تحقيقات الباحة: قاتل والده مختل عقليًا.. والمجني عليه إمام مسجد
كشفت التحقيقات المبدئية أن قاتل والده في الباحة أمس الأول شاب مختل عقليًا في الثانية والثلاثين من العمر، ارتكب جريمته لخلاف عائلي، وكان ع.ح أقدم على قتل والده المسن حسين.ز 81 سنة بعصا غليظة وذلك في قرية آل عمر بقلوة بمنطقة الباحة، وباشرت الجهات الأمنية بشرطة محافظة قلوة الحادثة بقيادة المقدم عبدالعزيز الغامدي وتمكنت من القبض على القاتل الذي وجد في الموقع، وقد اعترف بجريمته، وكشفت مصادر أن القتيل متقاعد كان يعمل في الاتصالات الإدارية ببلدية محافظة قلوة وإمام مسجد سابق وعُرف عنه حبه ونشره للخير والإصلاح بين الناس ولديه ستة أبناء وثلاث بنات، وأشارت المصادر إلى أن القاتل يعاني من الاختلال العقلي وكان يتنقل بين جدة والمدينة والباحة عند إخوانه للعلاج في المصحات النفسية وترتيبه الثاني بين إخوانه الستة، واستغرب أهالي القرية الحادثة لأن القاتل مختل عقلي لا يشعر بالآخرين، وكشف مساعد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الباحة المقدم بندر الغامدي أنه في تمام الرابعة والنصف من مساء أمس الأول تلقت غرفة عمليات شرطة الباحة بلاغًا من مواطن يفيد بوجود والده (٨١) مقتولاً بمنزله بقرية آل عمر بمحافظة قلوة، وفورتلقي البلاغ انتقل المختصون إلى الموقع الذي وُجد به المواطن ملقى على ظهره به إصابة من الجهة اليسرى من رأسه، ومن خلال المعاينة لوحظ أن الجثة تم سحبها من موقع الحادثة من الغرفة لدورة المياه ومن ثم العودة بها إلى الغرفة مرةً أخرى، كما وُجد في الموقع ابنه ع . ح والذي اعترف خلال التحقيق المبدئي بقتل والده بمفرده وذلك بضربه على رأسه بجذع شجرة غليظ.
من جهة أخرى أكد عدد من أهالي قرية أل عمر بمحافظة قلوة أن قاتل والدة كان يعاني اختلالًا عقليًا منذ صغرة وزاد نشاط الحالة النفسية عليه بعد كبر والده ووفاة أمه، مشيرين إلى أنه انقطع عن مراجعة مستشفى الصحة النفسية وتناول الأدوية المهدئة منذ مدة طويلة.
و يقول شيخ قبيلة الجبر بني سليم مساعد العواجي ليس لدي إلمام كامل عن تاريخ القاتل المرضي، ولكني أعرف أنه منذ عامين تقريبًا يعاني أمراضًا نفسية ودائمًا ما أقابله في الشوارع وأوصله للمكان الذي يريد أو لأهله، وأوضح إن القاتل تم استجوابه ودل الجهات الأمنية على جذع الشجرة الذي استخدمه في الجريمة ، وأوضح العواجي أن المقتول كان من المشهود لهم بالخير وسمعته طيبة ومعروفة لدى الأهالي كافة، وكان يعمل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان دائمًا ما يسارع إلى الإصلاح بين الناس وحل النزاعات، ولكن في السنوات الأخيرة كبر سنه وقلت حركته وتوفيت زوجته قبل حوالى 3 سنوات وأصبح يرعى اثنين من أبنائه يعانين حالات نفسية أحدهما القاتل. وأضاف إن المقتول في السنين الأخيرة سخر حياته لرعاية ابنيه المريضين.
وقال علي بن سعيد معرف القرية إن المقتول كان من أهل الخير وسيرته عطرة عند أهالي القرية ومعارفه، وإن الابن الذي قتل والده كان يعاني اختلالًا عقليًا، وقال العم علي إن المقتول لديه 6 من الأبناء بخلاف من ارتكب الجريمة مضيفًا، إن القاتل كان يراجع بمستشفى الصحة النفسية ببلجرشي وكا ن القتيل يعمل على بند الأجور وأحواله المادية متوسطة الحال، مشيرًا إلى أن الجثة لا تزال بثلاجة الموتى بمستشفى قلوة العام حتى تكتمل الإجراءات النظامية بشأنها.
وقال سفر حسن أحد أقارب المتوفى إن القاتل معتل نفسيًا منذ طفولته وعاش في كنف والده ووالدته وأشقائه وكان يراجع بمستشفى الصحة النفسية ببلجرشي، وعندما توفيت والدته زادت عليه الحالة النفسية بالإضافة إلى كبر والده وانقطاعه عن مراجعة المستشفى وتناول الأدوية والمسكنات، وقد سجل المحققون اعتراف القاتل وتم نقل المتوفى رحمه الله تعالى إلى ثلاجة الموتى. والأهالي جميعهم يعيشون الحزن الشديد لما آل اليه الحادث، وكان المفترض أن تتولى المستشفيات المتخصصة معالجة مثل هذه الحالات حتى لا يحدث من المآسي ما لا تحمد عقباه.