الأخبار المحلية

المفتي العام: بيع وشراء السلعة بتوقيع وتوكيل خطر عظيم وتحايل وليس تورُّقاً

حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من التحايل على الربا باستخدام التورق كغطاء شرعي لحيلة على الحرام، وقال سماحته إن العلماء ذكروا ضابط التورق وقالوا إن التورق يكون بشراء سلعة بثمن مؤجل وهو ليس بحاجة لها لكنه يريد بيعها للاستفادة منها لا أن تكون كل المعاملة في مجلس واحد وهو لم يبع ولم يشتر فعلا، لافتا إلى أن في التورق الحقيقي والجائز شرعا تنفيسا للمعسرين وتيسيرا عليهم، ووصف التورق غير الجائز بأنه خطر عظيم لأن صاحبه قد يبيع ويشتري بمجرد توقيع وتوكيل وهذا لا يجوز، فإلى التفاصيل:
في الحديث الشريف «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، ما هو توجيهكم في هذا الموضوع؟ وكيف يحفظ المؤمن هذه النعم التي تترى عليه؟
النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، فكلمات قليلة تحتها من المعاني العظيمة ما الله به عليم، وفي هذا الحديث الشريف، الغبن أي كثير من الناس يفرط في هاتين النعمتين ويخسر شكرهما، لم يستفيدوا منهما شيئا فذهبا من غير أن يستغلا في المفيد، فإن الصحة من نعمة الله عليك، والمريض يعجز عن الصلاة والصيام والحج ولو صلى لكان بكلفة، والصوم ربما لا يستطيعه والحج يعجز عنه، وهكذا في الذهاب للمسجد الرجوع منه، إلى غير ذلك من الأعمال الفاضلة التي يؤديها الصحيح فإذا مرض حرم من هذه الخيرات وفاتته تلك الدرجات والفوائد العظيمة، وكذلك الفراغ فراغه سبب لنشاطه في طاعة الله وتزوده من حياته لآخرته، يقول الله تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، فمن ذهب فراغه بلا فائدة فقد غبن وغلب وخسر تلك النعمة خسارة عظيمة فإن الفارغ متمكن من الطاعة وبذل المعروف وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان والصدقة والقيام بما أوجب الله عليه والإصلاح بين الناس فإذا شغل بأي شغل من مرض أو هم أو غيره ضعف جانب تلك العبادة ولذلك في الحديث «اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك»، فيا أخي المسلم في الصحة والفراغ فرصة لك في التزود من الأعمال الصالحة وإذا ذهبتا ولم تعطهما حقهما فإنك مغبون فيهما وقد ذهبت منك تلك الفرصتان اللتان لا تعوضان.
حفظ النعم بطاعة ربنا جل وعلا فإن الله الذي أعطانا إياها يرضى منا أن نشكره عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها»، وقد حذرنا الله من كفر النعم قال الله (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم).
مجاهدة النفس
كيف يجاهد الإنسان نفسه في هذا الزمن الذي كثرت فيه المعاصي والإنسان تحيط به الإغراءات وشهوات الدنيا؟
لا شك أن العبد في هذه الدنيا في جهاد مع نفسه وهواه وعدوه إبليس الشيطان يتربص بنا يجري منا مجرى الدم قاعدا لنا بالمرصاد لإفسادنا وإخراجنا عن عقيدتنا، قال تعالى (فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)، فعدو الله قاعد بكل ممكن يحاول صدنا عن ديننا وصرفنا وأي غفلة منا يظفر بها ليحول بيننا وبين الخير ويثبطنا عن كل عمل صالح، ولكن المؤمن حقا يتفطن لهذا الخطر العظيم فيجاهد نفسه بطاعة الله ويحملها على ترك معاصي الله ويستعين بالله ويسأل الله الثبات والاستقامة فإنه إذا جد واجتهد كفاه الله شره فإن الله يقول: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)، فمن التجأ إلى الله وأخلص لله قوله وعمله كفاه الله شر عدوه المتربص به الذي يحب أن يشركه معه في عذاب الله، والله أمرنا بطاعته وحذرنا من مكائد عدونا فقال: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)، وأخبرنا جل وعلا أن هذه النفس لابد أن تحفظها بطاعة ربك، (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين)، فلا بد أن نسعى في تخليص أنفسنا من سخط الله (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) وفي الحديث «كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» فالذي يجاهد نفسه على طاعة الله ويحملها على الخير ويجاهد هواه الذي يصده عن سبيل الله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)، ويجاهد العدو اللدود الذي أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه إذا سجد ابن آدم يقول: «يا ويلاه أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار»، فلنجاهد أنفسنا بطاعة ربنا وإتيان الأوامر وترك النواهي.
لا شك أن المغريات كثيرة وهذا صحيح، لكن كلما جاهد الإنسان نفسه بطاعة الله وحملها على الخير وحافظ على الطاعة واستعان بالله كلما نجاه الله من شرها، قال الله: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون)، كلما ذكر الإنسان نفسه بلقاء الله والموت والجزاء والحساب والوقوف بين يدي الله والجنة والنار كلما ذكر الأهوال التي ذكرها الله في كتابه العزيز كلما زاد رغبة في الخير وإيمانا وقوة، قال الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأمرنا الله أن نستعيذ به من مكائد الشيطان (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم).
التحويل بالدولار
أحتاج إلى مبالغ أحيانا وأنا خارج المملكة فيتم التحويل لي بالدولار ويعطوني وصلا بالمبلغ الذي خصم من حسابي، فهل هذه المعاملة صحيحة؟
لا مانع منها، لأن فيها تقابضا، فالوصل الذي يعطونك إياه، وثيقة مقبولة بل تستقبض بذلك المال وهذا تقابض واضح ما فيه شيء، سحبوا الرصيد وأعطوك الوثيقة في آن واحد فلا مانع من ذلك.
التورق الحقيقي
ما هو التورق الحقيقي والشرعي في الإسلام وما ضابطه؟
العلماء ذكروا ضابط التورق وقالوا: «وإن اشترى سلعة بثمن مؤجل لا حاجة له فيها ولكن ليبيعها ويستفيد من ثمنها جائز»، فعندهم لو أنه اشترى سلعة كسيارة أو أرض أو غير ذلك بمائة ألف وهو لا يريد السيارة بل يريد بيعها وقد يخسر فيها ألفا أو ألفين ثم يسددها لمالك السيارة نقول هذا تورق جائز لأنه لم يكن مالا بمال وإنما البيع وقع على السلعة، والسلعة جاز العقد عليها فهذا فيه تنفيس للمعسرين وتيسير عليهم، لكن ليحذر أهل التورق المنظم أن يكون التورق حيلة فقط، لأن بعض التورق قد يوقع للبنك الشراء ثم يوكلهم بالبيع ثم تكون العملية بيعا وشراء في وقت واحد ويظهر الرصيد للشخص قبل أن يقوم من مكانه في خلال دقائق، هذا قد يكون خطيرا وتورقا غير صحيح وإنما أظهر الربا بصورة تورق وإلا لم يبع شيئا ولم يشتر شيئا، وهذا خطر عظيم لكن لو ثبت أن هناك بيعا حقيقيا قد بيعت السيارة باعها الشخص ثم باعها بنفسه هذا جائز أما أن تستخدم السلعة وسيلة للعقد ولا بيع ولا شراء للسلعة وإنما مجرد توقيع على البيع والشراء والتوكيل عليه فهذا غير جائز.
زكاة الفطر
هل علي إخراج زكاة الفطر أو صدقة الفطر عن التي لم أدخل عليها، حيث تم القران في رمضان الفائت ولم أنبه لذلك حتى خرج رمضان هذا العام؟
الأصل أن زكاة الفطر تابعة النفقة والأصل أنك لا تنفق على الزوجة إلا إذا انتقلت إليك، فما دامت في بيت أهلها ولم تدخل بها فإنه لا نفقة لها عليك إذا فلا فطرة لها عليك، وإذا دفعت الفطرة من باب الفضل فهذا جائز لكن لا تلزم بها لأنه لا تلزمك النفقة عليها مادمت لم تدخل بها.
العطر والكحول
ما حكم التطيب بالعطور التي يدخل في تركيبها الكحول؟
إذا كانت الكحول نسبتها ضئيلة جدا أرجو ألا حرج أما إذا ثبت أن النسبة 70 أو 80 في المائة فأنصح المسلم ألا يستعملها، إذا كان الغالب عليها الكحول، أما إذا كان الكحول جزءا يسيرا يتضاءل أمامه بقية الأجزاء فلا مانع منها.
تهدئة الغضب
تعلمون في الوقت الحاضر كثرة أسباب الغضب والعصبية لدى كثير من الناس، ما الأسباب التي تدفع إلى تهدئة الغضب وجلب الرحمة بين المسلمين؟
النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله أوصني، فقال: «لا تغضب»، فتحول إلى جنبه، فقال: أوصني، فقال: «لا تغضب»، فقال: أوصني، فقال: «لا تغضب»، أي نحو أربع مرات، قال العلماء الحكمة في ترديد تلك الوصية لأن الغضب يشتمل على مساوئ كثيرة وأقوال سيئة وأفعال سيئة فالغضبان قد يقول قولا قد يندم عليه وقد يفشي أسراره ويرتكب من الأخطاء ما يرتكب، ولهذا الغضب شعبة من شعب الجنون ولذا قال النبي صىلى الله عليه وسلم: «ألا تنظرون إلى احمرار عينيه وانتفاخ أوداجه»، ولما غضب رجل في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، والله تعالى أرشدنا كيف نبتعد عن الغضب، فقال: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، فإذا قابلت الغضبان بالهدوء والسكينة وعدم الطيش وتركته يقول ما يقول فسيندم بعد هذا ويتأسف على ما حصل منه، ثانيا: أرشدنا إلى التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثالثا: أرشد الغضبان إن كان قائما فليقعد وإن كان قاعدا يضطجع وأرشده بالوضوء وضوءه للصلاة لأن الشيطان من النار ولا يطفئ النار إلا الماء فإذا عملنا بهذا نرجو أن نتخلص من هذا الداء وإلا فالغضب جبلة وخلق يجبل عليه بعض العباد والتحول من الأخلاق صعب لكن محاولة التخلص طيب، ولذا مدح الله المؤمنين بقوله: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، فوصفهم بأنهم يكظمون الغيظ ولا ينفذونه ويعفون عن الناس ولا يجعلون فرصة للانتقام، قال الله عن المؤمنين (وإذا ماغضبوا هم يغفرون).
البركة في المال
البركة لا أجدها في بعض أموالي وكذلك في الراتب، كيف نستجلب البركة؟
البركة في المال والولد ممكن استجلابها بالأمور التالية، أولا في رزقه فالبركة في رزقه أن يستعمله في طاعة الله وأن يحذر الإسراف والتوسع في المباحات أو التبذير والإنفاق في المعاصي وأن يكون ذا اعتدال في إنفاقه، قال الله تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)، وقال: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) فإذا اجتنبنا الإسراف والتبذير وسمى الله في كل أحواله واستعان بالله ونظم مصروفاته على قدر استطاعته ولم يجارِ الآخرين وانما ينظر إلى نفسه وواقعه ولا يهمه توسع الآخرين ولا ينظر إلى كثرة ما عندهم، بل يهتم بنفسه ويرضى بما قسم الله له ويتصرف في ماله على قدر إمكانياته واستطاعته وبهذا بتوفيق الله مع سؤال الله البركة ينزل الله البركة في رزقه، الأولاد إذا ربوا تربية صالحة ونشئوا على الخير كان فيهم البركة، في الحديث «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا» فالذكر كالتسبيح والتكبير والتحميد والثناء على الله وأداء الفرائض مما يجعل بركة في عمر الإنسان وفي رزقه في أحواله كلها والله تعالى يقول: (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يتحسب * ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).
إمامة الصبي
هل صلاة البالغ خلف الصبي صحيحة؟
جاء في الحديث قصة عمرو ابن سلمة قال «فقدموني وأنا ابن سبع سنين»، فإذا قدم للصلاة الصبي المميز الذي يحسن القراءة والطهارة وأداء الصلاة فلا مانع من ذلك فالصحيح جواز إمامة الصغير إذا كان يحسن القراءة والطهارة ويحسن أداء الصلاة فلا مانع من ذلك.
نقصان الدين والعقل
ما معنى نقصان الدين والعقل عند النساء؟
بينه النبي صلى الله عليه وسلم، نقصان الدين أنها تترك الصلاة أيام الحيض، وأن نقصان العقل أن شهادتها بنصف شهادة الرجل وليس هذا سبا لها وعيبا لها لكن لله الحكمة في تفاوت طبائع الناس وأحوالهم فالله تعالى قال: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) فجعل السبب في تعدد الشهادة عند النساء لكي تذكر الأخرى ما نسيته وتعينها على ذلك.