الضغوط المادية تُجبر والدة لمى على التنازل عن القصاص مقابل الديَّة
تنبئ الأيام المقبلة عن دخول قضية الطفلة المعنفّة «لمى» منعطفاً آخر، بعد قرار والدتها التنازل عن حقها الخاص مقابل استلام الدية الشرعية كاملة. وهو ما يُعدّ تراجعاً عن موقفها السابق الذي كررته، وقالت فيه إنها لا تريد سوى الحكم بقتل الأب تعزيراً وقتل زوجته الأخرى قصاصاً بسبب اشتراكها معه في الجريمة.
وقالت والدة لمى إن تغيّر موقفها يعود إلى «قصر ذات اليد والحاجة المادية»، مضيفة أنها تود العودة إلى مصر لرؤية أسرتها التي لم تتمكن من الالتقاء بها منذ 11عاماً، متسائلة عن الفائدة من سجن الأب، أو الحكم عليه بالقتل وهي مكبلة بالديون ومقيدة بإيجار منزل، وإعالة أبنائها الآخرين. وأشارت الأم إلى تباعد جلسات المحاكمة، وعدم تمكنها من استخراج صك حصر الإرث من الرياض للظروف ذاتها، مضيفة أنها أجرت اتصالاً مع المحقق في هيئة الادعاء والتحقيق العام للوصول إلى قاضي المحكمة خالد الرشود، الذي أخبرها بدوره أن القاضي يقضي إجازته السنوية.
الأم المكلومة التقتها الصحيفة في «بازار» الأسر المنتجة المقام حالياً في العثيم مول، وروت مأساة طفلتها التي شغلت الرأي العام في المملكة منذ انتشار تفاصيل جريمة العنف التي آلت إلى وفاة الصغيرة ذات السنوات الخمس. وقالت إنها لا يمكنها مواصلة المحاكمة المتباعدة في جلساتها، وظروف رعايتها لثلاثة أبناء آخرين فرضت عليها اتخاذ القرار الصعب رغم الألم الشديد الذي لحق بها منذ اكتشافها الجريمة.
وكان من المقرر أن تشهد الجلسة الأخيرة النطق بالحكم في القضية، ولكنها رُفعت إلى الاستئناف بطلب من مفوض هيئة حقوق الإنسان ممثل والدة الطفلة في الحق الخاص المحامي تركي الرشيد، بناءً على المادة 129 من نظام الإجراءات الجزائية، التي تنص على أن جرائم القتل والقطع والرجم لابد أن تقوم بنظرها لجنة من ثلاثة قضاة.
وبناءً على ذلك، قرر رئيس المحكمة، خالد الرشود، الاستجابة برفع القضية للنظر المشترك، وتم تأجيلها إلى 22 جمادى الأولى المنصرم، ولكن الجلسة تأجلت مرة أخرى، ولم يحدد وقت الجلسة المقبلة.
وكانت قضية الطفلة قد شغلت الرأي العام السعودي بعد انتشار تفاصيل جريمة التعنيف التي تمّت على يد والدها الذي تسبّب لها في كسور في الجمجمة وحروق متفرقة في جسمها وآثار تعنيف مريبة، ودخلت في غيبوبة أربعة أشهر قبل أن تتوفى قبيل عيد الأضحى الماضي. وقد كشفت التحقيقات الجنائية والفحوص الطبية عن تعرّض الطفلة ذات السنوات الخمس للضرب المبرح بسوط وأسلاك كهرباء، أثناء وجودها تحت رعاية والدها الذي أخذها من أمها المطلقة منه لمدة أسبوعين، لكن الوالد لم يعد الصغيرة إلى أمها.
وقالت الأم إنها كانت مسؤولة عن حضانة الطفلة بموجب حكم قضائي سابق، على أن تزور والدها بين مدة وأخرى، وفي شعبان الماضي سلمت الصغيرة لوالدها الذي يعيش في مدينة الرياض، على أن تعود بعد أسبوعين، لكن الصغيرة لم تعد، وحين راحت تسأل عنها هاتفياً قوبلت أسئلتها بـ «تجاهل» أثار قلقها. وبعد أيام استُدعيت إدارة مستشفى الشميسي في مدينة الرياض لتخبرها عن حالة الطفلة التي كانت في غيبوبة، قبل نقلها إلى مدينة الملك سعود الطبية. وقالت الأم إنها صُدمت بأن إصابات الطفلة البالغة يقف وراءها والد الطفلة نفسه الذي اعترف بكل تفاصيل الاعتداء وأوصل الصغيرة إلى سكتةٍ دماغية شديدة أدت إلى تلف الأعصاب وجلطة في المخ وعدم ارتفاع ضغط الدم من الجهة اليمنى، علاوة على كسرٍ بجانبها الأيمن كاملاً وكسرٍ آخر في اليد اليسرى. وبقيت في الغيبوبة قرابة أربعة أشهر.
والدة لمى
دخلت المملكة زوجة لمواطن سعودي أنجبت منه ثلاثة أطفال.
بعد وفاته تزوجت بوالد «لمى»، وطلّقها وهي حامل بالطفلة.
دخلت معه في نزاع قضائي انتهى بمنحها حق الحضانة.
بقيت الطفلة تزور والدها بين فترة وأخرى.
في شعبان الماضي تسلّمها والدها في زيارة معتادة.
تعرضت الصغيرة للتعنيف أثناء إقامتها مع والدها.
دخلت غيبوبة بعد تعرضها للضرب المبرح.
توفيت بعد أربعة أشهر من غيبوبتها.
تم إيقاف والدها على ذمة القضية.
نظر القضاء في القضية أربع مرات حتى الآن، ولم يصدر أي حكم.