أكثر من مليوني مصل يشهدون ختم القرآن الكريم بالمسجد الحرام
شهد أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين مساء اليوم ختم القرآن الكريم وصلاة العشاء والتراويح بالمسجد الحرام وحضور دعاء ختم القرآن، حيث أم المصلين معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الذي دعا الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها، وأن يحفظ قادتها ويجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه لقاصدي بيت الله الحرام من خدمات جليلة، وأن يعيد رمضان والأمة الإسلامية تعيش في خير وأمان وعزة وتمكين.
ووفرت جميع أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام منظومة من الخدمات المتميزة بمتابعة وإشراف ميداني ومباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
وتوافد الزوار والمعتمرون والمصلون إلى المسجد الحرام منذ وقت مبكر حيث امتلأت أروقته وأدواره وأسطحه وساحاته وجميع جنباته والطرق المؤدية إليه بالمصلين الذين امتدت صفوفهم إلى الساحات والطرق والمناطق المجاورة للمسجد الحرام، وكثفت جميع الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية جهودها وجندت جميع طاقاتها البشرية والآلية وإمكاناتها لتوفير أرقى الخدمات وأفضلها للزوار والمعتمرين ليؤدوا نسكهم بكل يسر وأمان، ونفذت خططها التي أعدتها وفق ما هو مرسوم لها مما مكن الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام من أداء عباداتهم في جو روحاني مفعم بالأمن والأمان سادته السكينة والخشوع والراحة والطمأنينة.
وأسهمت المشروعات الحيوية العملاقة التي نفذتها وتنفذها المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين في تسهيل وتيسير أداء هذه المناسك للمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، والتي من أبرزها مشروع توسعة المسجد الحرام وساحاته وتوسعة المطاف والاستفادة من المطاف المؤقت، إضافة إلى مشروعات الطرق والأنفاق والجسور والطرق الدائرية التي ساعدت في تيسير الحركة المرورية وتمكين وفود الرحمن من الوصول إلى المسجد الحرام بكل يسر وأمان، فضلاً على ما وفرته الدولة من خدمات وجندته من طاقات بشرية وآلية وسخرته من إمكانات في سبيل تحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء نسكهم وعباداتهم بيسر وأمان.
ولتحقيق المزيد من الراحة لوفود الرحمن، قامت جميع الجهات المعنية بتكثيف جهودها وتنفيذ خططها التي أعدتها لهذه الليلة، حيث كثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وجندت ما يقارب من 8 آلاف موظف وموظفة لتنفيذ خطتها وتوفير جميع سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام، وكثفت برامج الوعظ والإرشاد لتوعية وتوجيه الزوار والمعتمرين وإرشادهم من خلال الدروس الدينية ومكاتب الفتوى المنتشرة في جنبات المسجد الحرام وساحاته، ووزعت المطويات التوعوية والإرشادية والتوجيهية التي يحتاجها الزائر والمعتمر.
ووفرت الرئاسة الآلاف من عربات السعي بالمجان للمحتاجين وكبار السن، إضافة إلى توفير عدد من العربات الكهربائية للسعي والطواف في المطاف المؤقت بالمجان، وخصصت ممرات لهذه العربات وفصلتها عن حركة الساعين بالمسعى، كما خصصت سلالم كهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة وشغلت السلالم الكهربائية لنقل المصلين إلى الدور الأول والثاني وللطواف في المطاف المؤقت الذي استفيد منه في هذا العام وسطوح المسجد الحرام .
كما وفرت الجهات المعنية ماء زمزم المبرد من خلال الحافظات التي عُبأت بماء زمزم المبرد وتوزيعها في جميع أروقة وأدوار وساحات المسجد الحرام وبدرومه وأسطحه، كما كثفت أعمال النظافة والصيانة والتشغيل من خلال زيادة عدد العاملين لمواجهة الأعداد الكبيرة في هذه الليلة من المعتمرين.
وفتحت الرئاسة جميع أبواب المسجد الحرام البالغ عددها (176) باباً على مدار الساعة لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، يعمل عليها أكثر من (920)موظفاً لتنظيم ومراقبة عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام .
من جانبها .. أعدت أمانة العاصمة المقدسة خطة لتقديم خدماتها في هذه الليلة المباركة ركزت فيها على تكثيف أعمال النظافة والصيانة وزيادة عدد العمال القائمين بأعمال النظافة لرفع النفايات ونقلها من المنطقة المركزية أولاً بأول على مدار الساعة، حيث خصصت ( 8500 ) عامل نظافة للعمل في مكة المكرمة خلال هذا الشهر الكريم مجهزين بأكثر من ( 810 ) معدة مختلفة الأنواع والأحجام، إضافة إلى تخصيص عدد من الفرق للعمل في نظافة المنطقة المركزية حول المسجد الحرام نظراً لما تشهده تلك المنطقة من كثافة بشرية هائلة خاصة خلال هذه الأيام والأيام المقبلة، كما تم تشغيل ( 170 ) صندوقاً ضاغطاً منها ( 45 ) صندوقاً في المنطقة المركزية وذلك لاستخدامها في التخزين المؤقت .
كما خصصت أمانة العاصمة المقدسة عدداً من الفرق للقيام بعملية الرش لمكافحة الحشرات إضافة إلى سيارات الرش، وشكلت عدداً من اللجان للقيام بجولات ميدانية لمراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية والمطاعم للتأكد من توفر الشروط الصحية اللازمة بها وأخذ العينات وفحصها بمختبر الأمانة.
بدورها كثفت قوات الدعم جهودها وغطت جميع المشّايات الطولية والعرضية المؤدية إلى المسجد الحرام من خلال انتشار رجال الأمن في جميع الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام لتنظيم الحركة في هذه الساحات، حيث استخدمت لافتات إرشادية توضح الاتجاهات وأماكن الانتظار وذلك بأكثر من لغة، كما حرصت على منع التدافع وعدم تداخل القادمين والخارجين من وإلى المسجد الحرام.
وكثفت قوة أمن الحرم جهودها لحفظ أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، حيث نظمت عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومنعت الجلوس في الممرات والمشّايات المؤدية إلى المسجد الحرام وذلك بالتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، إلى جانب مراقبة السعي والطواف ومنع الجلوس والصلاة في صحن المطاف والمشّايات، وإعطاء الأولوية للدخول لصحن المطاف للمحرمين من المعتمرين، وتنظيم عملية دخول ذو الاحتياجات الخاصة للطواف المؤقت، وتحويل المصلين إلى أروقة المسجد الحرام وأدواره وسطوحه وساحاته وبدرومه، وكذلك مساعدة الأطفال التائهين عن ذويهم والحفاظ عليهم حتى يتم تسليمهم .
من جهتها .. كثفت القوات الخاصة بأمن الحج والعمرة جهودها وأعدت خطة خاصة بذلك تتضمن مراقبة الطرق المؤدية إلى الساحات الشرقية للمسجد الحرام، حيث زودت هذه الساحات بمكبرات الصوت ليتمكن المصلين فيها من سماع صوت الإمام بكل وضوح، ونظمت الحشود وسير المصلين واستخدمت اللوحات الإرشادية لتوجيه الزوار والمعتمرين والمصلين إلى الأماكن الآمنة، إضافة إلى مراقبة الحالة الأمنية وتوفير الأمن والسلامة للمعتمرين.
من جانبها .. زادت شرطة العاصمة المقدسة جهودها للحفاظ على سلامة الزوار والمعتمرين من خلال المتابعة الدقيقة للحالة الأمنية وتغطية جميع المحاور الرئيسية المؤدية إلى المسجد الحرام تغطية أمنية للحفظ على النظام والقضاء على الظواهر السلبية، والمحافظة على مسارات المشاة المؤدية إلى الحرم المكي الشريف، لتقديم أرقى الخدمات للزوار والمعتمرين والحفاظ على سلامتهم .
بدورها .. نفذت إدارة مرور العاصمة المقدسة خطتها التي أعدتها لهذه الليلة لتنظيم وتيسير الحركة المرورية، حيث تم دعم رجال المرور الذين ينفذون الخطة المرورية لهذا العام بأربعة آلاف رجل أمن، منهم (2500) من طلاب مدن تدريب الأمن العام، و(1500) فرد من الإدارة العامة للمرور إضافة إلى منسوبي مرور العاصمة المقدسة، وزعوا على المنطقة المركزية والمراكز والأسواق التجارية والشوارع والميادين العامة لمتابعة الحركة المرورية .
كما تضمنت الخطة منع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية حول المسجد الحرام وذلك لفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في هذه المنطقة وتمكين قاصدي بيت الله الحرام من أداء مناسكهم بكل راحة واطمئنان، كما خصصت الإدارة مسارات للحركة الترددية للحافلات عبر عدة خطوط لنقل المصلين والمعتمرين من مواقف سياراتهم إلى المسجد الحرام والعكس على مدار الساعة ما أسهم في سرعة نقل المصلين والمعتمرين من تلك المواقع إلى المسجد الحرام، واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة رغم الكثافة الكبيرة في أعداد المركبات القادمة إلى مكة المكرمة ولم تحدث أي اختناقات أو حوادث مرورية تذكر ولله الحمد.
وكثفت المديرية العامة للدفاع المدني استعداداتها لتنفيذ الخطة التفصيلية لمواجهة الطوارئ بالعاصمة المقدسة في هذه الليلة، تضمنت نشر عدد من الوحدات الثابتة والمتحركة على جميع الطرق المؤدية للمنطقة المركزية والعاصمة المقدسة، وتسيير الدوريات الراكبة والراجلة وفرق الدراجات النارية لتفقد اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان المعتمرين والمنشآت التجارية وشبكات الأنفاق، لرصد أي مخالفات تهدد سلامة المعتمرين والزوار والعمل على إزالتها فوراً.
كما تم نشر فرقتين متكاملتين من رجال الدفاع المدني في المطاف الجديد لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق مع شؤون الحرمين الشريفين بهدف تسهيل مهمة دخول هذه الفئة الغالية للمسجد الحرام ومتابعتهم أثناء أداء مناسك العمرة والصلاة، إضافة إلى تكثيف الفرق والوحدات الإسعافية في جميع أرجاء المسجد الحرام والساحات المحيطة به لتقديم الخدمات الإسعافية العاجلة للمرضى وكبار السن والذين قد يتعرضون للإجهاد أو الإصابة بفعل الزحام، والإفادة من فرق الدراجات النارية في سرعة مباشرة البلاغات عن الحوادث في المناطق المزدحمة في محيط المسجد الحرام والطرق المؤدية إليه