة أعوام، وبعد قدومها للمملكة واستقرارها عدة أشهر، طلبت العودة لموطنها سوريا برفقة ابنتها، وعند تصاعد وتيرة الأحداث الأخيرة في سوريا، اتصلت طليقة أخي به وطالبته بالسفر إلى سوريا لأخذ ابنته ودفع مبلغ مائة ألف ريال لها كمساعدة مالية، ولكنه رفض هذا المبلغ، ووعدها بمساعدة تقدر بعشرة آلاف ريال فقط». وأكمل عبد المحسن القرشي: «عند إصرار أخي على الذهاب إالى سوريا لإرجاع طفلته، بادر بالسفر إالى بيروت وذهب فور وصوله للسفارة هناك وطلب مساعدتها لإرجاع ابنته من على الحدود السورية اللبنانية، ولعدم توفر المبلغ المقدر بعشرة آلاف ريال طلب المساعدة من موظفي السفارة الذين قاموا بجمع المبلغ». وأفاد بأن خالد القرشي خُطِفَ قرب قرية على الحدود حيث استوقفته مجموعة مسلحة مكونة من سبعة أشخاص وقاموا باختطافه.
وكشف شقيق المخطوف أن العصابة كانت تُجري اتصالات هاتفية به كل ثلاثة أيام للسؤال عن المبلغ المطلوب كفدية وهو مائة ألف دولار.